أعفي مصطفى الرواني، والي الأمن بفاس، أول أمس (الاثنين)، من مهامه على رأس الولاية. وعلم من مصدر مطلع أن الرواني توصل ليلا بفاكس يشعره بضرورة الالتحاق بالمديرية العامة للأمن الوطني، في انتظار تعيين وال جديد مكانه.
وتضاربت الآراء حول أسباب الإعفاء بين من ربطها بتصرفاته الشخصية ، وقائل بتدهور الوضع الأمني بفاس واستفحال ظاهرة الجريمة، وهناك من جمع بين السببين.
وألحق الرواني، المستفيد سابقا من سنتين إضافيتين من العمل مسؤولا على رأس ولاية فاس بعد تقاعده، بالإدارة المركزية بدون مهمة، فيما ينتظر أن يتولى نائبه عبد العزيز بومهدي القادم قبل أشهر من الاستعلامات، المهمة مؤقتا خلال الأيام المقبلة في انتظار تعيين وال جديد يتولى البحث عن الوصفات الضرورية لمعالجة تردي الواقع الأمني بمدينة المولى إدريس.
وأبرزت مصادر “الصباح” أن غضب الإدارة العامة للأمن الوطني، على الوالي المعفى جاء إثر فشل المحاولات والسياسة الأمنية المنتهجة للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور، الذي جعل المواطن الفاسي لا يحس بالأمن والطمأنينة والأمان وهو يستهدف في ممتلكاته بالشارع العام دون أن يسلم بدنيا من اعتداءات بالسلاح الأبيض، مع الانتشار البين لشتى أنواع الجريمة.
وأكد المصدر نفسه أن الوضع الأمني بالمدينة التي سجلت رقما قياسيا في تولي ولاة الأمن خلال السنوات الأخيرة، بات غير مطاق وكان ضمن الأسباب الكامنة وراء إعفاء والي الأمن، إضافة إلى الاشتباه في بعض علاقاته من قبيل سكناه في شقة بعمارة في ملعب الخيل في ملكية عامل مهاجر بفرنسا سبق أن اعتقل ضمن شبكة لترويج الكوكايين قبل سنوات، في ملف تتبعه الرأي العام باهتمام كبير وأسقط رؤوسا كثيرة إثر اعترافات المتهم الرئيسي بعلاقته بهم.
والأدهى أن سيارته المركونة بباب العمارة تعرضت قبل أيام إلى السرقة من الداخل من قبل مجهولين كسروا زجاجها، قبل حضور عناصر الشرطة العلمية والتقنية إلى المكان ورفعهم بصمات دون أن تنجح الجهود في الوصول إلى تحديد هويات الفاعلين، فيما أوضح المصدر نفسه أن عتاة المجرمين تجرؤوا عليه وعلى مسؤولين قضائيين بينهم قاض تعرض أخيرا إلى السرقة قبل اعتقال شباب من حي عوينات الحجاج، مشتبه في ضلوعهم في هذا الحادث.
وقالت بعض المصادر الأخرى إن الأمن بفاس ركز في الفترات الأخيرة على التعامل بصرامة مع احتجاجات المواطنين والطلبة في تدخلات كثيرة من آخرها تدخل عنيف أفضى إلى إيقاف 31 طالبا عقب منع ندوة لتقييم تجربة حركة 20 فبراير، دون التعامل بالصرامة ذاتها مع الجريمة وتلاوينها التي انتشرت بشكل لافت للانتباه خاصة في الأسابيع الأخيرة، إلى درجة أن باتت تسير في اتجاه “الجريمة شبه المنظمة”.
ونشرت بعض فضائح الجريمة بفاس على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وموقع “يوتوب”، كحال فيديو من بضع دقائق يظهر شابا بدا وهو يعترض سبيل عابري درب ضيق بالمدينة العتيقة، ويشهر سلاحه الأبيض في وجههم سالبا إياهم ما يملكون من أموال وهواتف وأشياء ثمينة قابلة للبيع وما خف وزنه وغلا ثمنه، قبل أن يغادر الموقع وهو منتش بما جمعه في استعراض لم يبالي بتصويره بكاميرا مثبتة بمحل مجاور.
حميد الأبيض (فاس)
فيديو … مشاركة محتشمة للمغرب في معرض زوريخ للسياحة
فيديو … مشاركة محتشمة للمغرب في معرض زوريخ اقرأ المزيد