أشغال شارع أم الربيع… الجحيم

حفر عشوائي يتسبب في أضرار جسيمة وغياب تصاميم للشكل النهائي للمشروع وسخط عارم لدى السكان ضاق سكان عدد من الأحياء بالبيضاء ذرعا بأشغال التهيئة التي تنجز بالقرب منهم، على غرار القاطنين وأصحاب المحلات التجارية في المناطق المجاورة لشارع أم الربيع بعمالة الحي الحسني، خاصة أن وتيرة الأشغال تسير ببطء كبير وتتوقف من حين لآخر، قبل أن تستأنف مرة ثانية دون تحديد أجل لانتهائها. وأصبح المرور من المقاطع التي تعرف إصلاحات يمثل جحيما بالنسبة إلى أصحاب السيارات، ابتداء من يعقوب المنصور ومرورا بشارع أم الربيع ووصولا إلى المقطع المؤدي إلى مدينة الرحمة. ويتطلب قطع كيلومتر واحد أزيد من ساعة من الزمن في وقت الذروة، كما أن التغييرات التي طرأت على الشارع تسببت في عدد من الأضرار لمستعمليه. سئم السكان المجاورون لشارع أم الربيع الأشغال التي تنجز بالمنطقة لتهيئة مسار لحافلات النقل ذات خدمات المستوى العالي، بسبب التباطؤ الذي تعرفه وتيرة الإنجاز وطريقة التنفيذ، إذ يبدو أن الأشغال تتم في غياب تام للمراقبة وللمواكبة من قبل المشرفين على هذه الأوراش، ما أثار سخط أصحاب المحلات التجارية الموجودة على جنبات الشارع، التي تأثر نشاطها بشكل كبير، بعدما تم ردم الأرصفة التي توجد أمامها، وأصبح من الصعب الولوج إليها، كما أن التماطل في إنجاز الأشغال جعل سكان المنطقة يملون من وجود آليات الحفر أمامهم، مع ما تسببه لهم من إزعاج، إذ أصبح التنقل من مقرات سكناهم مهمة صعبة تتطلب صبر أيوب، ما زاد في سخط السكان على المشرفين على هذه الأعمال. أشغال دون بوصلة من المفروض أن كل شركة مكلفة بإنجاز مشروع أن تنصب لوحات تتضمن تصميما لما سيصبح عليه الوضع بعد إتمام الأشغال، إضافة إلى معلومات تقنية لتمكين السكان من الاطلاع على طبيعة المشروع وشكله النهائي، ما سيضمن انخراط السكان في مثل هذه الأوراش المهيكلة وسيساعد على تفهم لإزعاج الذي تتسبب فيه أعمال التهيئة، لكن في حالة شارع أم الربيع، لم تقف «الصباح» من بداية الورش عند تقاطع شارعي يعقوب المنصور وأنفا، إلى غاية مدينة الرحمة، على إشارات من هذا القبيل، إذ أن الجرافات تحفر يمينا وشمالا، مسببة في عرقلة حركة السير، كما أن عمليات الحفر توحي بأن العاملين في الورش لا يتوفرون بدورهم على بوصلة، إذ يعملون في مقطع معين لبضعة أيام، قبل أن ينتقلوا إلى مقطع آخر، تاركين الأول مفتوحا ولم يكتمل، وتستمر الأشغال في المقطع الثاني، قبل توقف الأعمال به، والانتقال إلى منطقة أخرى. ويسود انطباع لدى أصحاب المحلات التجارية المجانبة للشارع أن الأشغال تتم بشكل عشوائي في غياب قائد ميداني والتدابير الوقائية المعمول بها في مثل هذه الأوراش المهيكلة، التي يفترض أن يكون لدى المشرفين على الأشغال بها تصاميم قنوات صرف المياه والربط بشبكة الماء والكهرباء والاتصالات، لتفادي إلحاق الأضرار بها. ويتضح من خلال الحوادث التي سجلت على طول الشارع أن العاملين بهذه المقاطع يفتقدون تلك التصاميم، إذ تم الإضرار بقناة لصرف المياه العادمة وخط الربط بشبكة الأنترنيت ذي الصبيب العالي، ما جعل سكان الإقامات المجاورة يحرمون من الأنترنيت أياما، كما تم، خلال عملية الحفر، كسر قناة للصرف الصحي، ما جعل المياه العادمة تتسرب إلى الشارع وتفوح رائحة تزكم الأنوف، وظل الوضع على ما هو عليه لمدة تزيد على ثلاثة أيام، قبل أن يتم إفراغ كميات من الحصى لتغطية برك المياه المتدفقة من الكسر الذي أصاب القناة. أخطاء متكررة أخرج خطأ أدى إلى قطع حبل الألياف البصرية، التابع لإحدى شركات الاتصالات، سكان إحدى العمارات المجاورة لورش الأشغال بعدما انقطع عليهم الربط بشبكة الأنترنيت، ليكتشفوا أنه تم قطع الحبل أثناء عمليات حفر الرصيف، والأدهى من ذلك أنه لم تتم إعارة أي اهتمام لهذا الحادث، بل واصلت الجرافة عملها دون اكتراث، بما يمكن أن يسببه هذا الخطأ من أضرار للأشخاص المرتبطين بالخط الذي تم قطعه، علما أن هناك عيادات طبية وإقامات سكنية ومحلات تجارية وشركات تحويل الأموال، التي يتوقف نشاطها على الأنترنيت. ولم يأت ممثلو شركة الاتصالات إلا في ساعات متأخرة استجابة لإشعار من قبل أحد المتضررين، فتم إصلاح جزئي للعطب، واستمر الآخرون دون صبيب. الأدهى من ذلك أن العاملين في الورش حاولوا في اليوم الموالي صب الإسمنت المسلح، خلال عملية عمليات الترصيف، على خط الألياف البصرية، لولا تدخل السكان الذين منعوهم وطالبوا بأن يظل الخط بارزا إلى حين مجيء تقنيي شركة الاتصال لإصلاحه. وتسبب عدم تسييج الورش في أضرار بالغة في إحدى حافلات النقل العمومي، بسبب إقامة منعرجات حادة وتضييق عرض الشارع، ما تسبب، في غياب أي علامات تشوير، في اصطدام الحافلة برصيف الطريق التي تفصل بين الممر الخاص بحافلات النقل ذات خدمات المستوى العالي، والممر المخصص للمركبات الأخرى، فأصيبت الحافلة بأضرار كبيرة لم تتمكن إثرها من مواصلة السير، الأمر الذي تسبب في اكتظاظ كبير في حركة السير، ولم تعد الحركة إلى طبيعتها إلا بعد أن حضر رجال الأمن. وأدى تكرار الأخطاء وما ينجم عنها من أضرار إلى سخط كبير لدى القاطنة بالمناطق المجاورة وأصحاب الأنشطة التجارية، الذين لم يعودوا يحتملون الوضع، ويراهنون على مكتب مجلس المدينة المعين، أخيرا، من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها. عبد الواحد كنفاوي

أشغال شارع أم الربيع… الجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تردي الوضع الصحي بدرعة تافيلالت

عبد النباوي يحدد الإكراهات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات