268 سريرا لمرضى برشيد وسطات وخريبكة

اكتظاظ مهول بمستشفى الحسن الثاني بسطات وخصاص كبير في الأطر والتجهيزات يعيش المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات عملية شد وجذب بين المرضى الوافدين عليه وبين المسؤولين الإداريين، إذ يتحدث مواطنون بمرارة عن واقع ومعاناة يجعلان المرضى يئنون تحت وطأة الإهمال والمحسوبية والزبونية، بينما يرى مدير المستشفى أن عدد الوافدين على المستشفى، يعتبر فخرا واعتزازا لمؤسسة استشفائية تقدم خدمات بمستوى عال، رغم قلة الإمكانيات. "المجيء إلى المستشفى أضحى عبئا ثقيلا، ويزيد من محنتنا، خصوصا ما نعانيه منذ محاولة ولوجنا الباب الرئيسي، بحثا عن علاج أضحى مستحيلا" بهذه الكلمات تحدثت فاطمة بلكنة قروية ونبرة لا تخلو من تذمر واشمئزاز عن واقع يعرفه المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات.فاطمة امرأة قروية تقطن بإحدى جماعات إقليم سطات، جاءت مع ابنتها الحامل لعلها تجد استقبالا يعترف على الأقل بآدميتها، خصوصا أنها رافقت ابنتها لوضع مولود ، وكلها أمل وتفاؤل، سيما مع ما سمعته من شعارات لمسؤولين مركزيين وآخرين عن تحسين جودة الخدمات الصحية بمختلف مستشفيات المملكة ومراكزها الصحية، لكن سرعان ما خاب أملها وظنت في نفسها أنها تطارد خيط دخان، ما جعلها تسلك طريقا آخر مكنها على الأقل من خدمات عادية استفادت منها ابنتها، مقابل وضع مولودها". المستشفى في سطوريعد مستشفى الحسن الثاني بسطات مؤسسة صحية جهوية من الدرجة الثانية، ويستقبل مرضى أقاليم برشيد وسطات وخريبكة، ويتوفر على طاقة استيعابية بـ 268 سريرا، لكن قد تتجاوز في كثير من المرات العدد سالف الذكر، لتصل الى 300 سرير. يعمل به 79 طبيبا، من بينهم 59 طبيبا يعملون في تخصصات مختلفة، منها جراحة العظام والعيون والولادة، في حين يصل عدد الممرضين به إلى 130 ممرضا في اختصاصات متنوعة، بالإضافة إلى العاملين بإدارة المؤسسة. ويقوم منتسبون إلى شركة خاصة بمهمة الحراسة، بينما يدل مؤشر المجهودات بالمستشفى على تزايد في عدد الوافدين عليه، إذ بلغ عدد المرضى الوافدين على قسم المستعجلات 33655 مريضا سنة 2012، ووصل عدد الولادات القيصرية 1143 مقابل 924 سنة 2011، بينما أجريت بالمستشفى 9072 عملية جراحية سنة 2012، مقابل 9054 سنة 2011.وتجاوز عدد الولادات 8080 سنة 2012 مقابل 7759 ولادة سنة 2011، بينما بلغت عدد الأيام الاستشفائية خلال السنة الماضية 77798 يوما مقابل 76135 يوما سنة 2011. فضائح مستشفى جهويعرف مستشفى الحسن الثاني بسطات مجموعة من الفضائح، وأضحى المواطنون يعتبرون ما يجري داخل أسواره، وما يعرفه من اختلالات أمرا طبيعيا، سيما في ظل صمت المسؤولين أحيانا أو اكتفائهم باتخاذ عقوبات " خفيفة"، لكن فضائح نهاية الأسبوع الماضي، وما قبله تتطلب من الساهرين على الشأن الصحي التوقف عن "رفع شعارات" لا جدوى منها في ظل واقع مرير.شهد مستشفى الحسن الثاني بسطات، قبل أسبوعين، حدثين يشكلان وصمة عار في جبين القطاع، إذ وقعت حادثة سير بالطريق السيار بين منطقتي أولاد عبو وصخور الرحامنة، تسببت في إصابة أزيد من 17 مواطنا بجروح متفاوتة الخطورة، استدعت نقل بعضهم إلى قسم المستعجلات، لكن بخيبة أمل وحسرة كثيرة على وجود جهاز "سكانير" في حالة عطب تقني، منذ الشهر الماضي، ما عجل بنقل المصابين الى المستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء. ويتمثل الحدث الثاني في إلقاء عناصر الشرطة القضائية بالمدينة القبض على مسؤول بجمعية الأعمال الاجتماعية للأطر الطبية بسطات والكاتب العام لمعهد تكوين الأطر الصحية بمستشفى الحسن الثاني، متلبسا بتلقي رشوة من تاجر داخل مقهى المستشفى، مقابل حصوله على صفقة كراء دكان يوجد بمحاذاة مقهى المستشفى.ولم تتوقف فضائح المستشفى وعدد من العاملين به، إذ عرت واقعة مصحة خاصة بالمدينة واقعا مريرا يعرفه قطاع الصحة بجهة الشاوية ورديغة وعددا من مناطق المملكة، إذ تجري تحريات وتحقيقات بخصوص إصابة امرأتين بشلل شبه كلي مباشرة بعد دخولهما إلى المصحة من أجل الولادة. ويعتبر أهالي الضحيتين أن "تخديرا فاسدا" كان سببا مباشرا في إصابة المرأنين، ونقلهما إلى مصحة أخرى بالبيضاء، ومنها الى المستشفى الجامعي، حيث مازالتا ترقدان به، وتبين أن طبيبي التخدير اللذين أشرفا على توليد امرأتين يعملان بمستشفى الحسن الثاني بعاصمة الشاوية، ومازال ملفهما معروضا على المجلس التأديبي لاتخاذ التدابير الإدارية في حقهما، بينما نظم عشرات المواطنين أخيرا وقفة احتجاجية للتنديد بواقعة المصحة.وقبل ذلك، شكلت صورة تداولتها مجموعة من المواقع الاجتماعية صفعة قوية للمستشفى، سيما أن امرأة وضعت مولودها داخل سيارة أجرة، وأخرى اضطرت للوضع فوق سرير بالمستشفى لوحدها، بعدما امتنع بعض أصحاب البذلة البيضاء عن توليدها، قبل أن ترتفع أصوات الاحتجاجات وأدت إلى الاعتناء شيئا ما بالأم وبمولودها. صورة قاتمة في الداخلفاطمة ومثيلاتها من النساء والرجال الوافدين على المستشفى يتحسرون على واقع وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاقتراب منه، بينما ترى خديجة أن "الفقر والحاجة سببان مباشران لزيارتنا المستشفى"، وتتكلم بحزن وأسى عن معاناة لاتنتهي، فضل العربي، رجل في الخمسينات من عمره أن يقاطعها، ويشهر مجموعة من الوثائق، ويتكلم بصوت يغلب عليه طابع "الحكرة"، ويرغب في إبلاغ صوته إلى من يعنيهم الأمر، بينما التمس مواطن آخر زيارة ملكية للوقوف ميدانيا على معاناة "الفقراء والمعوزين".وتحلقت فاطمة وخديجة والعربي، واعتبروا حضور "الصباح" إلى المستشفى مناسبة لإبلاغ صوتهم إلى الجهات المعنية. وأشارت ربيعة، مواطنة في عقدها الثالث، يبدو من خلال ملامحها أنها تتوفر على مستوى تعليمي أو ثقافي عال، (أشارت) إلى مظهر خارجي للمستشفى، جدران حديثة الطلاء بالصباغة، ونظافة خارجية تعطي انطباعا بوجود استقبال وخدمات في المستوى المطلوب، لكن "واقع الحال غير ذلك، وسرعان ما يخيب ظن المريض والمرافق له مجرد ما تطأ أقدامهما أول مصلحة يبحثان عنها، وتبدأ رحلة معاناتهما". مصالح طبية مع وقف التنفيذتعرف جل المصالح الطبية بالمستشفى مشاكل، وتتسبب في معاناة للوافدين عليها، وتأتي مصلحة الولادة والطفل على رأسها، إذ يتحدث عنها المرضى بحسرة، ويقول حسن، موظف بإحدى الإدارات بتراب الاقليم، إن "معاملة متفاوتة بين النساء الحوامل، وتختلف من صفر نجمة الى خمسة نجوم حسب المستوى الاجتماعي للنساء الحوامل ومحل سكناهم"، مضيفا أن فترة الليل تعد "استثناء" إذ يعمد بعض العاملين في بعض الأحيان إلى إغلاق الباب غير آبهين بحياة المواطنين، ويضطر الوافدون إلى طرقه لساعات طويلة، بينما فضلت أمينة، امرأة وضعت مولودها الثاني بالمستشفى، الحديث عن "غياب شبه كلي لنظافة المراحيض"، وأشارت بيدها إلى "زجاج نوافذ مكسرة لم يتمكن المسؤولون من إصلاحها"، قبل أن تطرح "علامات استفهام عن صحتها وصحة مولودها داخل مستشفى يفترض فيه تقديم العلاج للمرضى".ويحتاج قسم المستعجلات إلى "علاج ووصفة طبية عاجلة"، إذ يعرف نقصا في موارده البشرية، ويعمل به ثلاثة ممرضين وطبيبان مختصان في المستعجلات، ويستقبل عددا مهما من الحالات خلال اليوم الواحد من إقليمي سطات وبرشيد ومناطق أخرى، بالإضافة إلى قلة التجهيزات، بينما تتوفر مصلحة الفحص بالأشعة على بناية حديثة، لكن بآليات في عطب شبه دائم، خصوصا جهاز "سكانير" الموجود في "عطلة" شبه موسمية، ما يتسبب للمرضى في مشاكل تجعل الكثير منهم يلجؤون الى القطاع الخاص.تختلف حالات المرضى، وتختلف قصص معاناتهم. محمد مواطن يتحدر من أولاد البوزيري، له حكاية طويلة مع قسم الجراحة، حيث رابض بالمسشفى لأيام مكنته من الحصول على موعد يمتد لشهور لإجراء عملية جراحية لزوجته، بينما تحدث مواطن آخر عن إغلاق تاريخ المواعد بدعوى اقتراب العطل السنوية للأطباء. مستشفى في قفص "الاتهام"يعتبر عدد من المواطنين أن مستشفى الحسن الثاني بسطات يعد مرتعا للحملات الانتخابية لمستشارين ورؤساء جماعات، فضلا عن تنامي "ظاهرة" المحسوبية و"الانتقائية" في التعامل مع الوافدين عليه، وتحدث بعضهم عن وجود "سماسرة" يرابضون طيلة اليوم بمقهى المستشفى، يبحثون عن مريض يعتبرونه "ضحية"، ما يتطلب اتخاذ تدابير وإجراءات تمكن من التعامل مع المواطنين بمبدأ المساواة بعيدا عن حسابات ضيقة. سليمان الزياني (سطات)

268 سريرا لمرضى برشيد وسطات وخريبكة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأزهر ينتصر لـ"التظاهر السلمي"

طالبة مهندسة ملكة جمال حب الملوك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات