“رام”… جحيم تذاكر المونديال

طوابير أمام الوكالات وعطب في الموقع الإلكتروني يغضب الراغبين في السفر إلى الدوحة لم ترق الخطوط الملكية المغربية إلى مستوى الحدث التاريخي لإنجازات المنتخب الوطني لكرة القدم وتأهله إلى ربع نهاية كأس العالم بقطر، ومسؤوليتها في دعم مشجعي "أسود الأطلس" للتوجه نحو الدوحة لمساندة "كتيبة الركراكي". سيسجل تاريخ "رام" إخفاقها غير المبرر وعجزها عن الالتزام بالاتفاقية التي أبرمتها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الخاصة بإطلاق برنامج رحلات استثنائي، بعد التأهل التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم إلى ربع النهائي لكأس العالم، إذ بدت عاجزة وظل موظفوها مكتوفي الأيدي أمام طلبات المغاربة الملحة في الحصول على تذاكر السفر. وتوافد عشرات الراغبين في السفر إلى الدوحة على وكالة "رام" بشارع الجيش الملكي بالبيضاء، أول أمس (الخميس)، وهم يمنون أنفسهم بالحصول على تذكرة السفر، وقطع بعضهم مسافات طويلة وضحوا ببرنامجهم اليومي من أجل الالتحاق بالطابور أمام باب الوكالة، لكن أملهم خاب، فمنذ الساعات الأولى من الصباح وطوابير تنتظر فتح الوكالة لأبوابها، ما اضطر رجال الأمن إلى الحضور لمنع أي غضب من المنتظرين لسوء استقبالهم، خاصة أن الانتظار امتد إلى ساعات متأخرة، وتواصل أمس (الجمعة)، لكن دون جدوى. لم يتحقق حلم المئات بالسفر إلى قطر، رغم أنهم صدقوا بلاغات الشركة التي تحدثت عن طرح التذكرة، على غرار برامج الرحلات الجوية الاستثنائية التي تم وضعها خلال المرحلة الأولى ومرحلة ثمن نهاية كأس العالم، بسعر محدد في خمسة آلاف درهم ذهابا وإيابا شاملة للرسوم على الدرجة الاقتصادية، غير قابلة للتغيير أو الاسترداد، إلا أنه على أرض الواقع لا وجود للتذاكر، لأسباب غير مفهومة، علما أن تصريحات بعض المنتظرين تتحدث عن انطلاق رحلات إلى قطر، مستغربين كيفية حصول فئة من الجمهور على التذاكر. وقال شاب غاضبا: "جميع المغاربة سواسية في حب الوطن، فلم تستفيد فئة دون غيرها". شكل المشجعون طوابير طويلة، في انتظار استكمال إجراءات حجزهم لتذاكر السفر الخاصة بالمونديال، إلا أنهم تيقنوا أن الأمر ليس إلا وهما في الحصول على التذاكر، إذ لم تخف فتاة، اضطرت إلى الجلوس على الأرض، بعد إحساسها بدوار بسبب طول الانتظار، "أن كل تصريحات المسؤولين بخصوص توفير تذاكر السفر إلى قطر مجرد كذب"، إذ ظلت تنتظر ساعات طويلة، حتى أنها حفظت تبريرات أحد الموظفين الذي خاطبهم قائلا :"غير تسناو شوية ونفتحو الباب"، ما اعتبرته وسيلة للتهرب من المسؤولية. ووصف شاب آخر غياب تذاكر السفر ب"سوء تدبير الشركة لبيعها"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان ينتظر أن تكون "رام" سباقة في الاستجابة إلى طلبات الجماهير لدعم المنتخب، أبانت عن ضعف كبير، موضحا أنه ندم على تصديق بلاغ الشركة الذي قالت فيه إنها ستطرح التذاكر. وتساءل شيخ قاوم التعب عن مصير تصريحات المسؤولين وعدد رحلات الشركة، موضحا أنه فقد الثقة في البلاغات، فعدد الرحلات والحاصلين على التذاكر يظل مجهولا رغم الحديث عن "برمجة سبع رحلات استثنائية ستنطلق من العاصمة الاقتصادية، وسبع رحلات عودة يوم الحادي عشر من دجنبر، وتأمين جميع هذه الرحلات على متن طائرات ذات سعة كبيرة تتراوح طاقتها الاستيعابية بين 274 و340 مقعدا للطائرة، وقال بحنق :ّ واش ما غاديش يعفو علينا الله من هاذ التمرميد"، فرد شاب بجواره ساخرا:" كيف تتحدث الشركة عن الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة، وموقعها الإلكتروني مبلوكي"". خالد العطاوي محنة الجماهير خالف المنتخب الوطني لكرة القدم كل التوقعات خلال مشاركته الحالية في مونديال قطر، ما أدى إلى ارتباك كبير في عملية تنقل المشجعين إلى الدوحة، ففي وقت كان البعض يعتقد أنه سيكتفي بثلاث مباريات فقط، فإن قطاره ما زال مستمرا، ما دفع المشجعين إلى التوجه لوكالات شركة الخطوط الملكية المغربية للطيران بالبيضاء، قصد الحصول على تذاكر السفر، غير أن الإقبال الكبير سبب اكتظاظا غير مسبوق، وتحول محيط الوكالات إلى ما يشبه السوق، إذ اضطرت السلطات إلى التدخل لتأمين الحصول على التذاكر، بعدما خرجت الأمور عن السيطرة في الساعات الأولى، من أول أمس (الخميس). أمام وكالة الشركة في شارع المسيرة بالبيضاء، كان العشرات منتظمين في طابور طويل، وعلامات الغضب بادية على وجوههم، خاصة أن البعض يقف في الطابور لساعات طويلة دون جدوى، سيما بعدما تعطل "السيستيم"، كما ادعى موظفو الشركة، ليتحول الانتظار إلى فوضى، خاصة بعدما بدأ البعض يشعر بأن حلم السفر إلى قطر قد تبخر. طوابير الانتظار انتقلت "الصباح" إلى وكالة الشركة بشارع المسيرة، عشية أول أمس (الخميس)، وعاينت طابورا طويلا يمتد لأمتار، محاطا بعدد كبير من أفراد الشرطة والقوات المساعدة، إضافة إلى أمنيين بزي مدني، الذين كانوا يحاولون جاهدين تنظيم الحشد، وتفادي وقوع اصطدام بين الجماهير، أو بينهم وبين مستخدمي الشركة. وعاينت "الصباح" ما يفوق 20 عنصرا أمنيا بمحيط الوكالة، إضافة إلى سيارة للشرطة، وكان بعضهم يحاول أن يخلي محيط الوكالة من الفضوليين، الذين يقفون مندهشين من المشهد، في حين وقف آخرون على طول الطابور، حفاظا على ترتيب كل شخص فيه، وآخرون يقفون أمام بوابة الوكالة ويحاولون تنظيم عملية الدخول والخروج. وبين لحظة وأخرى كانوا يدخلون شخصا أو شخصين، لكن العملية كانت بطيئة، خاصة أن المشجعين يتوافدون في كل لحظة، وقال أحدهم بعدما تمكن من الحصول على تذكرة السفر، في حديثه مع "الصباح"، "حاولت مرارا وتكرارا الحصول على التذكرة من موقع الشركة، غير أني فشلت في ذلك، وقررت التوجه إلى الوكالة، غير أني فوجئت بالعدد الهائل للجماهير التي كانت هنا منذ الصباح الباكر، وانتظرت لساعات طويلة في الطابور، والآن لا أستطيع الوقوف بسبب التوتر والانتظار، الذي عانيته طيلة اليوم". ومن جانبها قالت مشجعة تبدو في عقدها الثالث، إن "العرض الذي تقدمه الشركة مناسب جدا، بالنظر إلى الثمن المنخفض، لكن يبدو أن هناك توجها لعدم حصولنا على التذاكر، إذ في الصباح كانوا يخبروننا بأن النظام تعطل، وما عليك سوى الانتظار، لكن بالمقابل ترد علينا أخبار بأن هناك طائرات أقلعت نحو الدوحة، في حين بقينا هنا ننتظر". فرحة وغضب عاينت "الصباح" تقلب مشاعر المشجعين الذين كانوا ينتظرون دورهم للحصول على تذكرة، إذ يعبرون أحيانا عن فرحتهم لقرب تحقق مرادهم، وأحيانا يغضبون، خاصة بعد أن انتشرت بعض السلوكات غير الأخلاقية، إذ أن البعض استغل وجود صديق له أو أحد معارفه داخل الوكالة، ويمنحه المال من الخارج للحصول على تذكرتين. وقال شيخ كبير كان يقف بدوره في الطابور، "أنتظر هنا منذ ساعات ولم أتمكن من الولوج، إذ يدخلون قلة من الزبائن، ويختفون لنصف ساعة أو أكثر قبل إدخال آخرين، بل إنه في بعض الأحيان يدعون أن النظام تعطل وجعلونا ننتظر أكثر". عصام الناصيري شجـار واحتجـاج بالربـاط عشاق المنتخب قضوا يوما صعبا وعبروا عن استيائهم من سوء المعاملة وانتقدوا المحسوبية انتظر عشاق وأنصار المنتخب الوطني ساعات طويلة أمام مقر مكتب الخطوط الملكية المغربية بالرباط، أول أمس (الخميس)، من أجل الظفر بتذاكر إحدى الرحلات المتجهة، أمس (الجمعة) إلى الدوحة، وتشجيع الأسود في مباراتهم أمام البرتغال، المقرر إجراؤها، اليوم (السبت)، لحساب ربع نهائي كأس العالم. وبدأت الجماهير المغربية منذ السابعة والنصف، من صباح أول أمس (الخميس)، في التقاطر على مقر الشركة الكائن بشارع محمد السادس، حيث شرعوا في ترتيب الصفوف، في عملية تنظيمية تلقائية، وتمكين جميع الجماهير من الاستفادة من هذا العرض، بعد أن وعدت "رام" بنقل المشجعين، وتوفير رحلات إضافية لهم. في التاسعة، فتح الباب الرئيسي وتقدم رجال الأمن الخاص إلى الجماهير، وأخبروهم أنهم سيحصلون على التذاكر جميعها، ووزعوا عليهم 140 رقما، ليأخذ كل واحد دوره، على أن يشرعوا في البداية بإدخال 15 فردا فقط، غير أن الأمور اتخذت منحى آخر، بعد أن وقفت العملية عند 15 فردا الأولى إلى غاية الخامسة. وبعد انطلاق العملية بدقائق معدودة، وقع شجار بباب مقر "رام"، بسبب خلافات بين الجماهير حول ترتيب الدخول لاقتناء التذاكر، دفع المسؤولين إلى إغلاق الباب الرئيسي والخلفي في وجه المواطنين، ورفض ولوج أي شخص، إلا بتوصية من المسؤولين، ما أثار موجة غضب عارمة، تسببت في انسحاب البعض، وتشبث البعض الآخر بالبقاء، ورفضه الاستسلام، بسبب رغبته في اكتشاف أجواء المونديال، ومساندة الأسود بالمونديال. وكشف عبد الحكيم من الرباط لـ "الصباح"، أنه التحق بمقر "رام" بعد أن صلى الصبح في بيته، واستقل سيارته، من أجل الوصول باكرا، حتى يستفيد من تذكرة الذهاب إلى قطر، لأنه يريد أن يعيد أجواء المونديال، وتقديم الدعم للأسود، مشيرا إلى أنه إلى حدود الخامسة مساء، لم يتمكن من ولوج مقر الشركة. وأضاف عبد الحكيم أن الأجواء التي عاشها، أول أمس (الخميس)، تؤكد أن المغرب، مازال ينقصه الكثير ليصبح دولة متقدمة تحترم مواطنيها، إذ كيف يعقل أن يبقى طيلة اليوم، تاركا عمله، من أجل الحصول على تذكرة رحلة إلى قطر، دون أن يتمكن حتى من ولوج الباب الرئيسي للشركة، مستفسرا عن سبب عدم إطلاق هذه الخدمة على الموقع الرسمي لـ "رام"، ويقي الجميع شر القتال. وبعد أن طال انتظار المواطنين لدورهم، وبدؤوا يستفسرون عن سبب تأخر دخولهم، قبل أن تتحول إلى احتجاجات، خرج عليهم رجال الأمن الخاص، ليخبروهم أن المسؤولين يقولون لهم إن النظام المعلوماتي بطيء، ويعملون على حل هذا المشكل، حتى تمر الأمور بانسيابية أكبر، الشيء الذي لم يتحقق إلى حدود السادسة مساء. وما أثار استغراب المواطنين وعشاق المنتخب الوطني، أنه كان بين الفينة والأخرى يدخل أشخاص "تبدو النعمة على وجوههم"، بعضهم يحمل أظرفة بيضاء، إلى مقر الشركة، الشيء الذي دفعهم إلى الاستفسار عن سبب السماح لهم بالدخول، رغم أنهم لم ينتظروا دقيقة واحدة. وتقول الحاجة، التي كانت ترغب في اقتناء تذكرة لزوجها، بعد أن منعته انشغالاته من التكفل بالأمر، إن رجال الأمن الخاص يدخلون أشخاصا من الباب الخلفي، ويدعون أن الأمر لا يتعلق بتذاكر رحلة قطر، وإنما يتعلق بتذاكر لوجهات أخرى، الشيء الذي ينبغي التحقيق فيه، مضيفة أن بعض المؤسسات مازالت تسير فيها الأمور من وراء الستار، وعبر الاتصالات العابرة للقارات، شيء لا يعقل، وينبغي إعادة الكرامة للمواطن. وما زاد من استياء المواطنين، أن شركة "رام" فرضت عليهم الأداء نقدا، إذ اضطر العديد إلى الذهاب للبحث عن النقود، لأداء ثمن التذاكر، بعد أن منعوا من تأدية ثمنها بالشيك أو عبر الأنترنت، وهو ما أحدث ارتباكا كبيرا لدى البعض. صلاح الدين محسن "السيستيم طايح" طوابير أمام وكالات "رام" تغضب الجماهير تعيش جماهير المنتخب الوطني منذ الأربعاء الماضي، معاناة شديدة، من أجل نيل تذاكر الطائرة المتجهة إلى الدوحة، لدعم الأسود في مباراة البرتغال، لحساب ربع نهاية كأس العالم، المقررة اليوم (السبت). وعاينت "الصباح" معاناة كبيرة تحت الأمطار، لعشرات المواطنين الذين يصطفون في طوابير طويلة أمام وكالات الخطوط الملكية المغربية، في شارعي الجيش الملكي والمسيرة الخضراء بالبيضاء، وباقي المدن المغربية. وحسب بعض الجماهير فإن هناك عددا كبيرا من الإشكالات، المرتبطة بهذا الأمر، من بينها توقف العمل بالتذكرة الإلكترونية بسبب عطل تقني أو ضغط غير مسبوق على الموقع الرسمي لشركة الطيران، في وقت تتساءل فيه عن "القوة الخارقة" التي يحصل بموجبها البعض على التذاكر. وذكر أحد الأشخاص الذي كان يقف في طابور طويل، أن العمل بالوكالات بطيء جدا، بمبرر أن "السيستيم طايح" أو "عليه ضغط كبير"، إذ لا تكاد تنال التذاكر إلا فئة قليلة جدا. وحسب ما عاينته "الصباح" فإنه يجب عليك أن تقف لساعات من أجل نيل تذكرة، إن توفرت، في مشهد من المعاناة الكبيرة. لكن الغريب في الأمر هو ما صرح به أحد المواطنين، الذي أكد أن البعض يأتي ب"كودات" لنيل التذكرة، هناك من يقول إنها من الموقع الرسمي، والحقيقة أن استخلاص التذكرة الإلكترونية شبه مستحيل، في ظل توقف العمل بالموقع، أو صعوبة ذلك بسبب الضغط الكبير عليه، إذ يتساءلون من أين تأتي هذه "الكودات". لم يخف أغلب المواطنين الذين اصطفوا في طوابير وكالات "رام" غضبهم واحتجاجهم بسبب بطء العملية، إذ هناك من اضطر إلى استنفار عائلته كاملة، إذ وقفت الزوجة في وكالة بوسط البيضاء، والأب في وكالة بالمعاريف، وفرد آخر من العائلة بالرباط، لعل واحدا منهم ينال مراده. وتركت بعض الجماهير عملها وعائلاتها، بغية الوقوف في طوابير لعلهم ينالون تذكرة السفر، فيما هناك من اضطر لأخذ إجازة عمل بغية التفرغ لهذا المشكل. وكانت ساعات زوال أمس (الجمعة)، أكثر صعوبة على الجماهير، الراغبة في التنقل لدعم الأسود. العقيد درغام

“رام”… جحيم تذاكر المونديال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بايتاس: كفى من ترويج المغالطات

بنسعيد ينزع فتيل امتحانات الكفاءة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات