الأولى
حين يخيرك الوطن بين الموت غرقا أو تحت الردم
أوراش البناء غير المؤمنة تزهق سنويا أرواح ما يعادل سكان مدينة صغيرة
أفظع من الموت، أن تلفظ أنفاسك الأخيرة وسط بركة آسنة من المياه العادمة. وأقوى من القدر نفسه أن تدثر بالأوساخ والقاذورات لأن الوطن لم يعد يحمل لأبنائه غير القتل المدنس بالوحل، بعد أن أدار وجهه، منذ سنوات، قبلة أولويات أخرى هي الأهم بالنسبة إليه من كرامة شاب يحفر قبره من عجين الواد الحار.
إنه الموت «المقدد» أن يتعقبنا في الحواري والأزقة والطرق السيارة وأوراش العمل، وتحت سقوف المنازل الآلية للسقوط على رؤوسنا، ووسط لهيب الحرائق في المصانع