أمن الفداء… “الدق والسكات”

منطقة أمنية تشتغل بها طاقات شابة وأطر متمرسة كخلية نحل لمحاصرة الجريمة إنجاز محمد بها ـ تصوير (عبد الحق خليفة) باعتبارها رقعة جغرافية تعتبر محطة للعبور وتجمعا للأنشطة التجارية التي تحفل بها العاصمة الاقتصادية، ولما تتميز به من وجود أكبر محطة طرقية للمسافرين بالمملكة وأشهر الأسواق على الصعيد الإفريقي، كان لا بد أن تخصص لها منطقة أمنية في مستوى التحديات المفروضة، وهو ما ترجم على أرض الواقع من خلال الاعتماد على طاقات شابة وأطر متمرسة شعارها الضربات الاستباقية لمحاصرة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن. «الصباح»، اختارت مواكبة الحملات الأمنية التي تقوم بها منطقة أمن الفداء مرس السلطان بالبيضاء، لتسليط الضوء على المجهودات التي يقوم بها جنود الخفاء من رجال ونساء الشرطة. الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عصرا. اجتماع مصغر تحت إشراف رئيس المنطقة الأمنية ورئيس فرقة الشرطة القضائية ونائبه مع رؤساء المصالح الأمنية بمختلف تشكيلاتها، بمقر المنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان بالبيضاء. ومن خلال الاجتماع يتبين أن الساهرين على أمن سكان منطقة الفداء مرس السلطان وزوارها، عمدوا إلى مناقشة خطط تهدف إلى تحقيق الضربات الاستباقية لمحاصرة مختلف أشكال الجريمة في سباق مع الزمن. الدقائق تمر ومعها تتزايد التوجيهات والتعليمات إلى الفرق الأمنية، وهي الاجتماعات التي تعرف شرحا دقيقا لكيفية ضمان عمل جيد وذي مردود لرجال الأمن، من أجل تسهيل مهمتهم التي تهدف إلى محاصرة الجريمة، دون ارتكاب أي خطأ، يمكن أن يتسبب في حدوث عراقيل أو مس بحقوق الإنسان. من مقر "المنطقة الأمنية" المؤقت بحي بولو، انطلق طاقم "الصباح" في رحلة استكشاف، للتعرف أكثر على التدابير الأمنية التي تقوم على الرفع من الجاهزية الأمنية لتأمين الأماكن العمومية والخاصة، إضافة إلى تدعيم الدوريات الأمنية لإيقاف المشتبه فيهم وكذا ذوي السوابق المبحوث عنهم. وفي هذا الإطار، قال المراقب العام، عبد الخالق الهراوي، رئيس منطقة أمن الفداء مرس السلطان، إن هذه التدابير والإجراءات تدخل ضمن خطة عمل ولاية أمن البيضاء، التي تأتي تطبيقا لإستراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل السهر على تطبيق القانون وتعزيز الشعور بالأمن. وأضاف الهراوي في حديث مع «الصباح»، أن منطقة أمن الفداء مرس السلطان تزاوج بين التوعية والردع بالقانون، إذ تحرص مصالح الأمن على التقرب من المواطنين حتى يستأنسوا بالأمن ويكون هناك تعاون ما بين الطرفين لفائدة الأمن العام. "العمل بصمت" زائر منطقة درب السلطان لا بد أن يثير انتباهه تكرار مشاهد تحركات عدد كبير من رجال الشرطة بزيهم الرسمي والمدني وسط الشوارع الرئيسية والأزقة، إضافة إلى أمنيين من مختلف الرتب والتلاوين بزيهم المدني، قبل أن يتبين أن الانتشار الأمني سببه حملات أمنية منظمة لمحاربة مختلف أنواع الجريمة. ولإنجاح التدخلات وتحقيق النجاعة المطلوبة، سخر القائمون على منطقة أمن الفداء مرس السلطان، جميع العناصر الأمنية اللازمة، من أمن عمومي وشرطة قضائية واستعلامات عامة، وكذا فرق الدراجين وفرق المرور، للعمل في كافة الدوائر الأمنية ومخافر الشرطة بمختلف الأحياء التابعة لنفوذ المنطقة الأمنية. وتحت شعار "الدق والسكات" أسفرت تدخلات شرطة الفداء مرس السلطان، عن أول الاعتقالات، ففي حدود الساعة السادسة مساء توصل المصالح الأمنية التي رافقها طاقم «الصباح» بإخبارية تفيد تمكن العناصر الأمنية العاملة بالقطاع من اعتقال شخصين متورطين في ترويج المخدرات وماء الحياة، بعد الإطاحة بهما نتيجة نباهة ويقظة عناصر الأمن التي قررت القيام بمداهمة لمنزلهما تحت إشراف النيابة العامة، أسفرت عن حجز البضاعة المحظورة واعتقال المتورطين. كفاءات شابة من الأمور التي عاينتها "الصباح"، خلال زيارتها إلى منطقة أمن الفداء مرس السلطان بالبيضاء، لمرافقة العناصر الأمنية ضمن الحملة المخصصة لمحاربة الجريمة وتعقب المشتبه فيهم، أنها تتميز بظهور لافت لكفاءات شابة كلها حيوية ونشاط لإنجاح رهان الضربات الاستباقية وضمان الشعور بالأمن. إسماعيل بنسامي، رئيس فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن الفداء مرس السلطان، واحد من هذه الطاقات الأمنية الشابة المشهود لها بالكفاءة العالية والنزاهة المهنية، إذ بعد تسلمه مهمة رئيس الضابطة القضائية بمنطقة أمن الفداء مرس السلطان قادما إليها من الفرقة الجنائية بولاية أمن البيضاء، أحدث تغييرات كبيرة في ميدان التدخلات الأمنية بانتهاج خطة الضربات الاستباقية لمحاصرة مختلف أشكال الجريمة. ومن الطاقات الشابة الأخرى التي يحتضنها مقر منطقة أمن الفداء مرس السلطان، جمال القرشي، نائب رئيس فرقة الشرطة القضائية وعدد من ضباط الشرطة الذين يسهرون على التحركات الأمنية والأبحاث القضائية خصوصا في ميدان السرقات والاتجار بالمخدرات. ولأن نجاح الكفاءات يستلزم مد التوجيهات واستشارة ذوي الخبرة والتجربة في الميدان، يظل حضور المراقب العام عبد الخالق الهراوي، رئيس المنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان، مهما باعتباره الموجه الأساسي وصاحب الخطط الأمنية الناجعة التي أصبحت شبحا يقض مضجع الجانحين والجناة، لإدراكهم سهولة محاصرتهم تحت شعار "اللي احصل يودي". دوريات أمنية لا تكل «فيما مشيتي تلقى البوليس" عبارة تفوه بها أحد سكان حي الأحباس بمنطقة درب السلطان، وهو ما يكشف أن الحملة التي انطلقت بمختلف مناطق البيضاء هي نفسها المطبقة بالأحياء التابعة لنفوذ منطقة أمن الفداء مرس السلطان. ومن خلال القيام بجولة بمناطق الفداء مرس السلطان لا بد للزائر أو السكان أن يثير انتباههم وجود دوريات أمنية تقوم بتحركات مستمرة في مختلف أحياء المنطقة، فالساهرون على الأمن اختاروا القيام بحملاتهم صباحا ومساء، وهو ما يساعد على جعل السكان يتأكدون من أن كل مخالفة للقانون تنتهي بالاعتقال. في الوقت الذي غادر طاقم "الصباح"، الحملة، ورغم غياب مؤشرات على الفوضى وحالات لأفعال إجرامية، إلا أنه رصد العناصر الأمنية في باقي الأحياء الأخرى مرابضة بالشارع العام إلى غاية وقت متأخر من الليل، بل كانت تقوم بدورياتها بحثا عن المشتبه فيهم الذين يمكن أن يفكروا في التمرد على قواعد النظام والأمن العامين، وهي إجراءات احترازية للسيطرة على الوضع واستتباب الأمن، خاصة بالأحياء الشعبية من قبيل درب الفقراء وحي الأحباس ودرب ليهودي وساحة السراغنة. إستراتيجية القرب من خلال تلك الجولة عاينت "الصباح" تنزيل الشرطة خطة استتباب الأمن التي تعتمد على الظهور بالشارع العام والقرب من السكان، لمنح المواطنين الشعور بالأمن والطمأنينة، وجعل من يفكر في ارتكاب أفعال إجرامية يعدل عنها لأن مصيره سيكون الاعتقال من قبل عناصر متأهبة. وعاينت "الصباح"، أثناء مرافقتها للحملة الأمنية، أن استراتيجية تأمين الأحياء التابعة لنفوذ منطقة أمن الفداء مرس السلطان، خاصة التي تتميز بأنشطتها التجارية المكثفة والإقبال الكبير عليها من الزوار من داخل البيضاء وخارجها، تطبق بالاعتماد على وحدات أمنية مختلفة هدفها الموحد تأمين القطاع وسلامة المواطن والحفاظ على الممتلكات وكذا ضمان انسياب السير والجولان في الشارع العام. "الباراج"... سكانير متنقل بمدخل الفداء مرس السلطان، سواء القادمين من وسط المدينة أو القنطرة العابرة من الطريق السيار القادم من طريق الجديدة، لا بد للمارة أن يلحظوا سدودا قضائية يشرف عليها رجال أمن بمختلف تشكيلاتهم. وتم تسخير السدود القضائية والإدارية لمراقبة دقيقة للقادمين من وسط المدينة أو الراغبين في مغادرة منطقة درب السلطان في اتجاه الطريق السيار المؤدي إلى طريق الجديدة، وهي الإجراءات التي لا تزعج المارة ولا تؤثر على الانسياب، إذ تفاعل معها المواطنون واستحسنوها، لأنها تهدف إلى ضمان أمنهم وسلامتهم. وعاينت "الصباح"، مجهودات فرقة المرور وجميع التشكيلات الأمنية التي تعمل ب"الباراجات" وكيف تعمل على تأمين منطقة درب السلطان خاصة والبيضاء عامة، مع ضمان انسياب السير، فأي سيارة أو أي شاحنة تحوم حولها شكوك الأمنيين المرابطين بالسدود يتم إيقافها وإخضاعها للتفتيش، مع تجنب عرقلة السير. محاربة جرائم الإلترات استطاعت منطقة أمن الفداء مرس السلطان بفعل تظافر جهود مختلف عناصرها من أمن عمومي وشرطة قضائية وشرطة للسير والجولان، وحملاتها المتواصلة ليل نهار، كسب رهان محاربة مختلف أشكال الجريمة، بما فيها جرائم الفصائل الرياضية أو ما يطلق عليه "الإلترات» التي أصبحت شبحا يقض مضجع البيضاويين وأمن البيضاء، بفعل استغلالها الشوارع والأزقة في حروبها التي امتدت لتكسير وتخريب المنشآت العامة والممتلكات الخاصة وإسقاط ضحايا شغبهم الذي لا علاقة له بأخلاقيات الرياضة المبنية على التنافس الشريف واحترام الفريق الخصم ومكوناته. ونجحت عناصر فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن الفداء مرس السلطان بالبيضاء، في اعتقال عدد كبير من المتورطين في حروب الإلترات، ومرتكبي جرائم السرقة والعنف والفوضى باسم شغب الرياضة. وليس هذا فحسب، فخلال زيارة "الصباح"، لمنطقة أمن الفداء مرس السلطان، وقفت على نجاح عناصرها في وضع حد لأنشطة جانحين متورطين في الاتجار في الشهب النارية المهربة، وحيازة أسلحة بيضاء في ظروف من شأنها تهديد سلامة الأشخاص والممتلكات، فبحي القريعة تم إيقاف شخصين في حالة تلبس، بحيازة وترويج الشهب الاصطناعية المهربة، إذ ارتباطا بعملية الإيقاف أسفرت إجراءات التفتيش عن حجز ما بحوزتهما من سلاحين أبيضين و49 وحدة من الشهب النارية. ثمرات التنسيق الأمني نتيجة للتنسيق بين عمل المصالح التابعة لمنطقة أمن الفداء مرس السلطان، تمكنت عناصرها من تنفيذ مخطط العمل القاضي بتدعيم التدخلات الميدانية لمكافحة الجريمة، وتكليف عناصر فرقة الشرطة القضائية بملاحقة المبحوث عنهم في مجموع التراب الوطني، والقيام بضربات استباقية في مجالات مختلفة، شملت الإطاحة بشبكات وطنية ودولية لترويج المخدرات وعصابات السرقة والنصب والاحتيال وجانحين متورطين في قضايا مرتبطة بالضرب والجرح والاختطاف. وفي المقابل، واصلت مصالح الأمن التابعة لمنطقة أمن الفداء مرس السلطان، بتنسيق وثيق مع مختلف وحداتها، عملياتها المكثفة ضد ترويج "الأقراص المهلوسة" و»الحشيش» و»الكوكايين»، وهو ما أسفر عن تحقيق مؤشرات قياسية، سواء من ناحية عدد الموقوفين أو المحجوزات.

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

مشاهير

"أحسن باتسيي المشاهير" على "دوزيم"

مقالات ذات صلة