سوق الجملة للدجاج بالبيضاء… فوضى عارمة

التجار يعرضون سلعهم في الشارع العام والشركة المكلفة بإصلاحه تخلف موعدها لم يكتب لمعاناة تجار سوق الجملة للدجاج بالبيضاء أن تنتهي في 15 ماي الجاري، بعد أن أخلفت الشركة المكلفة من قبل مجلس المدينة وعدها بترميمه، لتستمر المعاناة ويستمر التجار في عرض سلعهم بالشارع العام وسط روائح كريهة... "الليل ستار"، تنطبق هذه المقولة المصرية على سوق الجملة للدجاج بالبيضاء ، على اعتبار أن رؤيته والانطباع الذي يخرج به الزائر في جنح الظلام تختلف عن ما بعد شروق الشمس، فبعد أن يعتقد زائر الليل أنه في سوق كبير اصطف تجاره بشكل منتظم في شارعين طويلين، يكتشف بعض أن يسدل الليل ستاره ويظهر الخيط الأبيض من الأسود أن الأمر يتعلق بشارع مخصص للسيارات والمارة "احتل" التجار جنباته وعرضوا بها سلعهم، وغير بعيد عنه يظهر السوق الفعلي الذي يعرف إصلاحات لم يكتب لها أن تكتمل بعد انقضاء المدة القانونية المحددة لها. فوضى عارمة الساعة تشير إلى الرابعة صباحا، حركة كبيرة بسوق بيع الدجاج بالجملة بالبيضاء، أو على الأصح بشارع بيع الدجاج على اعتبار أن السوق تعرف العديد من الإصلاحات منذ أشهر ما اضطر معه التجار إلى عرض سلعتهم في الشوارع المحادية.بدا تجار الجملة والتقسيط في عجلة من أمرهم، وكأنهم ينتظرون شيئا ما غير سار في الساعات المقبلة، قبل أن يكشف السر بعد أن طلب تاجر من مساعده الإسراع ببيع الدجاج قبل أن «يطلع النهار» وتعم الفوضي، التي تحدثها السيارات والشاحنات، ليتحول المكان من سوق للدجاج إلى معرض لمنبهات السيارات التي لا تتوقف.«نعيش هذا الوضع منذ أكثر من ثمانية أشهر، فالسلع معروضة في الخلاء والتجار يعانون في صمت، والأكثر من هذا يؤدون واجبات يومية عن عرضها لمجلس المدينة» يقول عبد الرحيم بلقايد، أمين السوق، قبل أن يضيف «المعاناة تكون مضاعفة في الشتاء». فوضى كبيرة بسوق الجملة، صناديق خشبية ملأى بالدجاج وأخرى فارغة منتشرة أمام باب السوق وفي الشوارع المحادية له، ما يؤثر على حركة المرور، ويخلق يوميا ازدحاما يضطر معه السائقون إلى الاستعانة بمنبهات السيارات والشاحنات، وقد تتطور الأمور بين التجار والسائقين إلى تبادل للسب والشتم وأحيانا للكمات.«الشركة التي رست عليها صفقة تجديد سوق الجملة هي سبب كل هذه المشاكل» يقول عبد الرحيم أمين السوق وهو يشير بيده إلى بعض البنائين بالشركة الذين كانوا يشتغلون بحركات متثاقلة غير آبهين بالمشاكل التي يعانيها تجار السوق، قبل أن يضيف أن «الصفقة حددت تاريخ 15 ماي كآخر أجل لانتهاء الأشغال، غير أن هذا التاريخ مر دون أن تنتهي الأشغال بالسوق، ولا مؤشرات على أنها ستنتهي قريبا».«باقا ثلاثة أو أربعة أشهر ديال الخدمة» يقول أمين السوق، قبل أن يضيف أن الشركة التي رست عليها الصفقة لا تبذل المجهود الكافي من أجل إتمام الأشغال، فالورش لا يحل به سوى ثلاثة أو أربعة عمال، وهذا غير مقبول، لأن «التجار يعانون منذ أشهر، ولم يعد لديهم المزيد من الصبر لعرض بضاعتهم خارج السوق».صفقة تجديد السوق كلفت مجلس المدينة 800 مليون سنتيم، لذا فتطلعات التجار، حسب أمين السوق، كبيرة، ويتمنون أن يكون السوق الجديد ومرافقه بحجم المبلغ المالي الذي تسلمته الشركة. الروائح الكريهة...المشكلة الكبرى روائح كريهة تزكم الأنوف على بعد عشرات الأمتار من سوق بيع الدجاج بالبيضاء، مواطنون استعانوا بمناديل وضعوها على أنوفهم لتفادي الرائحة، فيما التجار استسلموا للأمر الواقع وتعايشوا مع هذه الرائحة الناتجة عن رمي الدجاج الميت في حاوية أزبال وسط السوق. «دابا راه الريحة قليلة شويا خصك تجي نهار السب ولا الأحد، مني كيتكون الزبل بزاف ويتأخر الكاميو»، يقول أحد تجار بيع الدجاج بالجملة، وهو يشير بيده إلى الأزبال المتراكمة غير بعيد عن مكان عرض دجاجه للبيع.الأزبال تؤثر بشكل كبير على تجارة الدجاج، خاصة بالتقسيط على اعتبار أن العديد من المواطنين كانوا يقصدون السوق من أجل اقتناء كميات قليلة من الدجاج، غير أن الرائحة الكريهة نفرتهم من السوق ليتراجع الرواج التجاري.التجار اليوم يتحملون هذه الروائح على اعتبار أنهم يعتبرون المسالة مؤقته وستزول بانتهاء الأشغال بالسوق، متمنين أن يحل المشكل بشكل جذري، خاصة مسألة الدجاج الميت الذي يرمى أحيانا بشكل عشوائي، ما يسمح لمجموعة من الأشخاص بحملة إلى وجهة غير معلومة، ولا يتسبعد أن يعاد بيعه في بعض المحلات التجارية. المعاناة لا تقتصر على المارة والتجار، بل تطول تلاميذ السكك الحديدية، الذين تسربت الروائح الكريهة إلى داخل أقسامهم، بل إن فضاءات كبيرة بما فيها باب المدرسة احتل من قبل التجار الذين لم يجدوا مكانا لعرض سلعتهم به، كما تطول الروائح الكريهة المنازل المجاورة للسوق والتي أصبح سكانها يعيشون جحيما حقيقيا. الوضع الحالي لسوق الدجاج يطرح مشكلا آخرا يتعلق بالأمن، إذ أن عناصر أمن الحي المحمدي، كما أكد أمين السوق، تقوم بمجهود مضاعف خلال الفترة التي يعرض فيها التجار الدجاج بالشارع، على اعتبار أن المعاملات التجارية التي تروج فيه تعد بالملايين، وبالتالي يمكن للسرقات أن تحدث في أي لحظة. يستمر تجار الجملة في عرض سلعهم إلى حدود العاشرة صباحا، قبل أن يغادروا المكان مخلفين وراءهم شوارع مليئة بريش الدجاج وروائح كريهة تزكم الأنوف، قبل أن يعودوا في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي ليعانوا في صمت في انتظار أن تنهي الشركة أشغال ترميم السوق، وكلهم أمل أن يتحرك مسؤولو مجلس المدينة لدفعهم لتسريع الأشغال .

سوق الجملة للدجاج بالبيضاء… فوضى عارمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مطاوعيات" مراكش... الردة الغامضة

إدانة 26 متهما ينتمون إلى شبكة إرهابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات