“الكاك”… عـزيـز وإن هـوى

تاريخ الفريق حافل بالألقاب وأسماء تلألأت بالمغرب وملعبه تحفة بمواصفات إنجليزية إنجاز: عيسى الكامحي يعد النادي القنيطري، أحد الأندية العريقة في البطولة الوطنية، إذ أسس أيام الحماية في 1938 من قبل أبنائه البررة، خاصة الصديق المكينسي وعبد القادر سباي، الملقب بـ»الطانطو». تسلق «الكاك»، كما يحلو لعشاقه تسميته، الأقسام تلو الأخرى، إلى أن بلغ القسم الأول في 1956، قبل أن يرتفع اسمه تدريجيا، تحت قيادة الراحلين أحمد الصويري، عبقري جيله في التكوين والتأطير، ومحمد دومو، الدبلوماسي والمسير المحنك، الذي اعتبر أفضل رؤساء الفريق على الإطلاق. بدأ النادي القنيطري يقطف ثمار تألقه منذ 1959، ليحصل على أول لقب للبطولة في 1960، وتبعه كأس العرش في العام الموالي، قبل أن يصبح أحد الأندية المهيكلة في أواخر السبعينات من القرن الماضي، ومنتجا للعديد من اللاعبين المتألقين. التوهج المنتظر بسط النادي القنيطري نفوذه على منافسات البطولة في فترة السبعينات والثمانينات، بفضل جيل من اللاعبين، الذين لا يشق لهم غبار، في مقدمتهم بوجمعة بنخريف، والراحل حسينة أنفال ونور الدين العمري ومحمد البوساتي وجمال جبران وخليفة العبد ونور الدين البويحياوي وعبد الله السحاسح، وعزيز بوعبيد ويوسف شيبو، وغيرهم من اللاعبين المهرة. لم يقتصر هؤلاء على البطولة فحسب، بل احترف بعضهم في بعض الدوريات الأوربية، مثل أنفال، الذي لعب لرين الفرنسي، والعمري، الذي اختار الدوري البرتغالي، ويوسف شيبو، الذي احترف في دوريات برتغالية وإنجليزية وقطرية. وكان طبيعيا أن يستحوذ النادي القنيطري على معظم ألقاب البطولة خلال سنوات 1960 و1973 و1981 و1982، إضافة إلى لقب للعرش 1961، كما لعب نهائي الكأس سنوات 1969 و1976 و1991. وحقق «الكاك» إنجازا غير مسبوق، بعدما أصبح أول فريق مغربي يصل إلى ربع نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة 1983 ونهائي كأس الأندية العربية في 1984. وينفرد النادي القنيطري بإنجاب الهداف التاريخي للبطولة، ويتعلق الأمر بمحمد البوساتي، الذي يملك في رصيده 25 هدفا في موسم 1981 – 1982. كما يوصف محمد دومو، بالرئيس المرجعي في تاريخ الفريق، لإسهامه في نجاحات الفريق طيلة السنوات، التي قضاها رئيسا من السبعينات إلى أواخر التسعينات. ورغم المرض المزمن، الذي أفقده الحركة لسنوات، إلا أنه ظل وفيا لمتابعة مباريات فريقه المفضل، قبل أن يرحل إلى دار البقاء في 2014، تاركا وراء ابنه حكيم، الذي تقلد مسؤولية التسيير، سواء رئيسا للنادي القنيطري لسبع سنوات، قبل مغادرته مكرها، أو رئيسا لعصبة الغرب لكرة القدم حتى الآن. "الكاك" ملهم "حلالة" رغم اندحار النادي القنيطري إلى قسم الهواة في الموسم الماضي، إلا أنه مازال يحظى بشعبية كبيرة في منطقة الغرب برمتها، اعتبارا لتاريخه وأبطاله السابقين، الذين كتبوا تاريخه بمداد من ذهب. ويأمل القنيطريون في أن يتمكن فريقهم المفضل في العودة سريعا إلى مكانته الطبيعية، لربط الماضي بالحاضر، رغم صعوبة المهمة، بالنظر إلى الضائقة المالية، التي يعانيها الفريق منذ سنوات. ولأن «الكاك» يتمتع بقاعدة جماهيرية، قل نظيرها، فهو مفخرة وملهم «حلالة»، حتى وهو يسقط إلى الهواة، في انتظار أن يستعيد بريقه تدريجيا، خصوصا أنه مؤازر من قبل جمهور عريض. يتوقع كثيرون أن يتحسن أداء «الكاك» الجريح قريبا، في ظل النهضة الصناعية والرياضية، التي تشهدها القنيطرة، من خلال تشييد ملاعب لكرة القدم، وتأهيل ملعب الصويري، الذي بات في حلة جديدة، وإحداث العديد من ملاعب القرب. وطالبت جمعيات المجتمع المدني، التي تحمل اسم»الوحدة قوة الجمعيات»، ببناء 30 ملعبا لكرة القدم على صعيد الإقليم مجهزة بمستودعات ملابس و150 ملعبا للقرب (75 ملعبا لكرة القدم ومثلها لكرة السلة) و30 ملعبا للتنس وستة ملاعب لألعاب القوى وخلق مدارس لتكوين اللاعبين في مختلف الفئات العمرية وتخصيص طابقين بالملعب البلدي للذاكرة الرياضية وتجهيز متحف رياضي يؤرخ للرياضة القنيطرية، وطابقين آخرين للطب الرياضي والترويض والفحوصات الأولية. ملعب بمواصفات إنجليزية عادت الروح إلى الملعب البلدي بالقنيطرة، بعد استئناف الأشغال مجددا، جراء توقفها في فترات متقطعة، بسبب صعوبات في صرف الميزانية المخصصة. وانطلقت أشغال انطلاق الشطرين الثالث والرابع في الأسابيع القليلة الماضية، بعدما تقرر رد الاعتبار إلى هذا الملعب، الذي ظل يعاني التهميش لسنوات. وسيكون الملعب البلدي من خلال تصميمه المعماري في حلة جديدة، وربما يشكل نموذجا في جهة الغرب، بالنظر إلى هندسته وطاقته الاستيعابية المحددة في 25 ألف متفرج، وقرب مدرجاته من الأرضية على غرار ملاعب إنجلترا، إضافة إلى التغييرات الجوهرية التي طرأت عليه، من خلال بناء مدرجات وأربع عمارات ومرافق جديدة، إضافة إلى تعشيب أرضيته بالعشب الطبيعي، في إطار اتفاقية شراكة بين جامعة كرة القدم وقطاعات حكومية منها وزارات الشباب والرياضة والمالية والتجهيز. وتحتوي العمارة الأولى على قاعة للاجتماعات ومكاتب ومركز للتطبيب، فيما ستوضع الثانية رهن إشارة باقي فروع النادي. أما العمارتان الثالثة والرابعة، فستخصصان لمكاتب ومحلات تجارية وفضاء للاستقبال. أكاديمية شيبو... معلمة وسط غابة الدولي المغربي استثمر في الكرة لخدمة أبناء مدينته ومنشآتها صممت بمعاييرعالمية ولم يكن صاحب فكرة إنشاء أكاديمية في كرة القدم، سوى يوسف شيبو، الدولي المغربي السابق والمحترف في فرق أوربية وعالمية، نظير بورتو البرتغالي وكوفونتري الإنجليزي والريان القطري، ليجد في شقيقه محمد، أحد الدوليين السابقين، السند الأكبر والمسير المجرب، الذي وضع هذه المعلمة على السكة الصحيحة. كيف لا ينجح الشقيقان، وهما اللذان خبرا الكرة، ومارساها في سن مبكرة، مع أن محمد الأصغر لم يكن محظوظا، بعدما وضعت الإصابة حدا لمسيرته. تقع الأكاديمية وسط فضاء غابوي وفوق الثلة الجبلية لقصبة مهدية، وتطل على نهر سبو والمحيط الأطلسي، كما تبعد عن وسط المدينة بنحو 10 كيلومترات. الاستثمار في الكرة بعد النجاح الكبير، الذي حققته مدرسة "القنيطرة مدينتي" بواسطة مؤسسيها يوسف ومحمد شيبو وعلي بواب، الدولي المغربي السابق، قرر شيبو الاستثمار في كرة القدم، رغم الصعوبات التي عاناها لمدة 11 سنة من الانتظار والتماطل، في إخراج مشروع الأكاديمية إلى حيز الوجود. لكن سرعان ما تبددت هذه العراقيل، بعد تدخل زينب العدوي، عامل عمالة القنيطرة سابقا، لإخراج المشروع من الرفوف، ليواصل العامل الحالي فؤاد المحمدي مساعدة الشقيقين شيبو في تنمية مشروعهما الرياضي إلى الآن. لم يختر يوسف شيبو، الدولي المغربي السابق والمحلل الحالي في قنوات "بي. إن. سبور" القطرية، الاستثمار في المقاهي والعقار، كما فعل غيره، بل واصل ارتباطه بالكرة، التي ضحى لأجلها، إلى أن رفعت اسمه إلى الأعلى، ليس فقط لجني المال، بل لخدمة مواهب مدينته ومنطقة الغرب ككل. منشآت دولية تتوفر أكاديمية شيبو على تجهيزات ومنشآت تستجيب للمعايير الدولية، من قبيل إحداث ملعبين مكسوين بالعشب الطبيعي والاصطناعي من الجيل الأخير، وملاعب لكرة القدم المصغرة، كما تضم مرافق هامة نظير قاعة لبناء الجسم واللياقة البدنية وقاعة متعددة الاختصاصات وحمام و"صونة" ومسبح ومقهى ومسجد وفضاء للترفيه. وشرعت هذه المرافق في استقطاب المنخرطين والممارسين منذ سنتين، كما تعرف عملية التسجيل إقبالا فاق كل التوقعات، بالنظر إلى تسهيلات في الأداء، وإعفاء المعوزين من واجب الانخراط، مراعاة لدخلهم المحدود، خصوصا أن شيبو تعهد قبل إنشاء الأكاديمية، بفتح باب المجانية أمام أبناء المنطقة، ممن يعانون الهشاشة. يقول شيبو "فتحنا باب الأكاديمية مجانا لبعض العائلات الفقيرة والمعوزة، حتى لا نحرم أطفالا ومواهب من ممارسة كرة القدم، إيمانا منا بأهمية هذه المبادرة الإنسانية، ووقعها الإيجابي على الأطفال الصغار". ملياران تكلفة المشروع بلغت ميزانية الجزء الأول من المشروع أزيد من ملياري سنتيم، في انتظار تخصيص مبالغ إضافية لإتمام الجزء الثاني. وينتظر أن تنطلق أشغال الشطر الثاني قريبا، ويشمل فندق لإقامة اللاعبين والفرق الراغبة في إقامة معسكرات تدريبية في القنيطرة وقاعة للدراسة في إطار "دراسة ورياضة"، إضافة إلى مسبح أولمبي وقاعة متعددة الاختصاصات وفضاء للألعاب. وارتفع عدد المنخرطين في أكاديمية شيبو في السنة الجارية إلى 600 ممارس، منها 250 طفلا في فئة الترفيه ومثلهم مسجلون في النخبة، و100 طفل مسجل مجانا. وقررت أكاديمية شيبو الاستعانة بأطر من مستوى عال، سواء من الناحية الأكاديمية أو الرياضية، لهذا تقرر ضم أطر المعهد الملكي لتكوين الأطر وبعض قدماء الدوليين السابقين، ممن تلقوا تكوينا علميا في التدريب والتكوين.

“الكاك”… عـزيـز وإن هـوى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حمتامي: قطب للتنمية الشاملة

إرجاء تعليق الرحلات الجوية المباشرة من فرنسا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات