الرقمنة والشفافية أعادتا الثقة للمستثمر

عبد العاطي مروان مدير المركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس ماسة أكد انتعاش الاستثمارات رغم الجائحة أجرى الحوار: محمد إبراهمي (أكادير) - تصوير: عبد المجيد بزيوات عزز القانون التنظيمي للمراكز الجهوية للاستثمار أدوارها في تحريك الدينامية الاقتصادية عبر ضخ الاستثمارات على المستوى الجهوي، وجعلها محركا لسلسلة قيم للاستثمار، وتحولت من إدارة لاستقبال طلبات وملفات الاستثمار من أجل الموافقة أو الرفض، إلى مركز للإدارة الاقتصادية الترابية. غير أن دخول القانون المؤطر للمراكز، واجه تداعيات جائحة كورونا. هل تمكن المركز الجهوي للاستثمار بجهة سوس ماسة، من التغلب على تداعيات الجائحة؟ كيف تم الانتقال من الوضع القديم إلى الحديث؟ وما هي القيمة المضافة التي حملتها آليات الرقمنة؟ وحصيلة سنة من العمل في ظل الجائحة؟ يقدم عبد العاطي مروان، في حوار خص به "الصباح"، عناصر الأجوبة عن مختلف هذه التساؤلات. في ما يلي نص الحوار: > أولا كيف تمكنتم من الانتقال بالمركز الجهوي للاستثمار، من إدارة لتلقي ودراسة ملفات الاستثمار إلى مركز للإدارة الاقتصادية الترابية، انسجاما مع القانون الجديد؟ > مر ذلك عبر خطوات ومراحل، أولا، بعد المصادقة على القانون 47.18 وخروجه إلى حيز التنفيذ، تزامن تنزيل القانون مع انعقاد المجلس الإداري الأول يوم ثاني دجنبر 2019، فوضع المجلس الإداري برنامج عمله برسم 2020. وكانت أولى ركائزه الأساسية هي النقطة الأولى المتعلقة بالموارد البشرية، إذ أعلن عن حملة توظيف، وما يزال التوظيف مستمرا، حتى الآن، إذ نحن ملزمون أن نوظف حسب الأفواج، حتى يتسنى لنا مواكبة الموظفين وتكونهم وإدماجهم في منظومة أداء المركز، ويتمكن الموظفون من معرفة ما هو منتظر منهم، قبل أن نمر إلى الفوج الأول ثم التالي. وفي هذا الإطار، كان علينا أن نبحث عن موارد بشرية جيدة وكفؤة، تم جلب جلها من القطاع الخاص، تتوفر على جاهزية تحمل المسؤولية، وكفاءات معينة، ولديها حس المستثمرين، ولها قابلية الإنصات لهم ومعرفة همومهم ومتطلباتهم. وكان علينا أن نكسب رهان الموارد البشرية، تستجيب من جهة، لحاجيات مختلف المستثمرين وحاملي المشاريع، ومن جهة أخرى لروح ومغزى القانون الجديد للمراكز الجهوية للاستثمار، لأننا مؤسسة لا تبيع منتوجا ماديا، ولكن منتوجنا هو الخدمات، والخدمات مادتها الأولية الخام هو العنصر البشري. أما الخطوة الثانية فكان لا بد أن نفعّل المنصة الرقمية التي اشتغلت عليها الوزارة الوصية، وهي موجهة لتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز جاذبية الجهة. وتُمكن هذه المنصة جميع المستثمرين من تقديم طلباتهم وتتبع مختلف المراحل التي يقطعها ملفهم، وذلك في تفاعل سريع وفعال بين المستثمرين وإدارة المركز. ويتوصل عبرها المستثمرون بجميع الملاحظات أو الإجراءات خلال مراحل دراسة ملفاتهم. وتمكنهم المنصة من الاطلاع على مسار ملفاتهم، منذ وضعها ثم مناقشتها ودراستها، إلى حين معالجتها، ثم إخبارهم بمآل الملف. وتطلب هذا الأمر، إخضاع الإداريين للتكوين، من أجل معرفة كيفية التعامل مع هذه المنصة الرقمية، لأن هذه المهمة أوكلت إلى المراكز الجهوية للاستثمار. ومن جهة أخرى، كان علينا أن نلتزم بالسهر على تطبيق القانون. وتنعقد اللجنة الموحدة الجهوية للاستثمار فعليا مرة كل أسبوع، كما ينص على ذلك القانون، إذ بذلنا كامل مجهوداتنا مع الوالي، لتنعقد هذه اللجان كل يوم خميس. > كيف تغلبتم على تداعيات الجائحة؟ > طبعا واصلنا الجهود في توظيف الرقمنة، بابتكار وسائل رقمية جديدة، إذ أحدثنا بورصة جهوية للشراكة، من أجل إتاحة الفرصة للتواصل والتفاعل بين المقاولات الجهوية من جهة، والشركاء الجهويين والوطنيين والدوليين من جهة ثانية، وهي عبارة عن منصة مخصصة للقاءات الثنائية بين المستثمرين أصحاب الطلبات، وأصحاب العروض، إذ يتم التواصل والمعاملات بين العارضين والطالبين داخل المنصة. كما كنا السباقين الأوائل لإحداث تطبيق"انطلاقة" الخاص ببرنامج قرض لدعم المقاولات الصغرى، وتمكين أكبر عدد من الشباب المؤهل، حاملي المشاريع، المنتمين لمختلف الفئات الاجتماعية، من الحصول على قروض بنكية، لإطلاق مشاريعهم، وتقديم الدعم لهم، لضمان أكبر نسبة من النجاح. يثبت التطبيق على الهاتف المحمول، وهو موجه لشباب العالم القروي أو الأقاليم البعيدة عن الإدارة المركزية، لنسهل عليهم الولوج إلى المعلومة، أو على الأقل الاطلاع على فحوى برنامج انطلاقة، خاصة أولائك الذين يفكرون في إحداث مشاريعهم الخاصة، ولا يعرفون المعطيات والمعلومات. ويمكنهم هذا التطبيق من تسجيل أنفسهم وإدخال المعلومات التي تخصهم، لتتجاوب معهم الإدارة، وبعد التعرف على احتياجات هؤلاء يتم الاتصال بهم واستقبالهم بالمركز لإخضاعهم للتكوين حول الكفايات والقدرات المطلوبة لإحداث وتسيير المشاريع، وتتم مواكبتهم إلى حين وضع ملفهم بالبنك. ثالثا، أحدثنا منصة رقمية zoneindustriellessoussmassa.ma، وهي خدمة موجهة للمستثمرين الحاملين للمشاريع، والذين يبحثون عن الوعاء العقاري لإقامة مشاريعهم في هذه الجهة، وهي منصة تتضمن العرض الترابي، عبارة عن بنك للعقار الصناعي والذي يشمل المنطقة الحرة سوس ماسة، و قطب أليوبوليس، و المناطق الصناعية في أولاد تايمة وتزنيت ومنطقة الأنشطة الاقتصادية بطاطا. وتمكن أي مستثمر وأينما كان من الولوج إلى العقار عبر هذه المنصة، إذ ما عليه إلا أن يستعمل المنصة، التي ستوجهه حسب طلباته، وتحيله على العقار الذي يرغب في الحصول عليه، وبالمنطقة الصناعية التي تتوفر على احتياجاته. وبعد أن يتم توجيهه من داخل المنصة، سواء بتيزنيت أو أولاد تايمة، أو أكادير، يمكنه الاطلاع على خريطة العقار، وما هي البقع المعروضة الفارغة والتي تم حجزها، والبقعة التي تناسبه من حيث المساحة. وعندما يقتنع يمكنه التعبير عن رغبته، ويملأ بياناته، ليتم الاتصال به من قبل مسؤول قطب الاستثمار بالمركز، ويخبره بأنه دخل إلى المنصة وسجل نفسه، ليتفاعل معه حول رغبته، ويطلب منه إعداد مشروعه ليدرج ضمن الملفات التي تعالجها اللجنة الموحدة للاستثمار. طبعا، كل هذا كان رهانا لإعطاء دفعة قوية لاسترداد الثقة، لأن الثقة لا تسترجع إلا من خلال الموارد البشرية المكونة والتي تشتغل بجد، ومن خلال الوسائل الحديثة التي تواكب العصر كالرقمنة. وأظهرنا الشفافية من خلال المنصة، وسرعة التجاوب الإيجابي لمعالجة الملفات وتقليص مدتها. كما اعتمدنا آلية الأبواب المفتوحة التي تنظم كل يوم خميس بعد اجتماع اللجنة الموحدة للاستثمار، ويحضرها السيد الوالي وتضم جميع الشركاء، كالجهة وغرفة التجارة والصناعة ونادي المستثمرين والوكالة الحضرية، إذ يتقدم المستثمر الذي لديه تظلم أو طلب جديد ، ويستمع إليه الوالي والشركاء ثم يتكلف به المركز ليدرجه ويوجه ملفه إلى اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار. قطب حضري جديد > هل هناك مناطق جديدة للاستثمار بأكادير؟ > بالطبع هناك القطب الحضري الجديد لتعبئة الاستثمارات بمنطقة الملعب الكبير، سيستوعب مشاريع عديدة جديدة، وهو غير مخصص للتعمير. وفي هذا السياق، أشرفت الوكالة الحضرية لأكادير على إعداد هذا المشروع الذي يتخذ موقعا استراتيجيا مهما عند مدخل مدينة أكادير، يوجد بين الطريق المداري الشمال الشرق، والطريق الوطنية جنوبا، وتجزئة تليلا شرقا ووادي الحوار غربا. ومن ضمن مكوناته الحالية ملعب أدرار الكبير، والمستشفى الجامعي، وكلية الطب والصيدلة والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية والجامعة الدولية. ويمتد هذا القطب الحضري الجديد بأكادير لتعبئة الاستثمارات، على مساحة تقارب 1200 هكتار، ويروم مواكبة الدينامية الجديدة التي تعرفها المدينة والجهة، من خلال الانفتاح على القطاعات الجديدة التي تنسجم مع التطورات التي تعرفها نوعية المشاريع، والتي ستمكن من تعويض العجز في التجهيزات والبنيات التحتية المخصصة للمشاريع في قطاعات متعددة، مثل الصحة والبحث العلمي والرياضة. ويتشكل القطب الحضري الجديد من ثلاثة أقطاب رئيسية، هي قطب الصحة وقطب الرياضة وقطب التربية والبحث العلمي. ويمتد قطب الرياضة المجاور للملعب الكبير أدرار على مساحة 429 هكتارا، خصص بالأساس لإحداث مشاريع لأنشطة رياضية مختلفة، بينما القطب الصحي موجه للاستثمارات في الصحة، وخصصت له مساحة 339 هكتارا، لإحداث مصحات خصوصية كبرى ومستشفى الأمراض النفسية، ومركز أكادير الدولي للتكوين المتخصص في مجال السلامة المهنية والصناعة، والذي يوجد في مراحله النهائية، وأكاديمية التكوين في المهن الصحية. أما القطب الثالث الموجه للتربية والبحث العلمي والذي سيضم مؤسسات جامعية كبرى خصوصية ومراكز التسوق الكبرى، خصصت له 432 هكتارا. 14 ملياردرهم من الاستثمارات > ماهي حصيلة المركز في ظل الجائحة؟ > عقدت اللجنة الجهوية الموحدة 51 اجتماعا منذ إنشائها، مقابل 13، خلال 2019، وتم فحص متوسط 9 ملفات في كل اجتماع، قدم المستثمرون 390 ملفا، 89٪ من الحالات التي تم البت فيها، مقابل 82٪ في المعدل الوطني، منها 75٪ من الحالات ذات الرأي المؤيد، مقابل 59٪ في المعدل الوطني. وحصل 67٪ من الملفات على التراخيص مقابل 59٪ في المعدل الوطني. وتمكن المركز الجهوي للاستثمار بجهة سوس ماسة، خلال 2020، من معالجة 236 ملفا استثماريا بقيمة مالية بلغت 13.96 مليار درهم، ساهمت في توفير 16 ألفا و 199 منصب شغل في مختلف عمالات وأقاليم الجهة، رغم إكراهات وانعكاسات الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار جائحة كورونا. وسجل المبلغ الإجمالي للاستثمارات بجهة سوس ماسة ارتفاعا ب 68.5 في المائة، لينتقل من 4.4 ملايير في 2019 إلى 13.96 مليار درهم في سنة 2020، كما سجل ارتفاع بمعدل 27.5 في المائة في عدد الوظائف المحدثة سنة 2020، مقابل 11 ألفا و 738 منصب شغل سنة 2019. وتم تقليص المدة الزمنية لمعالجة ملفات المستثمرين، إذ أصبحت العملية تتم في ظرف 10 أيام، وهي فترة تقل بكثير عن المدة القانونية المخصصة لهذا الغرض وهي 30 يوما. واستقبل المركز في إطار برنامج المواكبة للبرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات 748 شخصا، ضمنهم 572 استفادوا من تكوين حول تقنيات تطوير كفايات إدارة أعمالهم، فضلا عن استفادة 40 شخصا من مسيري التعاونيات من تأطير في مجال المواكبة والرفع من كفاءاتهم. في سطور - من مواليد 1976 بالبيضاء. - خريج المدرسة الوطنية العليا للزراعة بتولوز. - عمل مسيرا بعدة مجموعات صناعية ولوجستيكية بشركات كبرى. - شغل مديرا بمجموعة ديانا هولدينغ. - عين في 14 نونبر 2019 مديرا للمركز الجهوي للاستثمار بسوس ماسة.

الرقمنة والشفافية أعادتا الثقة للمستثمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الهدر المدرسي... "ماكاينش معامن"

كوكايين وأقراص بـ "رانج روفر"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات