“التشرميل” السياسي يحيي حمام الدم بفاس

منظمة التجديد الطلابي وطلبة البرنامج المرحلي يقدمون روايتهم لمقتل الطالب الحسناوي لا أحد تصور أن يعيد التاريخ نفسه، بعد 21 سنة من اغتيال الطالب اليساري محمد بنعيسى آيت الجيد، ليعيش موقع ظهر المهراز الجامعي أو "القلعة الحمراء" كما يسميها طلابه، حمام دم جديد مرده إلى دعوة قيادي من "البيجيدي" يقدمه طلبة اليسار ك"أحد المشاركين في اغتيال بنعيسى" رغم حفظ القضاء شكايتين ضده، إلى جانب أستاذين اتحاديين، لتأطير ندوة حول "الإسلاميون واليسار والديمقراطية"، شكلت شرارة أحيت جرحا لم يندمل وصراعا تاريخيا بين الإسلاميين واليساريين بالجامعة. لم يمنع إلغاء الندوة، اندلاع «حرب ضروس» بين طلبة فصيل «البرنامج المرحلي» ومنظمة التجديد الطلابي الداعية إلى تنظيمها، لم تضع أوزارها رغم سقوط طالب ضحية «التشرميل» السياسي الأعمى، أمام تضارب رواية الطرفين حول «البادئ» بالاستفزاز والمناوشة، ما لن يبرر تسييد العنف واختياره بديلا في كل «صراع إيديولوجي» مفروض ألا «يفسد للود قضية»، إن آمن الطرفان بالاختلاف، في انتظار ترجيحهما العقل في صراع يحتاج إلى تدخلات لحقن دماء «طلبة علم لا اقتتال».قتل عبد الرحيم الحسناوي ابن قصر الجرف بين أرفود وتنجداد بالرشيدية، في «معركة» لفرض الذات «السياسية» وقياس موازين القوى بجامعة يقدم القاعديون فيها أنفسهم باعتبارهم الأقوى، وما زال زملاؤه قيد العلاج من جروحهم، فيما قدم 4 قياديين بالنهج الديمقراطي القاعدي أمام الوكيل العام.واتهمت منظمة التجديد الطلابي، فصيل البرنامج المرحلي أو «التنظيم الإرهابي» كما وصفته، بمحاولة نسف الندوة على إيقاع التهديدات التي دامت أسبوعا، مؤكدة تعرض عضواتها لاعتداء شنيع وصل إلى حد نزع غطاء الرأس والضرب بالسيوف وسرقة الحواسيب والهواتف، مؤكدة أن مظاهر التسلح كانت واضحة لدى أولئك الطلبة القاعديين، وأن خيوط الهجوم ترجع إلى اللحظة التي فكرت فيها المنظمة في تنظيم هذه الندوة بتنسيق مع فرعها بمكناس.وتحدثت المنظمة عن «تهديدات بالتصفية الجسدية لبعض المدعوين للندوة، تضمنها بيان فصيل النهج الديمقراطي القاعدي نشر قبل أسبوع»، متحدثة عن «هجوم غادر من تنظيم مسلح على نشاط ثقافي داخل الجامعة، مع سبق الإصرار والترصد»، فيما سمى فصيل طلبة العدل والإحسان، طلبة الفصيل ب»أشخاص ينتمون إلى مكون طلابي تكررت إداناته في أحداث مماثلة وفي جامعات مختلفة»، منددا بأعمال العنف الممنهج الذي سيفقد الجامعة بريقها وريادتها في التغيير والبناء.من جانبه، أورد فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، رواية مغايرة لما تناقلته منظمة التجديد الطلابي من تفاصيل حول ما أسمته «الهجوم المسلح لطلبة هذا الفصيل على مناضلي المنظمة». وتحدث عن خطوة استفزازية أقدمت عليها المنظمة بدعوتها عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي قدمه ب»المتهم الرئيسي في اغتيال آيت الجيد بنعيسى في 1993 بجامعة ظهر المهراز»، كمؤطر للندوة التي كان مرتقبا أن تحتضنها كلية الحقوق ظهر المهراز الخميس الماضي.ورأى في ذلك «محاولة إعادة اغتيال الشهيد»، موضحا أن عناصر المنظمة شرعت في الدعاية للندوة التي وصفها ب»الجريمة»، قبل 4 أيام من انعقادها، «مستفزة الطلبة والمناضلين والقواعد، عبر الكلام النابي والتهديد بالسلاح الأبيض»، مؤكدة أن «الكل شاهد قدوم عناصر غريبة توافدت على المركب الجامعي ظهر المهراز»، فيما يشبه التجييش، بل «لم تسلم الطالبات خاصة الرفيقات منهن من وحشية واستفزازات تلك العناصر التي لم تتوانى في استفزازهن وتهديدهن وزملائهن».وأورد بلاغ الفصيل «المتهم قياديوه بقتل الحسناوي»، أن أحد هؤلاء الغرباء قال بعظمة لسانه «ها هوما غادي يمشيو وغادي نح.. دين أمكم».. عبارة قال إنها كانت نقطة انطلاق هجومهم المسلح «الغادر» على الطلبة في 12 زوالا، بعدما طوقوا الجامعة من كل المنافذ، «لارتكاب مجزرة»، ف»ما كان من مناضلي أوطم إلا صد الهجوم في حدود الدفاع عن النفس، ما خلف جوا من الرعب والهلع وسط المركب الجامعي وإصابة طلبة وطالبات، قبل أن ينسحبوا في شكل ميليشيات مسلحة». متابعة 4 طلبة قاعديين بجناية القتل العمد على خلفية مقتل الحسناوي أمر عبد الرحيم العلوي الحسوني، قاضي التحقيق بالغرفة الثانية باستئنافية فاس، زوال أول أمس (الأحد)، بإيداع 3 طلبة قاعديين، السجن المحلي عين قادوس، وسرح زميلا لهم، بعد متابعتهم على خلفية مقتل الطالب الحسناوي. ويتابع «ع. ر. أ» و»ع. ط» طالبي النهج الديمقراطي القاعدي، بجناية القتل العمد، فيما توبع زميلهما «م. غ» بالمشاركة في ذلك، شأنه شأن «إ. ل» المسرح، وحدد يوم 26 ماي المقبل، تاريخا للتحقيق تفصيليا معهم على خلفية المنسوب إليهم. وتزامن تقديم الطلبة الأربعة، مع إعلان اعتقال 4 زملاء لهم بينهم «ع. ن. ش» قيادي في النهج الديمقراطي القاعدي المشهور بلقب «عبد الله» الذي حوكم في عدة مناسبات وما زال ملف متابع فيه أمام غرفة الجنايات الاستئنافية باستئنافية فاس، إضافة إلى زملائه «و. و. إ» و»ع. ع. م» و»ت. د»، فيما تحدثت مصادر طلابية عن اعتقالات أخرى لم يعلن عنها، مشيرة إلى استمرار الاستفزازات بين الطرفين، ما ينذر بتطورات جديدة ومثيرة في المواجهات بين الفصيلين. وأشارت مصادر أخرى إلى اعتقال طالب يبلغ من العمر 26 سنة ويتحدر من تاونات ويتابع دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، صباح الأحد، استنادا إلى الأبحاث التي فتحتها الشرطة القضائية على خلفية الأحداث نفسها.حميد الأبيض (فاس)

“التشرميل” السياسي يحيي حمام الدم بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة : المقاربة الأمنية ليست حلا للعنف الطلابي

مشروع ملكي لتأهيل مراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات