بلعربي: لم يكن هناك حوار بل لقاءات لاحتوائنا

قال إن على المستفيدين أن يقدموا تضحيات مراعاة للظرفية الاقتصادية الظرفية الاقتصادية الدقيقة ومطالب النقابات غير التعجيزية وتحايل الحكومة لربح الوقت والالتفاف على المطالب، هذه أهم النقط التي تطرق إليها علال بلعربي، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في حوار له مع «الصباح» بمناسبة عيد الشغل. في أي ظرفية تحتفلون هذه السنة بفاتح ماي؟ نحتفل بفاتح ماي لهذه السنة في ظروف دقيقة جدا تحتاج إلى حوار جدي ومسؤول ومثمر ومنتج، تستدعي منا إعمال عقلنا الوطني الجماعي لتجاوز كافة المشاكل التي يعيشها المغرب، على جميع المستويات. الأول يتعلق بضرورة تحصين الوحدة الوطنية في أبعادها الإنسانية والترابية والثقافية والحضارية، وهذا الأمر يتطلب تعبئة وطنية شاملة شعبية لمواجهة خصوم وحدتنا الترابية، وهو ما يتطلب إقرار الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمادية والثقافية بأقاليمنا الجنوبية، وفي كافة المناطق المغربية، بغاية تقوية الجبهة الداخلية وتحقيق المواطنة الكاملة. هذا انشغالنا الأول أما الثاني فيتعلق بالمطالب المادية والاجتماعية والمهنية للشغيلة والأمر يستدعي فتح حوار منتج بغاية التداول في كافة القضايا. لكن أنتم من رفض الحوار؟لم نرفضه، بل طالبنا به كما طالبنا باحترام الحريات والحوار الاجتماعي، لكن مع الأسف منذ تنصيب الحكومة الحالية لم يكن هناك حوار، بل مجرد لقاءات الغاية الأساسية منها هي الاحتواء، والتحايل وربح الوقت وانعدام الرؤية.وهي نفسها المؤاخذات التي سبق أن وجهتموها إلى الحكومات السابقة؟لا أبدا، ليس بهذا الشكل، في عهد الحكومة السابقة كان هناك نقاش وحوار منتج، ومنه اتفاق 26 أبريل 2011، والحكومة الحالية لم تطبق منه الكثير، إذ أن هناك خمس نقط عالقا هي مطلب إحداث الدرجة الجديدة بالنسبة إلى الموظفين وملاءمة الحد الأدنى للأجور والحد الأدنى للأجر الفلاحي المضمون، وحذف الفصل 288 من المسطرة الجنائية والتعويض عن المناطق النائية والصعبة ومراجعة القوانين المنظمة للانتخابات المهنية. إذن في عهد الحكومات السابقة كان هناك حوار، وكان هناك تعثر أيضا، لكن كانت هناك نتائج، أما الحكومة الحالية فلم تنفذ الاتفاقيات السابقة، ولم تطرح بعد الحوار في مضمونه الحقيقي الذي يهم عالم الشغل. نريد حوارا ثلاثيا، للتداول في كل القضايا الشغل التي تهم الاقتصاد الوطني والباطرونا والطبقة العاملة ومطالبها بغاية إيجاد ميثاق اجتماعي في أفق تحقيق تعاقدات كبرى، لأن المغرب في حاجة إلى الحوار ومعالجة القضايا الاجتماعية الكبرى والتوترات المطروحة، إذ أن هناك احتقانا اجتماعيا والوسيلة الأنجع لمعالجة كل القضايا هو الحوار، لكن الحكومة لا تحاول ذلك، بل تحاول ربح الوقت وتلتف على المطالب. ألستم تصعدون ضد الحكومة الحالية لأن رئيسها ذو مرجعية مخالفة؟أبدا، هذه مسألة يجب توضيحها، فنحن ننتقد الحكومة كما انتقدنا الحكومات السابقة، وكما انتقدنا حكومة عبد الرحمان اليوسفي، في الوقت الذي كنا مجموعين في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بل إننا ننتقد الحكومة من حيث أدائها وسياساتها العمومية، وإصلاح القطاعات والإصلاحات الكبرى ومحاربة الفساد والاستبداد وهو شعار رفعته هي نفسها، كما نسائلها عن تصوراتها للمسألة الاجتماعية والاقتصادية، لأن الحكومة مطالبة بإعطائنا حصيلة، أو كيف تفكر في قضايا المغرب، وتوضيح رؤيتها إلى الأمر. أما ما يتعلق باليسار والإسلاميين، فهذا مجرد كلام، لأن فشل الحكومة هو فشل للمغرب، وهو مضيعة لزمن المغاربة. نريد للحكومة النجاح لأنه نجاح للمغاربة. فنجاحها يعني توفر سرير في المستشفى ومقعد في المدرسة ومنصب شغل وخلق ثروة. أما الحديث عن «العفاريت» و»التماسيح» فهذه مقاربات أو خطاب غير مجد للمغرب. طيب ما التنازلات التي قدمتها النقابات مراعاة للظرفية الاقتصادية الدقيقة التي تمر منها البلاد؟منذ القديم والطبقة العاملة تضحي، والذين يجب أن يقدموا اليوم تنازلات هم أولئك الذين استفادوا، ومع ذلك لم نطرح مطالب تعجيزية، بل راعينا الظرفية الاقتصادية والاجتماعية التي تمر منها البلاد، والأزمة الدولية التي سترخي بظلالها بكل تأكيد على المغرب، لكن بالمقابل هناك أناس آن الأوان أن يقدموا تنازلات وتضحيات، لأنهم استفادوا، وهنا نطرح الضريبة على الثروة، والتوزيع العادل للثروة ووضع حد للتفاوتات الاجتماعية والمجالية، ولكن يجب أن يكون هناك حوار قوي يرقى إلى مستوى هذه التحولات التي نعيشها على كافة المستويات. أجرت الحوار: ض. ز

بلعربي: لم يكن هناك حوار بل لقاءات لاحتوائنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمن يحبط مخططا لتعميم الشغب في العيون

الأزمي: سنفعل توصيات المناظرة في قانون المالية المقبل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات