نصـب وشعـوذة باسـم الديـن

استباحة أجساد تحت مسمى العلاج بالرقية الشرعية وقتل أطفال لاستخراج كنوز وغش خلف "اللحية" يستغل العديد من النصابين والمشعوذين الدين، من أجل تحقيق مآربهم الشخصية، لأنه يسهل عليهم طرق السيطرة على عقول الناس وتنويمها، باسم الله وباسم المقدسات. وكثيرة هي الحوادث والحكايات التي تم خلالها توظيف الدين، من أجل الإيقاع بضحايا، أغلبهم جاهلون وأميون. لعل أبرزها فضائح الرقاة الشرعيين، الذين يدعون، تحت مسمى العلاج بآيات من القرآن، قدرتهم على الشفاء من الأمراض، في حين أن عددا كبيرا منهم يستغلها لاستباحة أجساد النساء واغتصابهن، ولنا في راقي بركان الشهير العبرة والنموذج. الشيء نفسه تقوم به بعض جمعيات الخير والإحسان العمومي، التي تستولي على أموال المتبرعين وتضعها في جيوبها، مستغلة الثقة التي يضعها فيها الراغبون في فعل الخير، لا لشيء سوى لأنها تتحدث باسم الدين. باسم الدين أيضا، استقطب "العدالة والتنمية"، "الله يذكرو بخير"، ملايين الناخبين الذين صوتوا عليه، أملا في تغيير وتحسن مرتقب، ليجدوا أنفسهم في آخر المطاف ضحية خطاب ديني لا علاقة له بالواقع، وبأنهم ضيعوا 10 سنوات دون أن يلمسوا أي تغيير. وباسمه أيضا، يستغل كثيرون زواج الفاتحة للتهرب من مسؤولية الزواج والالتزام بإعالة أسرة وأطفال، معتبرين الزواج الرسمي المعترف به من قبل الدولة والسلطات، بدعة وكفرا. باسم الدين أيضا يبيع آخرون سلعا وبضائع مغشوشة لزبائنهم، ويحلفون بأغلظ الأيمان على جودتها. يكفي أن يسدلوا اللحية ويوظفوا كلام الله، ليصدقهم الزبون ويشتري منهم "بعينيه مغمضة". في ما يلي تفاصيل قضايا وملفات وظف فيها الدين والشعوذة للنصب والسيطرة على عقول الناس ونفوسهم. ن ف "اللحيـة"... رأسمـال غشاشيـن استغلال الدين للنصب على المواطنين يتسبب في فقدان الثقة في تعاليم الإسلام يعد الغش في البيع والشراء من الظواهر الاجتماعية الخطيرة على المجتمع المغربي، لما له من تداعيات على الأفراد والجماعات، بالنظر إلى استعمال الكذب والخداع وخيانة الأمانة، لبلوغ ربح مادي زائل، دون التفكير في عواقبه على سلامة المواطنين وحياتهم. وإذا كان الغش من الظواهر الخطيرة على مجتمعنا المغربي، فإن ربطه بالدين، يعد أكثر خطورة، لما له من تأثير كبير ليس على صحة وسلامة المواطنين فحسب، وإنما لإساءته البالغة للدين الإسلامي، من خلال تقمص الغشاش شخصية الرجل الورع التقي، الذي يخاف الله، والحريص على تعاليم الدين الحنيف. ويتخذ الغش في البيع والشراء العديد من المظاهر الخادعة، من أجل استمالة الناس لاقتناء معروضات معينة، إذ أن كثيرا من الأشخاص يطلقون اللحية ويعفون عن الشارب، ليس اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما لإيهام المواطنين، أن سلعتهم جيدة، في الوقت الذي يخفون عيوبها عن المشترين، علما أن الرسول الكريم نبه إلى هذا الأمر، وهناك حديث شريف يقول فيه " من غشنا فليس منا". ونفى الرسول صفة الانتماء إلى الإسلام عن البائعين الغشاشين، حتى وإن لم يتقمص الغشاش صفة البائع التقي الورع، فكيف سيكون الأمر، إذا تعمد تقمص دور الشيخ والورع، الذي يخاف الله، وهو في حقيقة الأمر يخفي عيوبا في سلعته، ليبيعها بالثمن الذي يريد، سيما أن الكثير من الناس، يثقون في مظاهر الناس. ويعيش المجتمع المغربي ظاهرة الغش في البيع والشراء باسم اللحية، بشكل يومي، إذ أن العديد من التجارب أثبتت تعرض مواطنين لهذه الآفة، من أشخاص كانوا قدوة لهم في التقوى، قبل أن يكتشفوا أنهم مجرد نصابين في ثوب رجال دين أو فقهاء، والأمثلة كثيرة على ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي. وحذر الله عز وجل من استعمال الدين في الغش، من خلال قوله تعالى "ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون"، سورة التوبة الآية 9، وتوعدهم بالعذاب الشديد، لأن استعمال الدين من أجل الغش، يتسبب في الكثير من المشاكل، منها ضرب الدين الإسلامي، إذ أن الشخص المتضرر يوجه أصابع الاتهام إلى الإسلام بالدرجة الأولى، من خلال تقمص الغشاش دور رجل دين، فيصبح الدين هو المتهم، وليس الشخص، والذي في الحقيقة هو مجرد نصاب يبتغي استمالة الناس لأخذ ما بحوزتهم. وساهمت قصص الغشاشين باسم الدين، في الإساءة إلى الإسلام وإلى المسلمين ورجال الدين والفقهاء الحقيقيين، إذ كثيرا ما يستغل ضعاف النفوس هذه القصص، في الضرب في السنة النبوية الشريفة، حتى بات كل من يرتدي قميصا ويطلق لحيته ينعت بالنصاب والغشاش، الشيء الذي يؤكد عظمة الذنب المقترف من قبل هؤلاء الأشخاص. صلاح الدين محسن

نصـب وشعـوذة باسـم الديـن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطاهري خارج غرفة التجارة بمكناس

مشاكل الفلاحة بالحسيمة على طاولة النقاش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات