الجزائـر تستدعـي سفيرهـا

الجنرالات يخسرون معركة الضغط بالغاز وبوليساريو تتمنى الإطاحة برئيس الحكومة الإسباني لم تتأخر الجارية الشرقية في إبداء غضبها من إعلان إسبانيا توبتها عن كفر الجنرالات، إذ سارعت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، إلى استدعاء سفير الجزائر في مدريد للتشاور. وكشفت الخارجية الجزائرية في بيان لها، استغرابها وصدمتها غير المتوقعة، بالنظر إلى المعاملة التفضيلية لإسبانيا بحصولها على الغاز بأثمان منخفضة عن سعر السوق الدولية، وذلك ردا على التصريحات الأخيرة للسلطات العليا الإسبانية بشأن ما أسمته الصحافة الموالية لمخابرات الجنرالات، اعترافا ضمنيا بمغربية الصحراء واصفة موقف مدريد بأنه انقلاب مفاجىء وتحول جذري لصالح المملكة المغربية. ونقلت جبهة بوليساريو بيان الخارجية الجزائرية وأعلنت بدورها إدانتها لما أسمته "الانقلاب الإسباني"، محاولة التقليل من أهمية ضربة الدبلوماسية المغربية، على لسان نانا لبات الرشيد مستشارة زعيم بوليساريو ، التي قالت في ادعاء نشرته على صفحتها على فيسبوك بأن "لا جديد في رسالة رئيس الحكومة الإسبانية ، فقد عبثت إسبانيا بالصحراء حين دفنت اتفاقية مدريد، وأتاحت للمغرب دخولها مقابل سكوته عن سبتة ومليلة واستمرار حصتها من ثروات الصحراء". واعتبرت المسؤولة الانفصالية ما قامت به إسبانيا حلا تتخلص به من معضلة الهجرة، معتبرة أن إسبانيا ضاقت ذرعا بآلاف الأفارقة القادمين من المغرب، متوقعة فشل الموقف الإسباني الجديد، متمنية الإطاحة برئيس الحكومة الإسبانية. ووضعت الجزائر نفسها في مرمى اتهامات بدعم روسيا في حرب الغاز التي تشنها على البلدان الأوربية، إذ تساءل تقرير نشرته صحيفة (لوجورنال دو ديمانش) تحت عنوان "لماذا تقلد الجزائر روسيا في حرب الغاز؟"، ما إذا كانت حكومة الجارة الشرقية بصدد الانتقام من المغرب والأوروبيين بإغلاقها خط أنابيب الغاز (المغرب العربي-أوروبا). ونقلت الصحيفة المذكورة عن فلافيان بوغيت، الرئيس السابق للبرنامج المغاربي في معهد البحوث الإستراتيجية في المدرسة العسكرية "إرسيم" قوله إن" الجزائر تقلد روسيا في استخدامها للغاز كأداة في الصراعات السياسية، كما رأينا في الآونة الأخيرة مع أوكرانيا أو مولدافيا"، معتبرا أن قرار الجزائر إغلاق خط أنابيب الغاز بين المغرب العربي وأوروبا محرج بالنسبة إلى الأوروبيين، الذين يرون أن إسبانيا، خامس أكبر اقتصاد في الاتحاد، تحاول حل مشكلة الاعتماد على الطاقة بمفردها. وقللت الصحيفة من نجاعة الوعود التي أعطتها السلطات الجزائرية للتعويض عن إغلاق خط أنابيب الغاز بين المغرب العربي وأوروبا، عن طريق أنبوب (ميد-غاز) ، الذي يمر على شكل قناة منفردة تحت البحر بين البلدين وبسعة أقل، أو خلال زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ما اعتبره التقرير أنه أمر غير مؤكد، نظرا للندرة الحالية لهذه القوارب في السوق والتي ينبغي أن تؤدي أيضا إلى زيادة الأسعار. وأوضحت الصحيفة أن "المكسب الجيوسياسي للخطوة الجزائرية الجديدة هو صفر.. لكن ومع ذلك فإن السلطات الجزائرية لا تهتم، لأن ارتفاع أسعار الغاز والنفط يمنحها فسحة أمام رأي عام ينتظر إعادة التوزيع الاجتماعي"، معتبرة أن الجزائر تتقوقع على نفسها وتدخل في حالة هروب عبر استخدام كل ردود الفعل لتصدير أزماتها. ياسين قُطيب

المطـرودون فـي انتظـار العفـو

مؤتمـر التجديـد

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات