مطالب بتقديم المسؤولين إلى العدالة بتهم النصب والاختلاس واستغلال النفوذ حاصرت أمواج المحاسبة مسؤولي البيضاء، إذ لم تتردد منتديات حقوقية وجمعيات حماية المال العام في المطالبة بتقديمهم للعدالة بتهم النصب والاختلاس واستغلال النفوذ، والقطع مع الفساد والرشوة وسياسة الريع والصفقات المشبوهة وإسناد التدبير لنخب فاسدة وانتهازية. ودعت الأمانة العامة للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام، إلى الضرب بحزم على كل المسؤولين عن هذه الكارثة وتقديمهم للعدالة وتعويض كل المتضررين في إطار قواعد المسؤولية التقصيرية. وكشف بلاغ للمنتدى المذكور استياء واستنكار أعضائه مشاهد البرك المائية التي غرقت فيها البيضاء، بشكل أبان عن هشاشة البنية التحتية، مسجلا ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة المنصوص عليه في الدستور، محملا مسؤولية ما وقع للشركة صاحبة التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء ومجلس المدينة، باعتباره واضع دفتر التحملات، خاصة في ما يتعلق بأماكن صرف مياه الأمطار ومدى انسيابها. وتعهدت الأمانة العامة للمنتدى بعدم التواني في فضح المفسدين وناهبي المال العام وخارقي حقوق الإنسان، من منطلق يقين أعضاء المنتدى بأن التغيير يبدأ من الذات ومن تعرية الواقع والنضال من أجل تحقيق الحكامة والشفافية. ومن جهته، كتب محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن "ساعات من الأمطار التي أغرقت المدينة"، كشفت عورة المسؤولين عن تدبير أمورها، وعرت الوجه القبيح للفساد والرشوة والصفقات النتنة، وأزاحت الماكياج عن وجوههم، وفضحت شعاراتهم حول الحكامة والشفافية. وتابع الغلوسي "لا أدري ما إذا كان هذا المنظر القبيح والذي كشف هراء شعاراتهم حول التنمية المفترى عليها أمام كاميرات العالم قد جعل مسؤولينا يشعرون قليلا بالخجل أمام هذه الفضيحة بكل المقاييس، والتي تتكرر في كل مرة أجادت بها السماء علينا بقليل من الأمطار"، مضيفا أن "الفساد والرشوة وسياسة الريع والصفقات المشبوهة وإسناد التدبير لنخب فاسدة وانتهازية، هي التي جعلت البيضاء تغرق في الماء وسط ذهول الجميع"، و"لا بد من ربط المسؤولية بالمحاسبة والقطع مع الإفلات من العقاب، فالفساد والجشع حولا مدننا إلى جحيم وجعلا الحياة فيها تختنق، فكفى فسادا وهدرا للمال العام". وردت الشركة صاحبة التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء بأن الأمطار المتساقطة، بحر الأسبوع الجاري، سجلت أرقاما قياسية، حيث شهدت عدة أحياء بالدار البيضاء تساقطات قوية واستثنائية، موضحة في منشور على صفحتها الرسمية على "فيسوك" أن معدل التساقطات بالبيضاء بلغ 33,7 ميليمترا مع تسجيل 53 ميليمترا، حدا أقصى في بعض المناطق، ومؤكدة أن فرقها متمركزة ميدانيا للقيام بالتدخلات اللازمة، وضمان التعبئة المتواصلة. ياسين قُطيب