نقطة المراقبة تغضب طالبا جيبوتيا اعتدى على أستاذه بفاس

اعتقل بالمركز الحدودي "جوج بغال" ويحاكم منذ أسابيع والخبرة الطبية ستحدد مصيره بعد فصله عن الدراسة بكلية العلوم سيكون بعد غد (الخميس)، حاسما في مسار محاكمة طالب جيبوتي على خلفية اعتدائه بالسلاح الأبيض على أستاذ بكلية العلوم ظهر المهراز بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، إذ سيتحدد ما إذا كان سيحال على غرفة الجنايات الابتدائية، المرهون بنتائج الخبرة الطبية المجراة على الأستاذ، ليبقى مستقبل هذا الطالب معلقا بعدما فصل من الدراسة ردا على فعل طائش منه. 7 سنوات قضاها في الدراسة الجامعية متنقلا بين كليتي العلوم بمكناس وفاس، لكنها ذهبت أدراج الرياح نتيجة فعل غير محسوب العواقب، ردا على نقطة لم ترض الطالب وحاول الأستاذ عبثا فسح المجال أمامه لتصحيح ورقته وفق سلم التنقيط المعمول به، دون أن يدري أن هذا التساهل يجلب له الويلات ويجعله ضحية اعتداء بالسلاح الأبيض داخل مكتبه.وأمرت المحكمة الابتدائية بفاس، زوال الخميس الماضي، بإجراء خبرة طبية على الضحية الحسين تيسير أستاذ الفيزياء، في انتظار الجلسة المقبلة لمحاكمة المعتدي عليه، إسماعيل كوساح موسى، الطالب الجيبوتي في السنة الثانية ماستر فيزياء، الذي بدا طيلة أطوار محاكمته منكسرا وقد ندم على ما فعلت يداه في حالة غضب شديد كان يمكن تدارك تبعاتها.وحدد القاضي عبد الرفيع الحسوني، الطبيب المختص المعهود له بالقيام بهذه الخبرة الطبية، لتحديد ما إذا كانت الأستاذ أصيب بعاهة مستديمة، وإعداد تقرير مفصل بالعربية حول نتائج الفحص الطبي الذي سيخضع إليه الأستاذ المطالب ب700 درهم قيمة الخبرة، داخل أجل 3 أيام تحت طائلة الإبطال، مع الإبقاء على الطالب رهن الاعتقال.وكانت المحكمة حجزت الملف رقم 895/13، المتابع فيه الطالب الجيبوتي المذكور، بتهم التهديد والضرب والجرح بالسلاح الأبيض، للتأمل بعدما استمع عبد الرفيع الحسوني القاضي المكلف بالبت فيه، إلى مرافعات النيابة العامة ودفاع الطرف المدني والمتهم الذي سبق الاستماع إليه في جلسة سابقة شأنه شأن الأستاذ، وموظف ب"راديف" طالب ماستر شاهد فيه. وقال الشاهد الوحيد في هذا الملف، إنه بعد سماع صراخ أستاذه وعودته، وجد الضحية ساقطا على مكتبه والدم ينزف من رأسه، نافيا أن يكون شاهد عملية الضرب، قبل أن يخرج زميله الذي حاول العودة قبل أن يصده، وتلفظه بجملة "خليني نرجع راه ضيعني"، ما أنكره المتهم مبررا محاولة العودة بحمل حاسوبه الذي كان ما زال على كرسي. مليون درهم، هو قيمة التعويض المدني الذي التمسه دفاع الأستاذ الذي ما زال لا يزاول عمله لحيازته شهادة طبية تثبت مدة العجز في 90 يوما، وحضر جلسة المرافعات مؤازرا من بعض زملائه وممثلي ومسؤولي نقابة التعليم العالي، على غرار جلسات سابقة منذ إيقاف المتهم لما كان يهم بمغادرة التراب الوطني عبر المركز الحدودي "جوج بغال" بوجدة. تأتي هذه المطالب بعدما كان الدفاع التمس درهما مؤقتا في جلسة سابقة، ورفض الأستاذ تدخلات دفاع المتهم للصلح ولو مقابل مبلغ مالي مغر، بينما جدد محامي الأستاذ، ملتمسين القاضيين بإجراء خبرة طبية على الضحية لمعرفة ما إذا أصيب بعاهة مستديمة، والدفع بعدم الاختصاص النوعي للبت في الملف والقول بوجود محاولة قتل مع سبق إصرار وترصد.وهما الملتمسان اللذان قررت الهيأة ضمهما إلى الموضوع، فيما قال الدفاع في مرافعته إن النية الإجرامية قائمة في النازلة، بدليل توجيه عدة طعنات اعترف ب3 منها والتهديد عبر رسالة إلكترونية بالتلويح باتخاذ قرار انتقامي إن لم يراجع النقطة الممنوحة له، قبل أن يطعنه في مواقع حساسة وقاتلة، بعد 10 أيام من التهديد، و"لولا تدخل زميله لقتله".وقال محامي الطرف المدني، إن عملية الاعتداء مدبرة، خاصة بعدما فر محاولا مغادرة التراب الوطني، قائلا "ما كنت أن نصل إلى هذا المستوى من العنف بين الطالب وأستاذه"، ف"القضية ليست عنفا عاديا، أمام غياب احترام الطالب لأستاذه"، "إنها كارثة"، ملتمسا القول بأن ما قام به المتهم، محاولة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، وإدانته.ورأى بهاء الدين بناني، ممثل النيابة العامة، في مرافعته، أنه من خلال دراسة معطيات الملف، فالأمر "لا يعدو أن يكون مجرد ضرب وجرح" و"ليس محاولة قتل" في غياب القصد الجنائي ونية إزهاق الروح "غير الموجودة"، و"الدفع بعدم الاختصاص غير وارد"، دون أن يمانع في عرض الضحية على خبرة طبية لتحديد خطورة الإصابات.واستدرك قائلا "الواقعة تكتسي مجرد ضرب وجرحن لكنه خطير بالنظر إلى مكان وطبيعة الاعتداء ومكانه والشخص المعتدي والمعتدى عليه"، فالأمر "يتعلق بطالب مفروض أن يتصف بالسلوك الحسن ويبتعد عن مثل هذه السلوكيات، واصفا الفعل ب"المشين" و"الخطير" في حق أستاذ بسبب قيامه بعمله، متحدثا عن اعتداء خطير لوقوعه داخل الحرم الجامعي ومكتب الأستاذ.واستحضر بهاء الدين، وهو يرافع في الملف، ما تتحدث عنه وسائل الإعلام من استفحال للعنف المدرسي، من قبل أطفال يافعين قد لا يقدرون خطورة الأفعال، عكس ما عليه الأمر بالنسبة إلى هذا الطالب الذي قال إنه "تحدى بشكل سافر كل الضوابط حتى ولو افترضنا أن الأستاذ أخطأ في حقه"، لأنه "لا يمكن أن نعالج خطأ بجريمة بشعة من هذا الحجم". واستحب تعامل الأستاذ مع الطالب ودعوته إلى مكتبه لمناقشة النقطة، متحدثا عن خطورة الفعل الجرمي، ملتمسا أن تصدر المحكمة "الحكم العادل الذي يحقق الأهداف المتوخاة من العقوبة في جانبها المتعلق بالردع العام والخاص للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأفعال أو استفحالها"، فيما استحضر دفاع المتهم، في مرافعته، العلاقات المتينة بين المغرب ودجيبوتي. وقال "نجدد اعتذارنا كدفاع وعائلة المتهم، للأستاذ"، و"هذا طالب حضر إلى مدينتنا لطلب العلم، وهو الآن طالب لعفو ومغفرة أستاذه"، مؤكدا أن ليس هناك أي عقوبة أكثر من عذاب الضمير، ملتمسا حسن العلاقة بين البلدين، وأن "التسامح فعل متجدر لدينا"، ومراعاة ظروف الطالب الذي قضى 7 سنوات بين ظهرانينا ويستحق أن نسامحه على فعل ارتكبه في لحظة غضب. وقال إن هذا التصرف جاء عن غضب وليس نية خبيثة، ملتمسا رد ملتمس عدم الاختصاص، كما الرسالة التي قال إن ليس بها أي تهديد، بل "مجرد رسالة من طالب إلى أستاذه". وأشار إلى أن المتهم إنسان يمكن أن يخطئ كما باقي البشر، ملتمسا القول ببراءته، فيما رد دفاع الضحية أن المتهم "جا عوال" و"حامل للسلاح"، و"لولا الشاهد لقتله". حميد الأبيض (فاس)

نقطة المراقبة تغضب طالبا جيبوتيا اعتدى على أستاذه بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتح وبركان لا يرحمان

"التحكيم الملكي" يمهد لنسخة ثانية من الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات