رسالة رياضية: ما تبقى من الرياضة

باستثناء كرة القدم والصخب المحيط بها، وألعاب القوى، لم يعد هناك شيء يذكر في الرياضة المغربية. فقد استفادت كرة القدم وألعاب القوى من وجود إرادة لدى الدولة، أولا، من خلال تيسير وصول رجلين نافذين ومؤثرين إلى الرئاسة، هما فوزي لقجع وعبد السلام أحيزون، وثانيا من خلال حجم الاستثمارات المرصودة لهاتين الرياضتين في السنوات الأخيرة، خصوصا على مستوى الملاعب، ومراكز التكوين، والأكاديميات الوطنية والجهوية. وأبقى هذا الدعم هاتين الرياضتين على قيد الحياة، وحافظت كرة القدم على شغف المواطنين بها، خصوصا جماهير الوداد والرجاء، ونجحت في تدبير أزمة كورونا بأقل الخسائر، وذلك بغض النظر عن بعض الملاحظات، بخصوص التدبير والتكوين والمردودية في أغلب الأندية، التي عجزت عن التحول من كيانات مستهلكة، إلى كيانات منتجة. أما في باقي الرياضات، فالوضع مقلق، ذلك أن كرة السلة لم تعد تخرج من ردهات المحاكم، وماتت البطولة والأندية في هذه الرياضة، وفي رياضات أخرى، مثل الكرة الطائرة وكرة اليد والدراجات والملاكمة والريكبي والتنس والرياضة المدرسية، مقارنة مع ما كانت عليه في سنوات مضت، بسبب مشاكل التمويل والتسيير والصراع على المناصب، وعدم القدرة على استقطاب الشباب وتأطيره وغياب إستراتيجيات تقنية ومخططات، للارتقاء بها. وصار مسؤولو بعض الجامعات أكثر حضورا في وسائل الإعلام من الرياضيين، وهو وضع غير صحيح إطلاقا، ويعكس إفلاس هذه الأنواع. وظهرت رياضات غريبة، يغلب عليها الطابع النخبوي والاحتفالي والاستعراضي، مثل السباقات على الطريق وبعض الرياضات البحرية وبعض ألعاب القتال، وهي أنواع يمكن أن تصنع الفرجة، لكنها لا تتغلغل في أوساط الشباب المغربي، ولا تساعده على ضمان مستقبله، ولا تساهم في تنميته، ولا تفتح له المجال لرفع راية البلد في المحافل الدولية، كما ينبغي. وهكذا، زاغ بعض المسؤولين عن مقولة الملك الراحل الحسن الثاني في مناظرة 1965، حين قال «اختاروا الرياضة التي تناسب المغاربة". وما خفي أعظم. عبد الإله المتقي

رسالة رياضية: ما تبقى من الرياضة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونا يحجر على مسوفا بتنزانيا

"مسرح المغرب" على "إم بي سي 5"

مقالات ذات صلة