الباكلوريا تسرق الاهتمام من الامتحانات الجهوية

أسر تلاميذ الأولى باكلوريا لا يهتمون بهم قدر اهتمامهم بالمترشحين لنيل الشهادة عند أبواب الثانويات نفسها بالبيضاء التي كانت تغص الثلاثاء الماضي بالآباء والأمهات، وبعض الأقارب، والجميع جاء ليؤازر الابن أو الابنة أثناء اجتيازهم امتحان الباكلوريا، عند هذه الأبواب لا تقف اليوم (أمس الاثنين)، إلا عناصر أمنية، وثلاث نساء ينتظرن خروج أبنائهن الذين يجتازون الامتحانات الجهوية للسنة أولى باكلوريا . ورغم أن زرع هذا الامتحان جزء من حصاد امتحان الثانية باكلوريا، فإن الأسر لا توليه الاهتمام نفسه الذي تمنحه للامتحان الوطني للثانية باكلوريا، "نقطة الجهوي تحتسب في الباكلوريا، ويكون لها دور حاسم في نجاح أو رسوب التلميذ، لأنها تشكل 25 في المائة من المعدل العام للباكلوريا"، يقول تلميذ في السنة أولى باكلوريا، قبل أن يضيف وهو يقبل على امتحان اللغة الفرنسية، "هذه النقطة أيضا مهمة في النتائج التي تطالب بها المعاهد الكبرى، إذ لا تهتم بنقط الثانية باكلوريا فحسب، بل تأخذ بعين الاعتبار نقطة الجهوي".رغم أنها قناة واحدة يمر منها تلاميذ الثانية باكلوريا، كما هو الحال لتلاميذ الأولى باكلوريا، إذ يسهر الجميع الليالي للحفظ، إلا أن الأسر تميز بين الاثنين، وتحرص على أن توفر لتلميذ الباكلوريا كل أجواء المراجعة والإعداد، والساعات الإضافية، فيما تهمل مراقبة تلميذ السنة أولى باكلوريا، "ماشي مهم، حتى الباك"، تقول أم تلميذ في السنة أولى باكلوريا، وحين تعلم أهمية الامتحان الجهوي في نتائج الباكلوريا، ومدى تأثيره في النقطة النهائية، تؤكد أن الأمر لم يكن واضحا بهذا الشكل أمامها، وهو الاعتقاد الذي تتقاسمه مجموعة من الأسر التي لم تستوعب بعد أهمية نتائج الأولى باكلوريا.أمام الثانوية التأهيلية بدر تقف أم واحدة، "جئت مع ابني في السابعة، والامتحان في الثامنة، استيقظنا معا فجرا، وتناولنا الفطور، لأني لاحظت أن حالة ابني النفسية في الأسبوع الأخير تغيرت، وأصبح متوترا أكثر وخائفا". تعي هذه الأم أهمية نتائج الأولى باكلوريا، خاصة أن التجربة نفسها مر منها قريبان لها، أحدهما حصل على نقطة 11 والثاني لم يتجاوز معدل 8 في الجهوي، وكان عليهما أن يبذلا مجهودا مضاعفا في الباكلوريا الوطنية، "لا أريد لابني أن يمر من التجربة نفسها، فابن شقيقي حصل على 11، وفي الباكلوريا أصيب بعياء شديد، وارتبك اثناء الامتحانات لذلك لم يحصل إلا على نقطة تؤهله للنجاح، ولا تفتح أمامه أبواب المدارس العليا أما ابن شقيقي الثاني فيجتاز هذه السنة الباكلوريا وهو في وضع لا يحسد عليه، لأن نقطته في الجهوي ضعيفة". التجربة التي مر منها الأقارب استنفرت لدى هذه الأم الحيطة والحذر، "اهتممت جدا بدروس ابني، ودفعت الكثير من أجل الساعات الإضافية وتعويض ما فاته في اللغة الفرنسية، لأنه في السنة أولى ثانوي كانت أستاذته تتغيب كثيرا، وحين كانت تحضر لا تهتم بتحصيل تلاميذها، وهذه السنة عانى ابني بسبب أستاذة الاجتماعيات التي لم تكن تملي عليهم الدروس، بل تفرض عليهم كتابتها بأنفسهم، رغم أنها تنتقل في شرحها من تفصيل إلى آخر، وتربكهم، وحين قدموا شكوى ضدها قيل لهم إنها مقبلة على التقاعد، وليس بإمكان الإدارة القيام بأي شيء، لذلك لجأت إلى مدرسة للساعات الإضافية حتى في الاجتماعيات، المهم عانينا". هذه المعاناة هي ما دفعت هذه الأم إلى الاستيقاظ مبكرا، لإعداد فطور مختلف عن الأيام الأخرى، "تمر وحليب، وجبن بلدي وعصير برتقال، هذا ما أعدتته لابني في الفطور، ومنحته كيس عنب مجفف، ليبقيه متيقظا ومنتبها، والباقي على الله"، تقول الأم ذاتها، قبل أن تضيف أن ابنها كاد يصاب بحالة إحباط حين علم بلجوء بعض زملائه إلى "عدسات" من أجل الغش، "طلبت منه ألا يولي هذه الأمور اهتماما، وأن يركز على ما حفظه، وأن الغشاشين لن يفلحوا حتى لو استعانوا بعدسات".أمام باب ثانوية ابن الهيثم وقفت ثلاث أمهات أخريات، ينتظرن خروج أبنائهن، "باقيين حتى الثناش، واحنا غادي نبقاو هنا نتسناو"، تقول الأمهات اللواتي جئن من أجل مساندة أبنائهن معنويا، قبل أن تتستدرك إحداهن، سأنتظر إلى العاشرة، وقت الاستراحة، ثم أقصد البيت لأعد لابني الغداء لأنه سيعود في الساعة الثانية زوالا من أجل استكمال امتحاناته، مضيفة أن جارتها لم تول أي اهتمام لابنتها، وأنه حين استفسرتها عن السبب، ردت أن الأمر غير مهم، بقدر أهمية الثانية باكلوريا. ضحى زين الدين

الباكلوريا تسرق الاهتمام من الامتحانات الجهوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المترشحون واجهوا "الإعدام" في اليوم الأول

ستون عاما على استشهاد البطل محمد الزرقطوني

مقالات ذات صلة