حملات الدم… سخاء المتبرعين بتطوان

مركز التحاقن يحقق اكتفاءه الذاتي ومديره يكشف إستراتيجية النجاح عندما كانت السنة الميلادية الماضية تعد أيامها الأخيرة، كانت إحدى الجمعيات النشيطة في تطوان تنظم آخر حملة لها للتبرع بالدم خلال السنة المنتهية، ليكون مسك ختامها جمع المئات من أكياس هذه المادة الحيوية، التي جاد بها الطلبة والأساتذة الذين يتابعون دراساتهم بالمدرسة العليا بمرتيل. في الربورتاج التالي رصد لهذه المبادرة الإنسانية، التي جرت بتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان وجمعية ابتسامة المتبرعين بالدم، والاطلاع على غنى رصيد بنك مركز تحاقن الدم بتطوان، الذي تعززه عمليات تبرع متواصلة. يوسف الجوهري (تطوان)/ تصوير (تطوان ميديا) إذا كانت تطوان لا تعرف خصاصا في بنك الدم، فإن الفضل في ذلك يرجع إلى عمل المركز الجهوي لتحاقن الدم بالمدينة، الذي تمكن من نيل شهادة الجودة نظير المجهودات التي يقوم بها، إلى جانب إحدى الجمعيات النشيطة التي حملت على عاتقها مهمة "التحسيس والتوعية وتنظيم حملات متوالية للتبرع بالدعم، من أجل تعزيز خزان بنك الدم بالمدينة"، و"دفع المزيد من المواطنين للتبرع لكي لا يدب الخصاص إلى رصيد مركز تحاقن الدم». ابتسامة المتبرعين بالدم قبل أيام قليلة من نهاية السنة الميلادية كانت المدرسة العليا للأساتذة على موعد مع حملة للتبرع، وهي الحملة التي كانت الأخيرة في برنامج "جمعية ابتسامة المتبرعين بالدم" لسنة 2022، لكنها لن تكون آخر عمل لهذه الجمعية، التي تهدف إلى "جعل عمليات التبرع بالدم في إقليم تطوان سلوكا معتادا لدى أغلب المواطنين"، لأن "التبرع لا يُعزز رصيد بنك الدماء بمركز التحاقن فحسب، وإنما يعود بالنفع كذلك على المتبرع الذي يُجَدِدُ دَم جسده ويحظى بالخضوع لتحاليل طبية تشمل عملية الكشف عن خمسة أمراض، لعل أبرزها الكشف عن فيروس داء المناعة المكتسبة". وفي هذا السياق قال "زيد أملال" لـ "الصباح"، وهو طالب بالمدرسة العليا للأساتذة في السنة الثانية «مادة الرياضيات»، إن "هذه المرة الثانية التي ينخرط فيها في هذه الحملة، بعد أن تبرع بالدم للمرة الأولى السنة الماضية، وتمكن من الاستفادة من التحليلات التي تخضع لها كل عينة من دم المتبرع". أما الطالبة- الأستاذة "بشرى بنسليلة» التي تتابع دراستها بالسنة الأولى مسلك الإجازة والتربية، فأكدت لـ "الصباح" أن "بعض التخوف انتابها قبل التبرع، لكن هذا التخوف سرعان ما غادر نفسيتها، بعد أن تشجعت برؤية زميلات وزملاء لها تبرعون عن طواعية دون أن يلحقهم أو يلحقهن أي ضرر.» أرقام مشجعة من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية إلى كلية العلوم إلى الأسواق الكبرى ومساجد تطوان وضواحيها خلال شهر رمضان، وصولا إلى المدرسة العليا للأساتذة، كان تنظيم حملات شتى بفضاءات عمومية وأخرى خاصة لحملات التبرع بالدم التي تنظمها "جمعية ابتسامة المتبرعين بالدم»، فبالحملة الأخيرة تمكنت حسب ما صرحت به رئيسة الجمعية "لبنى العجاني» من جمع 3500 كيس دم، مؤكدة أن «آخر عملية من حملات التبرع بالدم المنظمة من طرف (جمعية ابتسامة المتبرعين بالدم) خلال 2022، تمكنت الجمعية خلالها، بفضل من الله أولا، وبفضل عطاء وسخاء المتبرعين من إغناء مخزون الدم للمركز الجهوي بتطوان بهذه الكمية الهامة من هذا السائل الحيوي». كما أكدت رئيسة الجمعية أن "حملات التبرع التي تم تنظيمها بإشراف مركز تحاقن الدم شملت الشواطئ خلال فصل الصيف"، مؤكدة أن هذه المناسبة "ترفع من كميات الدم التي يتبرع بها المصطافون"، كما عمت العملية ثمانية مساجد خلال شهر الصيام. وأضافت لبنى أن "حملات التبرع لا تقتصر على الفضاءات العمومية، وإنما تشمل فضاءات خاصة من قبيل الفنادق". وأبرزت لبنى أن عمليات التبرع مكنت من جمع 2575 كيسا من الدم خلال 2021، وأن 2020 التي تميزت بعملية الإغلاق الشامل التي فرضتها جائحة كورونا مكنت من جمع 1798 كيسا من الدم، فيما تم تحقيق خلال السنة التي ودعناها قبل أيام رقما بلغ 3500 كيس من الدم. وأشارت إلى أن «الهدف المعلن خلال 2022 كان هو بلوغ رقم 8000 كيس دم، لكن حملات التبرع المكثفة، وجهود جمعيات المجتمع المدني، مكنت من تجاوز هذا الهدف وتحقيق أزيد من 9 آلاف كيس من الدم خلال السنة المنقضية، عبر الحملات المنظمة داخل المركز أو خارجه». التبرع يحقق اكتفاء تطوان من الدم ولأن المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان لا يعاني أي خصاص في الدم، وإنما يحقق فائضا من هذه المادة الحيوية، فإن تطوان تعد مزودا لمدن مجاورة، من قبيل مرتيل والفنيدق ووزان وحتى طنجة. معطيات كشف عنها لـ "الصباح" الدكتور "خالد اجعيدان» الذي أكد أن «أعلى نسب التبرع بالدم تسجلها الحملات التي تنظم بالشواطئ صيفا، إضافة إلى الحملات التي تحتضنها المساجد خلال الشهر الفضيل، كما تسجل نسب مهمة من التبرع بالكليات والمدارس العليا». وأكد المصدر ذاته أن الصعوبات التي يواجهها مركز تحاقن الدم بتطوان تبقى "بعض الفصائل النادرة من قبيل (O-)وAB-) ) و (A-)و(-B) وهي كلها فصائل تصنف ضمن الفصائل النادرة لقلة حامليها، كما أن التحدي الأكبر للمركز يبقى كذلك عمليات إنتاج البلازما والصفائح الدموية التي تستخرج من الدم، وتتطلبها، على عجل، بعض الحالات المرضية الخطيرة، ما يجعل المركز في سباق مع الزمن من أجل توفيرها، حيث يزود بها مرضى من خارج تطوان، ويمد بها أساسا مستشفيات بطنجة. تعبير عن الوطنية خالد اجعيدان * < حصول المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان على شهادة الجودة في مارس 2022، كما هو الشأن بالنسبة لمركزي تحاقن الدم بالرباط وفاس، جاء في إطار إستراتيجية وطنية لرفع مستوى وتتويج جميع مراكز تحاقن الدم بالمغرب بهذه الشهادة، نظرا للمجهودات الكبيرة التي يبذلها جميع من يشتغل في هذا المجال لأجل توفير أكياس دم آمنة وذات جودة عالية. هدفنا الأساسي، ليس فقط، توفير أكياس الدم بكمية كافية لجميع المرضى، وإنما نحن حريصون كل الحرص على أن تكون هذه الأكياس آمنة وذات جودة عالية، متطابقة مع المعايير الدولية. لم نكن لنحصل على هذا الإنجاز لولا تظافر جهود كل العاملين في المركز بشتى اختصاصاتهم واقتناعهم التام بأن سلامة المريض مرتبطة ارتباطا وثيقا بسلامة الدم ومشتقاته. < نحن نشتغل ضمن إستراتيجية وطنية محددة، ترتكز أساسا على توفير أكياس الدم ومشتقاته بجودة عالية وبكمية كافية لجميع المرضى المحتاجين لهذه المادة الحيوية، التي لا تباع ولا تشترى والتي يبقى المصدر الوحيد لها هو المتبرع بالدم، بحيث إننا في مركز تحاقن الدم بتطوان، ورغم ظروف جائحة كوفيد 19، تمكنا من الحفاظ على مستوى جيد ومنحى تصاعدي لمخزون الدم لسنوات 2020، 2021 و2022. يتكفل مركز تحاقن الدم بتطوان بتزويد المراكز الاستشفائية بالدم ومشتقاته بكل من مدن تطوان، المضيق-الفنيدق، وشفشاون ووزان. ولضمان استمرارية التزويد وعدم انقطاع المخزون، نعتمد في بداية كل سنة على إرساء خطة عمل، استنادا إلى حاجيات المنطقة من الدم ومشتقاته، وأخذا بعين الاعتبار بعض الفترات من السنة يكون فيها فتور في التبرع بالدم، كالفترة الصيفية، والعطل والأعياد. كما نعتمد أيضا في خطة عملنا على تنظيم حملات للتبرع بالدم بشكل دوري ومستمر، نهدف من خلالها تقريب عملية التبرع بالنسبة للمتطوعين البعيدين عن المركز، وكذا تحفيزهم على الاستمرارية في التبرع المنتظم. < بالفعل لقد تمكنا هذه السنة من تجاوز ما كان مسطرا في خطة عملنا، في ما يخص عدد المتبرعين في مركز تحاقن الدم بتطوان، وذلك ناتج عن إقبال المتبرعين بالدم، خاصة الشباب منهم، على هذا العمل النبيل الذي يرون فيه أسمى تعبير عن وطنيتهم، وانخراطا إيجابيا لجميع الفاعلين في هذا المجال، من عاملين بالمركز وجمعيات ومسؤولين محليين ووطنيين. * مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان

حملات الدم… سخاء المتبرعين بتطوان

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجرمو الأنترنيت يهاجمون مستعملي الشبكة

أندية ترفع راية الإفلاس

مقالات ذات صلة