رضوان: الحكومة تعبث بالأطفال المعاقين

رئيس جمعية الآباء والأصدقاء بالبيضاء قال إن التدبير البيروقراطي السيئ يضر بالقطاع والعاملين به يواصل علي رضوان، رئيس جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالبيضاء، فضح التدبير البيروقراطي السيئ لدعم هذه الفئة الاجتماعية الهشة التي تحظى بأولوية في اهتمام أعلى سلطة في البلد، مؤكدا أن آلاف الأطر والمستخدمين محرومون من أجورهم لعدة أشهر، بسبب سياسة غير مفهومة. وقال رضوان إن الحكومة تنسى، أو تتناسى أن الجمعيات هي مفوضة من قبلها لتقديم خدمات تعليمية وصحية لفائدة المعاقين ذهنيا. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: يوسف الساكت > نظمت أطر ومستخدمو جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالبيضاء، وقفة احتجاجية للمطالبة بأجورهم منذ أشهر، ما سبب هذا التأخير وتأثيره النفسي والاجتماعي على العاملين؟ > أشكرك أولا على الإشارة إلى التأثير الاجتماعي والنفسي لتأخر الأجور الذي لم يمسس فقط العاملين بالجمعية، بل امتد إلى أسرهم. ولولا الحس الوطني العالي والشعور بالمسؤولية والروح النضالية التي تتمتع بها الأطر والمستخدمون، وتحليهم بالروح الإنسانية النبيلة التي جعلتهم يعتبرون الطفل المعاق أعز من فلذات أكبادهم، لغادر هؤلاء الجمعية، وحرم بالتالي، ما يناهز 500 طفل وطفلة من خدماتها. بالنسبة إلى الشق الأول من السؤال، راسلنا الوزارة الوصية عدة مرات، ووجهنا رسالة إلى رئاسة الحكومة حول مشكل تأخر منحة دعم التمدرس الذي شكل دائما السبب الرئيسي في عدم صرف أجور العاملين من مربيات ومربين ومستخدمات ومستخدمين، إذ عاش هؤلاء ويعيشون لحدود اليوم أوضاعا مزرية، استقبلوا فيها رمضان الفضيل على إيقاع قلة ذات اليد والاحتجاج بحمل الشارة ومراسلة مكتب الجمعية للتعبير عن امتعاضهم من هذا الوضع المقلق. لقد قلنا، غير ما مرة، إن مشكل صرف الدعم المدرسي وعدم توافق السنة المالية مع السنة الدراسية شكلا دائما كابوسا للجمعية وأطرها ومستخدميها. وأكرر لولا الحس الوطني والإنساني لتوقفت الجمعية. > يطرح مشكل أيضا في الشروط التعجيزية للاستفادة من الدعم، ما هي أهم ملاحظاتكم؟ > قبل إبداء ملاحظات بهذا الصدد، يجب التذكير في البداية بأن التصريح الحكومي تضمن مرتكزات السياسة العمومية التي تعني فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفق المعايير الدولية والمرجعية والدستورية، لكن ما يجري على أرض الواقع شيء مختلف تماما. من أمثلة ذلك، أن كل جمعية مطالبة بدفتر تحملات مفصل وفق الشروط والتدابير القانونية المعمول بها، كي تستفيد من الدعم المدرسي. وانطلاقا من تجربتنا، نقوم بإعداد دفتر التحملات الذي يعرض على أنظار المناديب الإقليميين للتعاون الوطني، ثم بعد ذلك يعرض على المندوب الجهوي. وفي كل محطة يتم فحص ملفات الجمعيات، أو دفاتر التحملات فحصا دقيقا، ويعطي كل مسؤول رأيه والتعديلات الواجب إدخالها. ورغم أن المندوب الجهوي يعتبر الآمر بالصرف وهو المؤهل لصرف الاعتمادات، فإنه ملزم بإحالة الملفات مرة أخرى على الوزارة. وهنا تتحول هذه الملفات إلى رهينة للمزاجية والتحجر البيروقراطي، ويتم انتهاك مفهوم القرب واللامركزية المنشودة، ويبدأ مسلسل انتظار الذي يأتي أو لا يأتي. وقضية تأخر الأجور دليل على ذلك. وعندما يفحص موظف، أو موظفة المصالح المركزية الملفات يبدي ملاحظاته ثم يحيل الملفات مرة أخرى على المندوب الجهوي. والأسوأ، أن ملف دعم الجمعية لـ 2020 عرض على المناديب منذ 6 أشهر ولم نتوصل بالملاحظات إلا في غضون الأيام الأخيرة التي تزامنت مع موعد صرفه، ما يعني هدر أيام أخرى كي يصرف المندوب الجهوي هذا الدعم، ويعني حرمان الأطر والمستخدمين من أجورهم لأيام أخرى. نحن ننضبط ونلتزم بكل ما يطلب منا قانونيا، لكن الأمور تراوح مكانها. وعليه نقول أنتم الذين قررتم طريقة صرف الدعم وما عليكم إلا الالتزام بما قررتم. > هل أنتم راضون عن قيمة الدعم؟ > لا طبعا، وعلى الحكومة أن تبذل مجهودا إضافيا لرفعه. وهنا لا بد أن افتح قوسا كي يعرف الرأي العام ما نقاسيه مع التدبير المتحجر. فلعلم الجميع أن الحكومة لا تعترف إلا بأجور 11 شهرا من السنة ولا تعترف بالإجازة السنوية للعاملين. كما أنها لا تؤدي مستحقات الضمان الاجتماعي، وتفرض عقد شغل لمدة سنة، والحال أن كل الأطر والمستخدمين يعملون بالجمعية منذ سنوات، ما يعني أن الحكومة تكرس الهشاشة وتضرب استمرارية رصيد الشغل. > من خلال تتبعنا لملف الإعاقة بالمغرب، اكتشفنا أن كل الجمعيات تشكو تأخر دعم التمدرس. ما هو البديل الذي تطرحونه لحل هذا المشكل؟ > التزاما بدورنا، جمعية وازنة في المجتمع المدني راكمت خبرة كبيرة في الميدان لعقود عديدة، واضطلاعا بدورنا الترافعي والاقتراحي، كنا دائما نحرص في مراسلاتنا وبياناتنا على تشخيص المشاكل والإتيان بالبدائل. ومن هذا المنطلق، فإن حل مشكل الدعم يرتكز على ركيزتين أساسيتين: هما توافق الزمن المدرسي مع الزمن المالي، أي صرف الدعم المدرسي مع انطلاق السنة الدراسية، وتدبير ملفات الجمعيات وفق تدبير القرب ووفق مسطرة مبسطة بعيدا عن التحجر البيروقراطي المجسد في تعقيدات إدارية وبيروقراطية تتنافى جملة وتفصيلا مع تدبير القرب والرهان على الرقمنة وتبسيط المساطر الإدارية . في نظري يكمن الإشكال الحقيقي في أن الحكومة تنسى، أو تتناسى أن الجمعيات هي مفوضة من قبل الحكومة لتقديم خدمات تعليمية وصحية لفائدة المعاقين ذهنيا. بمعنى أن الجمعيات تقوم مقام الحكومة والدولة في تحقيق إدماج المعاقين ذهنيا إعمالا للدستور. وبالتالي يجب أن تعيد النظر جملة وتفصيلا في تدبيرها لملف الإعاقة. > لكن هذه الجمعيات شريك أيضا في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ > الأمر مختلف هنا، لأن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستحق في نظرنا كل أنواع الإشادة، باعتبارها وثبة ارتقائية في مسار العمل الجمعوي وآلية ناجعة لتنفيذ المشاريع. فبفضل هذه الآلية التدبيرية التي ابتدعها جلالة الملك ويرعاها بتتبع جلالته الدائم لها لكي تحدد الأهداف المرجوة منها، أصبحت لدينا وسيلة لضمان استمرارية وجودنا وتنفيذ مشاريعنا . وللمناسبة، أود أن أثمن العمل الجبار الذي تقوم به الأقسام المختصة في ولاية جهة البيضاء- سطات والعمالات، فضلا عن التنويه بكافة شركائنا منهم شركات وخواص، ومؤسسات جامعية عمومية وخاصة ومنابر إعلامية . احتقان وفرحة > كيف تعيش جمعيتكم هذه الأزمة منذ 6 أشهر على الأقل، تزامنت مع وضع استثنائي متعلق بانتشار الوباء؟ > نعيش داخل الجمعية على إيقاع معطيين متناقضين: من جهة، هناك الاحتقان الاجتماعي الناتج عن تأخر المنحة وصرف الأجور، ومن جهة أخرى أجواء الفرحة العارمة بفضل التتويج الدولي للجمعية بجائزة أفضل أداء خيري في الوطن العربي التي تنظمها المنظمة العربية للتنمية الإدارية (منظمة متخصصة منبثقة عن الجامعة العربية) بدعم ورعاية من مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية بالسعودية. وليس بالسهل انتزاع هذا التتويج لولا جودة خدمات جمعيتنا التي نالت صفة المنفعة العامة منذ 1989، وتعتبر نموذجا يحتذى به في إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بفضل انخراط كافة الأطر الإدارية والتربوية والمستخدمين. يجدر بنا هنا أن ننتهز مناسبة التتويج لنقف وقفة إجلال لحرص جلالة الملك محمد السادس على تتبع شؤون الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ منذ اعتلائه العرش، تعهد جلالته بتمكين هذه الفئة الهشة بحقوقها كاملة.

رضوان: الحكومة تعبث بالأطفال المعاقين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وفاة تلميذ تورط إعداديته

العثماني يتجاهل إفلاس صناديق التقاعد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات