مهاجرون سريون تحولوا إلى مجرمين

موقوفون اخترقوا الأنظمة المعلوماتية وآخرون تفننوا في الاحتيال توالت عمليات تفكيك عصابات إجرامية، أبطالها مهاجرون يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما أصبح يؤرق مصالح الأمن بعدد من المدن الكبرى، بعدما كشفت الأبحاث الأمنية والقضائية في العديد من الملفات المعروضة على القضاء، اعتماد الموقوفين على طرق جديدة في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ما دفع بعناصر الشرطة إلى تبني الحزم في معالجة مثل هذه الملفات.ودفعت التطورات الأخيرة المصالح الولائية للشرطة القضائية بعدد من المدن الكبرى، إلى إحداث فرق خاصة بالتحقيق مع المهاجرين الأفارقة، تتوفر على دراية باللغات الفرنسية والانجليزية والإسبانية، وبات دور عناصر الدوائر الأمنية ومصالح الأمن العمومي، يقتصر دورها على عملية الإيقاف والحجز والتفتيش، بينما تتكلف فرق المهاجرين بالبحث والتحقيق في التهم الموجهة إليهم.وأظهرت العديد من الملفات مشاكل تعترض عناصر الضابطة القضائية في الوصول إلى الحقائق الكاملة في الجرائم المرتكبة، خصوصا حينما يلتجئ المهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء في الحديث بلهجاتهم المحلية، وهو ما يصعب على رجال الشرطة القضائية التواصل معهم.ويلجأ محققون في بعض الأحيان إلى مهاجرين ينتمون إلى بلدانهم، قصد ترجمة محتويات اللهجات المتداولة، التي يلتجئ إليها الموقوفون في مثل هذه القضايا قصد التمويه على عناصر الضابطة القضائية.وأثبتت الجرائم التي شهدتها مدن الرباط وسلا وطنجة والدارالبيضاء ووجدة والناظور وتطوان...، مدى خطورتها، وخصوصا في طريقة التنفيذ، وباتت الجلسات اليومية لمحاكم هذه المدن، لا تخلو من متابعين أفارقة، في قضايا تتعلق بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والاتجار في المخدرات الصلبة والكحول ...لكن ما حير عناصر الأمن في الشهور الأخيرة، وخصوصا بالرباط، هو اختراق بعض الأفارقة أنظمة معلوماتية بنكية عن طريق الولوج إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، والاستحواذ على حوالات مالية في ملكية زبناء المؤسسات المالية، وهو ما كبد مؤسسات التحويلات المالية خسائر مالية كبيرة.ويعتمد الموقوفون إلى اختراق الأنظمة المعلوماتية البنكية على تزوير القن السري الخاص بالحوالة، كما كشفت الأبحاث الأمنية اعتمادهم على وثائق مزورة واستعمالها. وتضمنت الكثير من الملفات المعروضة على القضاء حالات اعتداء على رجال الأمن أثناء مداهمتهم للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، وحجزت مصالح الشرطة في الكثير من المداهمات أسلحة بيضاء، ما أصبح يفرض يقظة عناصر الأمن، قبل مباشرة التدخلات الأمنية.وما يؤرق مصالح الأمن في المدن الكبرى أيضا، هو أن الأحكام القضائية بالترحيل والتي تصدر في حق المتورطين الأفارقة بعد الانتهاء من قضاء عقوباتهم الحبسية، لا تنفذ على الوجه الصحيح، إذ غالبا ما يتم ترحيل الموقوفين إلى خارج الحدود الشرقية لوجدة، ما يسهل عليهم العودة إلى المدن الكبرى، ومباشرة نشاطهم من جديد في الاتجار بالممنوعات، ويفرض القانون على عناصر الشرطة إيقافهم من جديد وإحالتهم على المحاكم المختصة. عبد الحليم لعريبي

مهاجرون سريون تحولوا إلى مجرمين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتح وبركان لا يرحمان

"التحكيم الملكي" يمهد لنسخة ثانية من الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات