احتفال استثنائي بمقر التقدم والاشتراكية

بنعبد الله: الحكومات السابقة لم تولها أهمية مثل حكومة أخنوش نظم التقدم والاشتراكية، بتنسيق مع فريقه البرلماني بمجلس النواب أنشطة احتفالية لمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة «إيض يناير» 2973، بقاعة علي يعته بالمقر الوطني للحزب بالرباط. وتم تأطير أنشطة فكرية بندوة حول «الأمازيغية بين الدسترة وتحديات التفعيل»، قصد إدماجها في الحياة العامة، وتعزيز مكانتها ضمن النسيج الثقافي المغربي، بما ينسجم مع مكانتها الدستورية، وإقامة أمسية فنية في الشطر الثاني من هذه الأنشطة في المقر نفسه، قدمتها فرق موسيقية وفلكلورية أمازيغية، تتخللها قراءات شعرية وعرض للأزياء وتذوق الأطباق الامازيغية، مع حفل تكريم بعض الوجوه التي أسهمت في الدفاع عن الموروث الثقافي الوطني الامازيغي. ولا يعتبر التقدم والاشتراكية المسألة الأمازيغية ترفا فكريا، أو صراعا إيديولوجيا، أو ورقة تستغل في مناسبات عديدة، لأنه بكل بساطة، جعل منها قضية هوية وطنية ودافع عنها وهو مصطف في المعارضة، ومشارك في الحكومة، إذ استدعى فعاليات لا تنتمي إلى حزبه لأجل تنشيط ندوات فكرية كثيرة. وقال نبيل بنعبد الله، أمين عام التقدم والاشتراكية، إنه لا يمكن الحديث عن تفعيل الأمازيغية دون ربطها بالعدالة الاجتماعية والمجالية، على اعتبار أن المناطق الأمازيغية هي التي تعاني من الفقر والتهميش، ومجمل قضايا سوء العدالة بكل مستوياتها، مسجلا مجهودات الحكومة الحالية في ترسيم طابعها الرسمي على أرض الواقع بقرارات جريئة، انسجاما مع خطاب أجدير لجلالة الملك محمد السادس منذ 20 سنة، ومرور 10 سنوات على المصادقة على الدستور الذي نص على اللغة الأمازيغية، لغة رسمية. وأكد بنعبد الله أن حزبه آمن بفكرة حماية التعدد اللغوي والثقافي، مثل اعتقاده بأولوية الدفاع عن المساواة والمناصفة، التي جعل منها أولوية أيضا على مدى 30 سنة، مضيفا أن الحكومة الحالية جادة في عملها لأجل ذلك مقارنة بالحكومات السابقة التي كان مشاركا فيها. وأضاف بنعبد الله أن مسألة الأمازيغية ليست فقط مسألة هوية وحضارة وتاريخ، بل هي كذلك مسألة اقتصادية واجتماعية، متسائلا عن الاعتراف الدستوري بها وما إذا ما كان هدفا في ذاته أو وسيلة، ليجيب بالقول إن الاعتراف الدستوري بالأمازيغية وسيلة لبلورة الأمازيغية على جميع المستويات، مضيفا أهمية مباركة المغرب والمغاربة للاعتراف بالتنوع الثقافي المجتمعي. وأوضح أن أهم مفتاح لترسيخ الأمازيغية هو التعليم الذي سيشجع المغاربة على تملك هذه اللغة التي يتكلم بها الملايين، رغم وجود صعوبات في ذلك بسبب نقص في هيأة التدريس التي يتم تكوينها بشكل تدريجي لأنها جزء من الثقافة الوطنية والمجتمع المغربي، وأنه ينبغي الاهتمام بالتعليم على النحو المطلوب خاصة لدى الفئات الصاعدة، مضيفا أن هذا هو السبيل الأمثل لتملك الأمازيغية على الوجه المأمول. وقال إنه قد أضحى بإمكان المغاربة جميعا دون مغالاة، ولا مزايدة، ولا لغة استعلاء، الافتخار ببلورة الطابع الرسمي للأمازيغية ولو بشكل جزئي، مذكرا بأن الدفاع عن الأمازيغية في مراحل سابقة كان أقرب إلى المحظور، مضيفا أن المغرب الآن اعترف بالتعدد الثقافي والتعدد اللغوي، غير أنه يتوجب الإسراع أكثر، مستحضرا في الوقت ذاته إشكالية البطء في الزمن القانوني والإداري، على عكس الزمن السياسي. وقال رشيد حموني، رئيس فريق حزب « الكتاب» بمجلس النواب، إن الأمازيغية أضحت تحظى بالإجماع من لدن الأغلبية والمعارضة، ومن قبل المؤسسات، وموقف التقدم والاشتراكية كان واضحا وما زال يهدف إلى اعتبار المكون الثقافي الأمازيغي جزءا من حضارة المغاربة في صلب في الممارسة الديمقراطية، ومسألة مجتمعية ثابتة. وأوضح أنه رغم كل الصعوبات، يتعين التسريع واستدراك التأخر الحاصل، واستحضار الإمكانيات، لبلورة التفعيل التام للأمازيغية وجعلها في صلب كافة المستويات الحياتية لدى المغاربة، مضيفا أن الترافع عنها يدخل ضمن إطار احترام حقوق الإنسان، والتعددية الثقافية، وهو مطلب لكافة القوى الحية في البلاد. الأسماء الأمازيغية قدم فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب مقترح قانون يتعلق بتسجيل الأسماء الأمازيغية في سجلات الحالة المدنية، وهو المقترح الذي يقضي بتغيير وتتميم المواد «21 و23 و25 و36»من القانون 37.99 المتعلق بالحالة المدنية. واعتبر واضعو مشروع القانون، أن المادة 21 من قانون «الحالة المدنية» تخضع لتأويلات وتفسيرات خاطئة من قبل الإدارة، وأن هذه الممارسة تمنع عددا من المواطنين من تسجيل أسماء مواليدهم بالأمازيغية، رغم إقرار الدستور بأن هذه اللغة لغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية. ويورد مشروع القانون أن لكل شخص الحق في اكتساب اسم شخصي، وأنه يتعين أن يكتسي الاسم الشخصي الذي اختاره من يقدم التصريح بالولادة، قصد التقييد في سجلات الحالة المدنية هوية مغربية، مبرزاً أن الأسماء الأمازيغية جزء لا يتجزأ من الأسماء والهوية المغربية. أحمد الأرقام

احتفال استثنائي بمقر التقدم والاشتراكية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بـن حمـزة: اختبـار الترسيـم

السجن يهدد برلمانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات