مغاربة إسبانيا في ارتفاع رغم الأزمة

لأوضاع الاقتصادية في تدهور والمهاجرون أبرز المتضررين مهاجرون مغاربة يعودون، آخرون يعبرون المضيق في اتجاه الشمال، إسبان يسلكون منحى معاكسا للهجرة، وأرقام تلو الأخرى تعكس الوضعية الصعبة التي تعيشها الجارة الشمالية، هذا في الوقت الذي يصر فيه وزيرها للشؤون الاقتصادية، لويس دي غويندوس، على تبني لغة وردية متفائلة بتغير إيجابي قريب للأوضاع الاقتصادية. ففي آخر المعطيات المتعلقة بالوضعية الاقتصادية في الجارة الشمالية، تشير الأرقام إلى انكماش الاقتصاد الإسباني بفعل تأثير الديون السيادية على منطقة الأورو ، إذ تراجع الناتج المحلي الإجمالي بناقص 2 في المائة خلال الربع الأول من السنة الجارية، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، بينما كانت نسبة الانكماش المسجلة في 2012 في حدود ناقص 0.8 في المائة.وفي تعليقه على الوضعية، اكتفى غويندوس بالتأكيد أن حالة الركود التي تعيشها بلاده بدأت تتباطأ في اتجاه أن تعرف الوضعية الاقتصادية استقرارا أكبر، بينما التأكيدات مستمرة على ضرورة الاستمرار في إجراءات التقشف، التي يعتبر المهاجرون من أبرز الفئات المعنية بها. وتتجسد إجراءات التقشف التي تطول المهاجرين أساسا في التعويضات عن البطالة والضمان الاجتماعي، وهي المؤشرات التي أضحت الأرقام المتعلقة بها تشير إلى تراجع مضطرد في أعداد المغاربة المنخرطين في الضمان الاجتماعي، رغم تصدرهم قائمة المهاجرين المستفيدين من خدمات الصندوق بحوالي 190 ألف عامل منخرط إلى حدود نهاية مارس الماضي، هذا في الوقت الذي وصلت فيه مؤشرات البطالة إلى أعلى مستوياتها بين المهاجرين المغاربة بنسبة تخطت النصف، بحوالي 280 ألف عاطل مغربي مع نهاية 2012، وهو الرقم الذي يظل، حسب جهات غير رسمية، أقل من الرقم الحقيقي لعدد العاطلين، المقدر في 60 في المائة، حسب معطيات لجمعية أصدقاء الشعب المغربي أوردتها الصحافة الإسبانية، التي اعتبرت أن الأسر المغربية تعيش أوضاعا صعبة، تدفعها إلى انفصال أفرادها عن رب الأسرة والعودة إلى المغرب، فيما يظل الوالد في إسبانيا للعمل مقتسما السكن مع مواطن إسباني.رغم المؤشرات السلبية المتوالية التي لا تشير إلى تحسن قريب في الأوضاع الاقتصادية في إسبانيا، وحالات العودة التي ترصدها القنوات ووسائل الإعلام الإسبانية لمهاجرين دفعتهم الظروف السيئة إلى حمل حقائبهم والعودة إلى أرض الوطن، إلا أن الأرقام الرسمية الإسبانية لعدد المهاجرين المغاربة المقيمين فوق التراب الإسباني، تشير إلى ارتفاعهم السنة الماضية بنسبة 4.13 في المائة مقارنة مع 2011، وهو الرقم الذي يظل الأعلى مقارنة مع باقي الجنسيات المقيمة في إسبانيا، القادمة من دول غير أوربية، ليصل عددهم إلى حوالي 869 ألف مهاجر مع نهاية دجنبر الماضي. مفارقة غريبة تدفع إلى التساؤل: قطران الناس أم عسل بلادي؟!صفاء النوينو

مغاربة إسبانيا في ارتفاع رغم الأزمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعادة التحقيق في ملف سرقة الرضع بالناظور

كمين يوقع دركيين بالبيضاء متلبسين بالارتشاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات