أمراض الشتاء… كذبة المناعة

تساؤلات حول موجة الإصابات الكبيرة بنزلات البرد والزكام رغم الخضوع للتلقيح يعاني العديدون بسبب أمراض البرد والزكام ونزلات البرد، التي ارتفعت حالات الإصابة بها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما ظهر جليا في الإقبال الكبير على الصيدليات وعيادات الأطباء، من أجل الحصول على الدواء. وبعد انتشار متحورات جديدة في الصين، وقع للعديدين خلط بين الإصابة بالأنفلونزا وبفيروس "كوفيد 19"، لتشابه الأعراض بينهما، خاصة أن المرض ألزم بعض المصابين الفراش أكثر من شهر كامل، في حين لم يتمكن مصابون آخرون من العلاج منه تماما، إذ سرعان ما تدهورت حالتهم من جديد بعد أيام من الشفاء، حسب ما أكدته العديد من الشهادات، التي ستجدونها ضمن ملف "الصباح". ويتساءل الجميع اليوم حول كذبة المناعة التي يوفرها التلقيح، سواء ضد نزلة البرد العادية أو ضد فيروس "كورونا"، بعد أن أصابت العدوى عددا كبيرا من الملقحين، الذين اعتقدوا أنهم محميون من الإصابة، ليجدوا أنفسهم في سلة واحدة مع غير الملقحين. وإذا كان بعض الخبراء يعزون أسباب هذه الموجة من إصابات الزكام، في العالم كله، وليس فقط في المغرب، إلى التغيرات المناخية وتبدل العادات الغذائية، فإن الكثير من المغاربة الذين استقى الملف شهاداتهم يظنون أن للأمر علاقة بالجفاف وغياب التساقطات. فما هي إذن أسباب انتشار أمراض الشتاء بشكل كبير هذا الموسم؟ ولماذا لم ينجح التطعيم في الحماية من المرض؟ وهل الأمر يتعلق بكذبة كبرى اسمها اللقاح من أجل الحصول على المناعة؟ الإجابات في ما يلي: ن ف اللقاحات تحمي من الأعراض الخطيرة التلقيح يقوي المناعة لكن لا يوقف انتقال العدوى يشتكي العديد من المواطنين من نزلة زكام تدوم في بعض الأحيان لحدود الأسبوعين، وهي ناتجة عن انتشار سريع لفيروس الأنفلونزا في فصل الشتاء، كما هو الحال خلال السنوات الماضية، وإن كانت هذه السنة مصحوبة بحالات إصابة بـ"كوفيد 19"، حتى بالنسبة إلى الذين تلقوا اللقاحات المضادة الخاصة بفيروس كورونا. ويرى الدكتور محمد عريوة، طبيب الطب العام، في حديث مع "الصباح" أن أهم الاعراض التي تظهر لدى أغلب المصابين، هي الحمى والسعال والعياء، بالإضافة إلى عدد من الأعراض المتفرقة، والتي تختلف من مريض إلى آخر. وأوضح عريوة أنه عادة ما تعرف الأنفلونزا انتقالا سريعا بين الأفراد، خاصة في التجمعات العائلية وأماكن العمل، وحتى في الفضاءات المغلقة، ويمكن أن تشكل الإصابة بالأنفلونزا خطرا على حالة المصابين، خاصة من الفئات التي تعاني أمراضا مزمنة. ويرى عريوة، الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للصحة، المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، أن الخطورة تزداد عند المواطنين، الذين تصيبهم الأنفلونزا، والذين يعانون الأمراض المزمنة، مثل نقص المناعة، وأمراض القلب والشرايين، وقد تؤدي أعراضها إلى الوفاة، عند هؤلاء المرضى، نظرا لأوضاعهم الصحية. وبخصوص الإجابة عن سؤال حول مدى تأثير اللقاحات الخاصة بـ»كوفيد 19»، ومدى قدرتها على مقاومة الإصابة بالأنفلونزا أو حتى الإصابة من جديد بفيروس كورونا، أوضح عريوة أن التلقيح يحمي من الأعراض الخطيرة لمرض الأنفلونزا، لكنه لا يمنع انتقال العدوى، أو الفيروس، موضحا أنه بخلاف ما يشاع في أوساط المواطنين، من ربط الإصابات بتلقي اللقاحات، أن التلقيح له أهمية كبيرة عند الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، من قبيل مرضى السكري وأمراض الضغط، لأنه يوفر مناعة عند الشخص الذي تلقى التلقيح، إذ غالبا ما تكون أعراض المرض طفيفة، حين يصاب بالفيروس. وأوضح الطبيب عريوة في حديث مع "الصباح"، أن الملقحين ضد فيروس «كوفيد 19" يصبحون أكثر حماية من الأعراض الخطيرة للمرض، إلا أن ذلك لا يمنع انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين، مشيرا إلى أن استعمال اللقاحات، لا يحد من مناعة الشخص، كما هو متداول بشكل كبير في بعض الأوساط، بل على العكس، يقوي الجهاز المناعي، ويعزز مضادات الأجسام المناعية، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة أو من الأمراض، التي تتسبب في نقصان المناعة، مثل داء السرطان. من جهته، أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الأنفلونزا الموسمية مرض ناتج عن الإصابة بفيروسات الأنفلونزا تصيب أساسا الجهاز التنفسي، إذ تتراوح أعراض المرض ما بين الخفيفة أحيانا والشديدة، وارتفاع درجة حرارة إلى 40 درجة مئوية غالبا، مصحوبة بالقشعريرة والتعرق، والصداع، والسعال الجاف المستمر، والتعب والإرهاق، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والألم في العضلات، والقيء والإسهال أحيانا عند الأطفال. ويرى حمضي أن الشباب الأصحاء في الغالب يشفون من الأنفلونزا بعد أسبوع أو اثنين، لكن لدى بعض الفئات، قد تتطور الإصابة إلى حالات خطيرة ووفيات، مشيرا إلى أن من عوامل الخطورة، السن فوق الخامسة والستين، ووجود أمراض مزمنة مهما كان السن، كالسكري والضغط وأمراض القلب والجهاز التنفسي وضعف الجهاز المناعي والسمنة. وأكد حمضي أن المضادات الحيوية تقتل الباكتيريا وليس الفيروسات، لذلك من الخطأ استعمالها لعلاج الأنفلونزا، ولا يصف الأطباء المضادات إلا إذا انضافت إصابة باكتيرية فوق الفيروس، ويكون العلاج عادة عند الشباب الأصحاء الراحة، وشرب الكثير من السوائل فقط، ولكن في بعض الحالات ذات الهشاشة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس. ويساهم أخذ لقاح الأنفلونزا مرة واحدة سنويا في تقليل احتمال الإصابة بالمرض، ونقل العدوى إلى الآخرين بنسبة قد تصل إلى 90%. وتحمي من الحالات الخطيرة والوفيات بشكل هائل. ويعتبر لقاح الأنفلونزا من اللقاحات الآمنة، وتعتبر منافعه أهم بكثير من بعض الآثار الجانبية القليلة والبسيطة، من قبيل آلام واحمرار مكان الحقنة. برحو بوزياني

أمراض الشتاء… كذبة المناعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة إمام مسجد بإمزورن

تفكيك شبكة "الزطاطة" بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات