معرض”المغرب سنوات الخمسينات” يزور ست مدن

يعكس من خلال صور قديمة بالأبيض والأسود روعة التراث والمناظر الطبيعية تعرف العديد من مدن المغرب، من بينها مراكش ومكناس وفاس والرباط والجديدة والدار البيضاء، خلال شهر أبريل الجاري، تنظيم معرض فوتوغرافي بعنوان "المغرب سنوات الخمسينات"، وذلك في إطار الموسم الثقافي للمعهد الفرنسي بالمغرب لسنة 2014. المعرض، الذي ينظم بشراكة مع مركز جاك بيرك ومركز الدراسات العربية بالرباط، سيمكن الجمهور من اكتشاف جزء كبير من الصور الفريدة التي يحتفظ بها المركزان، والتي تعكس روعة التراث المغربي ومناظره خلال سنوات الخمسينات، حسب ما جاء في بلاغ توصلت "الصباح" بنسخة منه.وأخذت أغلبية تلك الصور المقدمة في المعرض، من طرف جون بيلان، وهو مصور فوتوغرافي عاش بالرباط ما بين سنوات 1944 و1961، ومن طرف مصوري الاستوديوهات القديمة "السويسي" بالرباط، إضافة إلى برنار روجي، المصور الذي يعيش بالدار البيضاء. وترسم هذه الصور المتميزة، المأخوذة بالأبيض والأسود، صورة دقيقة عن بلد عشقه الفنانون التشكيليون والمصورون وتعلقوا بجماله وتناسقه.وبناء على طلب مصالح السفارة الفرنسية التي ترغب في توثيق عملها بالمغرب، يأتي اختيار الصور حول موضوع التراث الطبيعي للمغرب لتسليط الضوء على مزايا المناظر الطبيعية التي تميز بلدنا والدور الذي تلعبه هذه المعالم في هيكلتها، كما يظهر مدى قدرة التصوير على التأثير على التصورات العقلية، يقول البلاغ.وحسب برنار ميي، مدير المعهد الفرنسي بالرباط، فإن "مفهوم الوثيقة يتشارك في الجوهر مع التصوير، يجب الاحتفاظ بهذا المفهوم عن بعد، ذلك أن ما يظهره لنا التصوير هو نظرة المصور المصمم فوق العادة بناء على تمثلاته العقلية والثقافية، والتي يعبر عنها من خلال اختيار الإطار وزاوية الرؤية والتنوعات المتعددة خلال عملية سحب الصور. وإذا كان الحياد قد ازداد مع التصوير، فإن هذه الولادة كما كتب جون فرانسوا شيفريي بخصوص تصوير المناظر، في تناغم بين ذاتية صبورة ومنتبهة مع طبيعة أعيدت إليها روعتها الأولى، لكن مع ترجمتها في أدق التفاصيل"، وذلك حسب ما جاء في البلاغ المذكور.ويضيف ميي حول المعرض، في البلاغ نفسه، "من خلال مشاهدة صور هؤلاء المصورين الذين جابوا المغرب خلال سنوات الخمسينات، يبدو أن ما قاموا به هو بمثابة إخراج لنظرات عاشقة لجمال المواقع، عرضوها علينا لنشاهدها. ومن حين لآخر، ومن خلال اعتبار زاوية معالجة الرسم الكلاسيكي في تمثيل المناظر الطبيعية أو الحضرية، فإن هؤلاء الفنانين كانوا يبحثون ربما من خلال تأملهم عما كتبه راينر ماريا ريلك في مذكراته حول المنظر، حين قال: كان يجب أن يكون بعيدا ومختلفا ليسمح لنا بأن نصير صورة محررة لقدرنا".يشار إلى أن التصوير، ومنذ اكتشافه في القرن التاسع عشر، اقتحم عالم المناظر الطبيعية التي كانت حكرا على الرسم ومختلف أشكال النحت. وقد كان من المنتظر أن يقدم فن التصوير صورة حقيقية وموضوعية، كما أنه ساهم، بطريقة ما، في إنهاء برنامج التوثيق الذي كان معمولا به في القرن السابع عشر من طرف الرسامين الهولنديين، وخلال القرن الثامن عشر من طرف الرسامين الإيطاليين ل"الفيدو" (كلمة إيطالية تعني المنظر وهو نوع من الرسم ظهر في مدينة البندقية الإيطالية خلال القرن 18)، الذين كانوا ينجزون لشركائهم مناظر طبيعية دقيقة، خصوصا بعد استعمال الغرف المظلمة. ولم يكن اختراع التصوير إلا وسيلة لتثبيت نهائي للصور التي تنجزها الآلات النظرية التي يستعملها الرسامون. وقد أنتج الابتذال الذي كان يتهم بودلير التصوير به، هو الذي لم يكن يعتبر التصوير فنا، على العكس من ذلك، معجزات حقيقية في ما يخص المناظر، حيث لم تكن هناك أي اعتراضات بشأن هذه الصور التي تصدرها آلة قدمت، لأول مرة، الدليل القاطع على الموجود، يقول البلاغ. ن ف

معرض”المغرب سنوات الخمسينات” يزور ست مدن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخلفي يقيل الصايل من المركز السينمائي

برامج جديدة على قنوات "إم بي سي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات