“بيـم”…”الهمـزة” لاستقطـاب الزبنـاء

عروض بأسعار زهيدة كل جمعة وطوابير الزبناء تنتظر افتتاح المحلات كل أسبوع اليوم: الجمعة من كل أسبوع، الساعة: الثامنة والربع صباحا، المكان: المحلات التجارية «بيم»، الحدث: جحافل من الزبناء يصطفون أمام متاجر العلامة التجارية التركية «بيم» ويتزاحمون في انتظار فتح أبواب المحلات للظفر بـ «همزة» اليوم التي سيقدمها المشرفون على محلات «بيم» التي أصبحت منتشرة في كل المدن الكبرى والأحياء . تمثل المحلات التابعة للعلامة التجارية التركية المؤشر الأبرز على تعزيز الوجود التركي بالمغرب، إذ كان المغرب الوجهة الأولى التي تستقبل هذه السلسلة من المحلات التجارية خارج التراب التركي، وعرفت في ظرف وجيز انتشارا ملحوظا، فمن عدد محدود من المحلات، في مرحلة التأسيس للسلسلة بالمغرب أصبح العدد يتجاوز 160 محلا، وتواصل شبكة المحلات توسعها شهرا بعد شهر، كلما تبين لمسؤولي العلامة التجارية جدوى اقتصادية في ذلك. حققت «بيم» نجاحا تجاريا ملحوظا، ما يعكسه التوسع المضطرد لشبكة محلاتها، بعد مدة قصيرة من وجودها بالمغرب، وتنهج العلامة التجارية، في توسعها، سياسة القرب، إذ تعمد إلى فتح محلات في الأحياء الشعبية التي تعرف كثافة سكانية، كما تعتمد السلسلة على تجارة تسويقية فعالة وتنافسية تضمن الإقبال المتزايد على هذه المحلات. فإلى جانب جلب منتوجات جديدة ذات الصنع التركي لم يسبق تسويقها بالمغرب، اهتدى مسؤولو العلامة التجارية بالمغرب إلى فكرة ذكية لاستقطاب مزيد من الزبناء، ويتعلق الأمر بتقديم عروض تتحدى كل المنافسة، وذلك في يوم الجمعة من كل أسبوع، إذ تقدم هذه المحلات منتوجات في ما يشبه مزاد بأسعار تقل بأزيد من 50 في المائة عن سعرها الحقيق. وبالفعل نجحت العلامة التجارية، من خلال «الهمزات»، التي تقدمها كل أسبوع، في استقطاب وفود جديدة من الزبناء كل أسبوع. وتتلخص الفكرة في تقديم عروض محدودة بأسعار منخفضة جدا، يصعب إيجادها في محلات أخرى، ما جعل صغار التجار، أيضا، يصطفون صباح كل جمعة علهم يظفرون بسلع بأثمنة زهيدة لإعادة بيعها في مختلف الأسواق بالبيضاء. الجمعة عيد المتسوقين كانت الفكرة في البداية أن تقدم المحلات عروضا تحفيزية لزبنائها، خلال ثلاثة أيام الأخيرة من الأسبوع، لكن مباشرة بعد إطلاقها اكتشف المسؤولون أن الرفوف والأروقة المخصصة لهذه العروض أفرغت عن آخرها في صبيحة اليوم الأول، أي يوم الجمعة، وعندها تقرر أن يتم الاقتصار على يوم واحد في كل أسبوع. وأصبح الزبناء معتادين على الاصطفاف أمام محلات «بيم» كل صباح جمعة، ومنهم من يأتي في الساعات الأولى للظفر بأحسن العروض، إذ أن الزبون الأول يستفيد من امتيازات خاصة.وكانت هذه العروض تستهدف ربات البيوت بوجه خاص، والأسر بشكل عام، لكن مع توالي الأسابيع أصبح التجار الصغار يمثلون الشريحة الأوسع للزبناء الذين يلجون محلات «بيم» في صبيحات كل يوم جمعة، إذ يغتنمون هذه العروض، التي لا مثيل لها في المساحات التجارية الأخرى، ليقتنوا ما يتسنى لهم الظفر به من البضائع المعروضة، ويعيدون بيعها، ما يسمح لهم بتحقيق هامش ربح مهم. وأفاد مسؤول بسلسلة متاجر أن هذه الفكرة الترويجية مكنت العلامة التجارية من كسب شرائح واسعة من الزبناء، مشيرا إلى أن المبيعات، خلال عروض الفترة الصباحية ليوم الجمعة أصبحت تمثل ما لا يقل عن 5 في المائة من رقم معاملات سلسلة محلات «بيم». وأوضح المصدر ذاته أن عروض الجمعة تخضع لدفتر تحملات يحدد مجموعة من الشروط، أهمها أن لائحة البضائع التي تعرض في هذا الإطار، تحدد بناء على الحاجيات الموسمية ومتطلبات الزبناء، كما أن الأسعار يتعين أن تكون الأقل بالمقارنة مع البضائع المماثلة التي تعرض في الأسواق المغربية. وأكد أن الجودة مضمونة، إذ أن البضائع المسوقة ليس بها أي عيب. سر الأسعار الزهيدة يتساءل العديد من المترددين على سلسلة متاجر «بيم» هو كيف يتأتى تقديم بضائع بجودة مضمونة وبأسعار تتحدى كل منافسة؟ الجواب بسيط، بالنسبة إلى مسؤول بأحد محلات بيع، هو أن السلسلة تربطها علاقات شراكة مع مصنعين محليين ودوليين، الذين ينتجون لها بضائع خاصة بها، وذلك وفق دفتر تحملات، إذ يتم التأكد من جودة المنتوجات، من خلال سلسلة من التجارب التي تخضع لها هذه المنتوجات قبل المصادقة على تسويقها في إطار العروض التحفيزية ليوم الجمعة. وتراهن العلامة التجارية على الكم، إذ رغم أن الهامش يظل ضئيلا، فإن الكميات التي يسمح بتسويقها هذه التقنية التسويقية الذكية تمكن من تحقيق أرباح هامة.ويتراوح عدد الزبناء الذين يقبلون على محلات «بيم» صبيحة كل جمعة بين 400 و 500 زبنون، ويصل متوسط المقتنيات إلى 300 درهم، ويمكن أن يرتفع إلى 500 درهم، عندما يتم عرض البضائع مرتفعة الثمن في إطار العروض التحفيزية منخفضة الأسعار.لكن المشرفين على تدبير محلات «بيم» يؤكدون أن الهدف من هذه العروض هو التعريف بالعلامة التجارية وخلق نشاط داخل محلاتهم والإسهام في الوصول إلى شرائح واسعة من الأسر المغربية، إذ أن كل الذين استفادوا من العروض يتحدثون عنها لأقاربهم وجيرانهم، ما يمثل إشهارا مجانيا لسلسلة محلات «بيم». سلع منتوعة إضافة إلى هذه العروض تسوق السلسلة مجموعة متنوعة من البضائع، سواء المصنعة بالمغرب أو المستوردة من الخارج، خاصة من تركيا، إذ أن البضائع التركية تظل المهيمنة على رفوف متاجر «بيم»، فالمنتوجات المغربية تعد على رؤوس الأصابع، ويتعلق الأمر أساسا بالمياه المعدنية والحليب ومشتقاته، وبعض أنواع الزيوت، لكن النسبة الكبرى تحمل علامة «صنع بتركيا». وتلقى هذه المنتوجات إقبالا كبيرا من قبل زبناء هذه المحلات، علما أن المترددين عليها يبحثون أصلا عن المنتوجات التركية، التي تحظى بتقدير المغاربة. وهناك لائحة طويلة من هذه المنتوجات، إذ تناهز عدد العلامات التجارية التي تسوق داخل متاجر «بيم» 600 علامة تجارية تهم مختلف المواد الاستهلاكية، مثل البسكويت والشكولاته والحلويات، والمربى، وأنواع مختلفة من الجبن، إضافة إلى المنتوجات الإلكترومنزلية. وساهمت هذه الأعمال الفنية في رفع مستوى الاهتمام بكل ما يأتي من تركيا، وتحول الاهتمام بالدراما التركية إلى ولع بالمنتوجات الآتية من شبه جزيرة الأناضول. وساهمت اتفاقية التبادل الحر الذي وقعها المغرب مع تركيا في أبريل 2004 بأنقرة، التي دخلت حيز التنفيذ خلال 2006، في تعزيز الوجود التركي بالمغرب. وتصدر تركيا إلى المغرب العديد من المنتوجات المرتبطة بالألبسة والتجهيزات الإلكترومنزلية، والأثاث المنزلي، إذ تلقى الأثواب والملابس الجاهزة التركية إقبالا كبيرا من قبل المغاربة، رغم أن سعرها مرتفع نسبيا، بالمقارنة مع المنتوجات المصنعة محليا أو تلك المستوردة من الصين. الفن في خدمة التجارة تعتبر تركيا الفن والثقافة بمثابة حصان طروادة الذي توظفه من أجل غزو الأسواق العربية من ضمنها المغرب، الذي عرفت أسواقه اكتساحا من قبل المنتوجات التركية، التي تحظى بإقبال ملحوظ من قبل المستهلك المغربي. وهكذا ومن خلال عدد من الأعمال الدرامية التركية، مثل مسلسل «نور» وحريم السلطان» و»متنسانيش» أو»خلود»، التي حظيت بمشاهدة عالية من قبل كل الفئات المجتمعية في مختلف البلدان العربية، تمكنت الجمهورية التركية من تكريس ثقافتها ونمط حياتها لدى المجتمعات العربية، ومن خلال ذلك نجحت في غزو هذه المناطق تجاريا واقتصاديا. إعداد: عبد الواحد كنفاوي

“بيـم”…”الهمـزة” لاستقطـاب الزبنـاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تفتح الحوار في ملف الأراضي السلالية

خدمات ما بعد البيع آلية جديدة للمنافسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات