آفاق العصر الأمريكي…السيادة في النظام العالمي الجديد

شكلت بنية القوة في النظام العالمي الجديد، موضوع الكتاب الجديد للباحث الإماراتي جمال سند السويدي، والذي يحمل عنوان «آفاق العصر الأمريكي - السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد». سلط الكتاب الضوء على المصطلح الذي تتمحور حوله فصول الكتاب، وهو «النظام العالمي الجديد». كما طرح تساؤلات حول عوامل ظهور هذا النظام والقوى الفاعلة فيه، وبنيته وأهم العوامل المؤثرة فيه. وفي رأي الكاتب، الحائز على الدكتوراه من جامعة ويسكونسن، والمدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ، تعد الولايات المتحدة الأمريكية القطب المهيمن على النظام العالمي الجديد، كما أن العصر الأمريكي سيستمر نحو خمسة عقود كاملة على أقل تقدير، بناء على ما يورده من معطيات وبيانات إحصائية، تبرهن على عمق التفوق النوعي الأمريكي، طبقاً لمتغيرات المقارنة والمعايير التي حددها المؤلف لذلك؛ وهي الاقتصاد، والتطور العسكري، وموارد الطاقة، والنقل، والتعليم، والثقافة، والتقدم التقني. ويتضمن الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية، سبعة فصول تتناول نشأة النظام العالمي الجديد وواقعه ومستقبله بأبعاده المختلفة.وقد خصص السويدي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة الفصل الأول من الكتاب لتحديد مفاهيم وسمات النظام العالمي الجديد، إذ توقف المحور الأول من الفصل عند دور الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والتقنية وموارد الطاقة، وما تمثله من أهمية في تحديد ترتيب القوى في النظام العالمي الجديد، وأسباب نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في توظيف هذه الأدوات مجتمعة في تشكيل النظام الذي تريده، وقيادته؛ وفق رؤية إستراتيجية كونية تهدف إلى الحفاظ على تفوقها في مواجهة القوى الكبرى. ويتناول الفصل الثاني العوامل المؤثرة في بنية النظام العالمي الجديد، ومنها العلاقة بين الحضارات، وموقع القوة في العلاقات الدولية، والعوامل الاقتصادية، والتفوق العسكري، والتطور التقني، والتقدم المعرفي، والتحديات والمتغيرات الجديدة، وسلوك القوى الكبرى داخل النظام العالمي. أما الفصل الثالث فخصص لبحث المنعطفات التاريخية الفارقة في النظام العالمي، بهدف بلورة صورة تشخيصية متكاملة، تسهم في فهم التحولات التاريخية للنظام العالمي وصولاً إلى إدراك طبيعة الواقع العالمي المعاصر. وخصص الفصل الرابع لاستقراء دور العوامل الاقتصادية في البرهنة على هيكل النظام العالمي الجديد، وترتيب القوى ضمنه، مشيراً إلى أنه رغم التصاعد الملحوظ للاقتصاد الصيني خلال العقدين الماضيين، فإنه مايزال يمثّل نحو نصف حجم الاقتصاد الأمريكي. يقول الكاتب إن الاقتصاد الأمريكي يتسم بالمرونة وبدرجة عالية من الاعتماد على القوى الداخلية للنمــو، وعلى الابتكار، فيما تعتمد الصين على الاستثمار الأجنبي واستغلال ميزة رخص تكلفة الأيدي العاملة في صناعات موجهة للتصدير، وهي الأمور التي قد تجعلها أكثر عرضة للتأثر سلبياً بصدمات اقتصادية مستقبلية. كما يتوقع أن تؤدي التطورات في قطاع الطاقة إلى تأثير كبير في ترتيب القوى في ظل النظام العالمي الجديد؛ حيث تتصاعد درجة اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على الذات في إنتاج الطاقة بابتكاراتها في مجالي الغاز والنفط الصخريين، وأيضاً في تحولها التدريجي إلى الاعتماد على موارد الطاقة غير التقليدية من الأمريكتين، ما سيعطيها ميزة نسبية قوية مستقبلاً.وتناول الفصل الخامس اتجاهات الجمهور الإماراتي حول النظام العالمي الجديد، من خلال دراسة مسحية لعينة من السكان، ركزت على متغيرات الجنسية، والعمر، والنوع، والمستوى التعليمي؛ لتفسير التباين في آراء الجمهور ومواقفه تجاه النظام العالمي الجديد.ويخلص الباحث في الفصل السادس إلى دراسة التغيرات البنيوية المتوقعة وتأثيراتها خلال العقود الخمسة المقبلة؛ مؤكداً أن الأحادية القطبية لها تأثيرها في العالم؛ متوقعاً أن يزداد تأثير الولايات المتحدة في المؤسسات المالية العالمية، كما ستعمل واشنطن، خلال العقد المقبل على الحد من اعتمادها على النفط الوارد من المناطق التي تزداد فيها مخاطر عدم الاستقرار مثل الشرق الأوسط.وخصص الباحث الفصل السابع والأخير بعنوان «النظام العالمي الجديد: رؤية مستقبلية»، ليؤكد أن من أهم محددات ترتيب القوى في هذا النظام، الاعتماد على التقنية والنظم غير التقليدية للإنتاج والتواصل، على حساب تراجع النظم التقليدية. ب. ب

آفاق العصر الأمريكي…السيادة في النظام العالمي الجديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة في القانون : آليات تقييم العمل القضائي: تنقيط القضاة نموذجا(2/4)

ملتقى سجلماسة لفن الملحون يطفئ شمعته الـ 20

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات