القـرم مستقل… أوكـرانيا “وحيـدة”

الولايات المتحدة وأوربا تفرضان عقوبات على روسيا وأزمة عالمية قادمة شكل إعلان برلمان القرم، الأسبوع الماضي، استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا وطلب ضمها إلى روسيا، وتأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية فيها، وحل وحدات الجيش الأوكراني المتمركزة في القرم، ضربة جديدة لأوكرانيا، التي باتت وحيدة وسط الاتحاد الأوربي. "الصباح" ترصد أهم ردود الأفعال الدولية عقب هذا القرار ، والأزمة السياسية بالمنطقة، وما تداولته الصحف العالمية حول هذا الاستقلال الذي منح القرم حكما ذاتيا. دعت جمهورية القرم، الأمم المتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها دولة مستقلة عن أوكرانيا، بعد الفوز الساحق لأنصار الانضمام إلى روسيا في الاستفتاء بـ85 صوتا بنسبة 96 في المائة، من قبل أعضاء البرلمان المحلي. وجاء في إعلان الاستقلال، أن الجمهورية الجديدة تطلب من روسيا قبولها عضوا ضمن اتحادها الفيدرالي، مع إيقاف إخضاع الدولة إلى أي قانون أوكراني وتوقف سلطات كييف عن ممارسة عملها بشبه الجزيرة، ونقل كل أسهم الشركات والمؤسسات والمنظمات الأوكرانية المستقرة في القرم إلى ملكية هذه الأخيرة. ولم يقف الانفصال الجديد عند الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية، بل امتد إلى تغيير التوقيت المحلي للقرم، حسب الزعيم الانفصالي سيرغي أكسيونوف، إذ سينتقل ابتداء من نهاية مارس الجاري إلى ملاءمة التوقيت المحلي للعاصمة الروسية موسكو، على أن يشرع في تداول العملة الروسية الروبل خلال الأسبوع الجاري، في انتظار محو العملة المحلية بعد حوالي 6 أشهر، في الوقت الذي ينتظر أن يصوت مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، الجمعة المقبل على ضم القرم إلى اتحاد روسيا.ردود أفعال دولية منددة بالقراربعد الإعلان عن استقلال القرم عن أوكرانيا، توالت ردود أفعال دول العالم، تنذر بأزمة سياسية عالمية قادمة، في مقدمتها مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوربي الذي جدد الموقف الأوربي الرافض للاعتراف بشرعية الاستفتاء أو نتائجه، إذ قالت كاترين أشتون، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي "عقب ما يسمى بالاستفتاء في شبه جزيرة القرم، الوضع مقلق للغاية ومثير للاهتمام، لأنه يخالف القانون الدولي والدستور الأوكراني، وأنا أكرر دعوتي لروسيا للبدء في حوار مع الأوكرانيين ومع المجتمع الدولي ووقف التصعيد لإيجاد حل سياسي للأزمة، يضمن علاقة جيدة بين أوكرانيا وروسيا، كما هو الحال مع الاتحاد الأوربي وباقي أطراف العالم".بدوره مسؤول دبلوماسية لوكسمبورغ جان اسيلبورن، قال، "لن يمر الأمر بسلام على روسيا، بسبب ما قامت به في ما يتعلق باستقرار عملتهم، وكما لاحظتم أيضا عزلتها في مجلس الأمن، ولم يساندها أحد، ووجهت إليها انتقادات من شركاء لها مثل كازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا، ويمكن القول بأن روسيا ستعاني أكثر بسبب ما حدث، كما أظهرت المناقشات توافقا أوربيا على التوصية بفرض عقوبات على شخصيات اعتبروها متورطة في تصعيد الأمور إلى ما آلت إليه الآن".من جهتها طالبت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو بفرض عقوبات على المسؤولين في شبه جزيرة القرم وموسكو، في ما يتعلق بإجراء استفتاء في شبه جزيرة القرم الأحد الماضي على انضمامها لروسيا، وهو ما أظهرت نتائجه رغبة سكان القرم في الانضمام لروسيا.عقوبات من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة أعلن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات ضد عدد من المسؤولين الروس والأوكرانيين بعد فترة وجيزة من إعلان استقلال القرم وطلب الانضمام إلى روسيا، إذ وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوربي خلال اجتماعهم في بروكسيل على فرض عقوبات على 21 مسؤولا روسيا وأوكرانيا، تشمل منعهم من دخول دول الاتحاد الاوروبي وتجميد ممتلكاتهم الموجودة في أراضي الدول الأعضاء 28.كما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات مالية على سبعة من كبار المسؤولين وأعضاء البرلمان الروسي، إضافة إلى أربعة من قيادات الانفصال في القرم، من بينهم الرئيس الانتقالي للقرم سيرغي أكسيونوف، وديميتري روغوزين أحد نواب رئيس الحكومة الروسية، وفالينتينا ماتفينكو رئيسة مجلس الاتحاد "الغرفة العليا" في البرلمان الروسي. وهدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما موسكو بفرض "عقوبات موجعة على الاقتصاد الروسي"، إذ أكد البيت الأبيض أن المجتمع الدولي لن يعترف باقتراع تم تحت التهديد، معتبرا أن خطوة روسيا "خطيرة وتقوض الاستقرار".الدول العظمى وإيران تستغل الأزمةتحاول إيران والقوى العالمية الست تحقيق تقدم لحل النزاع النووي في محادثات تبدأ في فيينا يوم الثلاثاء، إذ يأمل مسؤولون غربيون أن لا تصبح المهمة أكثر صعوبة نتيجة للأزمة الأوكرانية.ويقول دبلوماسيون إنه حتى الآن لا يوجد مؤشر يذكر على أن أسوأ مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة ستقوض مسعى التوصل إلى إتفاق لإنهاء المواجهة القديمة بشأن الأنشطة النووية الإيرانية وتجنب مخاطر حرب في الشرق الأوسط. لكن الموقف الموحد بين القوى الست بشأن إيران قد يواجه اختبارا في اجتماع مفاوضيهم في العاصمة النمساوية فيينا، في الوقت الذي توجد فيه مشاكل بين الدول الغربية الأربع وروسيا بشأن مستقبل أوكرانيا. ويتوقع أن يمثل روسيا في المحادثات التي من المرجح أن تنتهي في وقت متأخر من مساء اليوم (الأربعاء)، نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف. وستقود كاترين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي المفاوضات نيابة عن القوى الست. الإسلام أكبر ديانات القرم شبه جزيرة القرم، جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن جمهورية أوكرانيا حيث تقع جنوب البلاد ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب، أصبحت بعد استفتاء 16 مارس الجاري مستقلة عن أوكرانيا تسعى للانضمام والعودة إلى الجمهورية الروسية الاتحادية، مساحتها 26 ألف كيلومتر مربع، وسكانها مليونا نسمة. أهم مدنها هي العاصمة سيمفروبل.شهدت الجزيرة حرب القرم في القرن التاسع عشر، وظلت ذات أهمية قصوى في القرن العشرين لاحتوائها قاعدة بحرية روسية تعد الوحيدة من نوعها في المياه الدافئة، وهي مقر أسطول البحر الأسود الروسي. تشهد المنطقة منذ بداية السنة الجارية أزمة سياسية.حسب إحصاء أوكرانيا، تبلغ نسبة تتار القرم أكثر من 12 في المائة من مجموع السكان، ويعد الإسلام في القرم من أكبر الديانات الموجودة في مناطق أوكرانيا. وبالنسبة إلى انتماءات السكان، يبلغ الروس منهم 58 في المائة والأوكرانيون 24 في المائة. الأزمة القرمية الأوكرانية... الحرب قادمةوافق البرلمان الأوكراني في كييف على قرار إعادة انتشار نحو 40 ألف من جنود الاحتياط بالجيش طبقا لما قال إنه "حالة الحرب". وكانت الحكومة الأوكرانية قد اعتبرت الاستفتاء مجرد تمثيلية سياسية ولا تحظى بأي شرعية مؤكدة أنها لن تعترف به. وقال الرئيس الانتقالي في أوكرانيا ألكسندر تورشينوف إن الاستفتاء "مسرحية هزلية" لن تلقى اعترافا من بلاده أو دول العالم المتحضر. إعداد: ياسين الريـخ

القـرم مستقل… أوكـرانيا “وحيـدة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء دون مستشفى جهوي

500 جمعية تقاطع حوار الحكومة حول المجتمع المدني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات