رياضيون وفنانون وأدباء استهوتهم المدينة فاختاروا الاستثمار فيها حفاظا على عشق استثنائي لمراكش سحر خاص وجاذبية استثنائية، ليلها مثل نهارها، فهي مدينة قديمة وحديثة، تاريخية ومتجددة، مدينة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. كل من اعتاد زيارة مراكش، يكتشف شيئا جديدا بها، الفضاءات والأمكنة بهذه المدينة، هي لوحات ناطقة تفيض حيوية. ومن اختار أن يكتشف جامع الفنا، فإنه لا يكل ولا يمل من هذا الفضاء، مثل باقي فضاءات مراكش التي تختزل التاريخ... أدباء وفنانون ورياضيون... ومشاهير العالم اختاروا مراكش الحمراء لقضاء عطلتهم. إنه سحر فريد في عاصمة السياحة بالمغرب، وألفة تجعل من مراكش جاذبة لملايين السياح، يتقدمهم أبرز نجوم كرة القدم في العالم، مرورا بفنانين ومبدعين، وصولا إلى أدباء وشعراء تغنوا بمراكش، وأبوا إلا التعلق بها، بل اختار جزء منهم الاستثمار بهذه المدينة الاستثنائية. إعداد: محمد العوال (مراكش) رونالدو... أغراه سحرها كريستيانو رونالدو، أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم، الذي حط الرحال بالنصر السعودي، بعد عدة تجارب احترافية في كبريات الأندية الأوربية، واحد من مشاهير العالم الذين افتتنوا بمراكش، وأغرتهم كثيرا. في رأي رونالدو، لمراكش سحر خاص، فهي مدينة لها جاذبيتها. ابتدأت علاقة رونالدو بمراكش، من رحلة رياضية لفريقه ريال مدريد، في كأس العالم للأندية. وآنذاك ابتدأت قصة عشق استثنائي للمدينة. فهذا اللاعب الاستثنائي الذي كسب عشق عشرات الملايين في كل أنحاء العالم، كان معروفا بحياة استثنائية، لكن بعد كأس العالم للأندية، صارت مراكش هي الملاذ الأول لرونالدو، وصار لمراكش حب خاص، فإذا كان "الدون" قد خطف قلوب الملايين من مختلف بقاع العالم، فإن مراكش خطفت قلب هذا اللاعب التاريخي. أصبحت مراكش علامة خاصة في حياة هذا اللاعب، ومدينة حاضنة له، وصار كلما تردد على هذه المدينة، إلا وتجدد اللقاء بصديقه بدر هاري. وحسب الصحافة الإسبانية، فإن رونالدو، كان “يستغل وقت فراغه عقب نهاية تدريباته، بركوب طائرة خاصة للذهاب إلى المغرب للقاء هاري والتمتع داخل البلد الذي أحبه، ثم يعود مجددا لمطار "توريخون دي أردوز” بإسبانيا، والقريب من ملعب تدريبات ريال مدريد”، خلال تلك الفترة. واستمر رونالدو على ذلك المنوال، أي زيارة مراكش باستمرار، وهو يحترف بالدوري السعودي. ليس رونالدو فحسب من أحب المغرب، فوالدته هي الأخرى، شغفت حبا بهذه المدينة، إذ سبق أن أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لها على الأنستغرام، وهي تحمل طبق الكسكس، خلال قضاء عطلتها هناك. صورة أخرى من صور تعلق هذا النجم الرياضي بمدينة مراكش، هو الاستثمار الضخم في مشروع سياحي، وهو أحد فنادق سلسلة "بيستانا” البرتغالية والتي تحمل العلامة التجارية “سي إر7”. ويتكون هذا الفندق الفخم، من 160 غرفة، بالإضافة إلى العديد من المرافق والمتاجر.. وبخصوص هذا الاستثمار الضخم بمراكش، يقول نبيل سليطين رئيس مشروع الفندق في تصريحات صحافية تناقلتها العديد من وكالات الأنباء الدولية “إنه لم يكن يصدق أنه سيكون هناك فرع في مراكش عندما أكد رونالدو نيته ذلك، قبل أن يتحوّل ذلك الأمر إلى حقيقة على الأرض”. أدباء مروا من هنا مراكش هي المدينة التي تفيض أدبا، والعديد من الأدباء والكتاب من مختلف بقاع العالم، فتشوا قليلا بين دروبها، ونحتوا كلمات على جدرانها تشهد على مدينة استثنائية. فهذه المدينة، هي التي فرضت على "خوان غويتيسولو”، الصحافي والأديب، ربط علاقة حميمية معها، إذ عاش فيها أحلى أيام حياته وسنين عمره منصهرا مع إيقاعاتها وتخيلات الفنانين الشعبيين فيها التي تتجاوز حدود المسموح به في الكلام والقول والإبداع، يقول عزيز العرباوي، ويضيف "بشكل عام، يمكن القول إن المدينة شكلت بالنسبة لغويتيسولو أسلوبًا في حياته وكتاباته، وتكريمًا لروح المكان وأهله، فهو الذي سبق له أن قال إن مدينة "مراكش صارت جزءًا لا يتجزأ من حياتي، بعد أن شكل انجذابي إلى المغرب ومعايشتي اليومية لأمكنته وتنوعه الهائل، انعطافة أساسية في حياتي ومساري الأدبي، الشيء الذي ساعدني على تجاوز الحدود القائمة بين الكتابة والتراث الشفوي، وبين الأفكار وتعبيرات الحواس الشائعة في الساحات والحواري، كما مكنني من تشكيل رؤية جديدة للإبداع ودوره في بناء الجسور بين الثقافات". ومن الشعراء الإسبان الذين انصهروا في هذه المدينة، يقول العرباوي، نجد الشاعر "أنطونيو راميريت”، الذي أحبها بكل جوارحه حتى عدها مسقط قلبه، وكتب عنها ديوانًا شعريًا عنونه "قصائد مراكش"، معتبرًا إياها مدينة العجائب، حيث إنها تمنح نفسها للآخرين الذين يزورونها ويحبون التسكع بين أحيائها وحواريها الضيقة في المدينة القديمة. لقد منحت نفسها إليه، وأقامت فيه إقامة دائمة. نيرو... هكذا ابتدأ العشق خلال دجنبر 2018، عاشت المدينة الحمراء، على إيقاع استقبال حافل وتكريم حار خصصته الجماهير المغربية لأسطورة السينما العالمية، النجم روبرت دي نيرو، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وبتواضع كبير على البساط الأحمر، ألقى النجم الأمريكي التحية على الجماهير الغفيرة التي كانت حاضرة لاستقباله، حيث التقط مع عشرات الأشخاص صورا تذكارية، كما حظي بعضهم بتوقيع خاص حمل اسمه. وخلال حفل التكريم الذي عرف حضور ألمع نجوم السينما العالمية والعربية والوطنية، قال المخرج العالمي ورفيق درب روبرت دي نيرو، مارتن سكورسيزي، قبل تسليم دي نيرو النجمة الذهبية: "أنا سعيد جدا بأن أمنح النجمة الذهبية إلى روبرت الصديق والعزيز جدا والنجم الرائع، لقد تشاركنا مسيرة تجاوزت الـ40 سنة صورنا خلالها أفلاما عظيمة ولطالما لفتني التزامه الكامل بعمله". وأضاف المخرج الحاصل على العديد من جوائز الأوسكار أن روبرت دي نيرو يتقمص كل شخصية، حيث لا يشعر المتابع أن الأمر مجرد تمثيل، "إنه يسافر بنا إلى عالم الشخصية التي يجسد دورها"، معربا عن سعادته الكبيرة بعودة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بروح جديدة تدعم الأجيال الصاعدة من المخرجين. ووسط تصفيقات الجماهير وخلال لحظات مؤثرة لم يستطع أن يغالب فيها دموعه، رحب النجم العالمي روبرت دي نيرو بالحضور، حيث ألقى التحية باللغة العربية، وعبر عن سروره البالغ بالاستقبال الكبير الذي خصه به الشعب المغربي المضياف، حسب قوله. وأعرب النجم الأمريكي عن تقديره وشكره وامتنانه الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، من خلال مد جلالته جسور التواصل الثقافي بين الدول، مؤكدا أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يمثل أحد أهم المواعيد السينمائية العالمية. وبعد خمس سنوات، عاد نجم السينما، إلى مراكش ولكن هذه المرة مستثمرا في المجال الفندقي، إذ أعلن عن افتتاح فندق ضخم، يضم 71 جناحا ومطعما وسقفا بانوراميا مع مسبح، كما أن التصميمات الداخلية للفندق من فئة خمس نجوم، في إطار سلسلة فنادقه "نوبو". ويعتبر فرع مراكش أول فرع، يتم افتتاحه بإفريقيا من طرف هذه المؤسسة العالمية التي تتوفر على شهرة كبيرة في مجال الفنادق، إذ يتوفر فندق مراكش، على سطح بانورامي وهو واحد من المنتجعات الصحية في عاصمة النخيل. ووفقا لمسؤولي هذا الفندق، فإن التصميمات الداخلية من فئة خمس نجوم، تكرم ماضي المبنى مع إضافة الطراز الياباني الحديث. وجاء افتتاح الفندق، نتيجة شراكة بين الممثل الأمريكي ومستثمرين آخرين، والذي يقع في إحدى مناطق مراكش الفاخرة، ويتوفر فندق "دي نيرو وشركائه" على أزيد من 75 غرفة وجناحا فخما، ويمتد على مساحة 2000 متر مربع، ويوجد في موقع إستراتيجي في المدينة. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة "نيبو" المالكة للفندق، أسسها كل من روبير دي نيرو، والمنتج الأمريكي مايير تيبر، والطباخ الياباني نوبو ماتسوهيسا، وتتوفر على 13 فندقا فخما موزعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والفلبين.