إسلاميون صنفوا النساء بين سافرات ومحجبات ومنقبات

صرخة نجدة من تونسيات وليبيات ومصريات إلى الحركة النسائية المغربية «استنجد غريق بغريق»، يليق هذا المثل كثيرا بنداء النجدة الذي أطلقته التونسيات والليبيات والمصريات إلى نساء الحركة النسائية المغربية ليشددن أزرهن في محنة «دولة الشريعة بمصر»، ودولة «الخلافة ضامن حقوق النساء» بتونس، ودولة «طالبان» في ليبيا، خلال فعاليات الندوة الدولية حول «الحقوق الإنسانية للنساء: أي آفاق سياسية في بلدان الربيع وعموم المنطقة؟» التي نظمتها، أمس (الجمعة) واليوم (السبت)، فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة. ووجهت التدخلات المقبلة من بلدان «الثورة» على الطريقة السلفية، اللوم مباشرة إلى الفكر الوهابي الذي أتى على يابس خلفته الأنظمة الاستبدادية السابقة وأخضر انتظرته الشعوب من ثوراتها، قبل أن تتبدد سحب هذه الثورات التي سال فيها الكثير من الدماء، ويظهر أنها، حسب المناضلة والأستاذة الجامعية التونسية أمال قرامي، مجرد «مشروع خليجي الجذور والمنبت»، يقسم النساء إلى ثلاث فئات «السافرات» و«المحجبات النهضويات» و«المنقبات السلفيات»، تضيف الأستاذة الجامعية، قبل أن تقول إن حياتها أصبحت في خطر وإن الحملة التي تشن على الحقوقيات التونسيات تضعهن أحيانا أمام أسئلة أطفالهن إن كن بالفعل «صهيونيات» أو «مبشرات مسيحيات» أو يهوديات، كما يواجه أزواجهن باللوم على تنازلهم على ما يسميه المتطرفون واجبهم التأديبي في حق الزوجة المناضلة. يحاول المناضل المصري إسلام البحيري أن يعطي لونا ورديا لما سمعه من شهادات صادمة على لسان المتدخلة التونسية، بما في ذلك تسجيل 600 حالة زواج عرفي في الجامعات، وإرسال مئات الفتيات في إطار ما سمي "نكاح الجهاد" والأمثلة كثيرة، كما تقول التونسية قبل أن تختم بالقول "صدق أو لا تصدق هي تونس اليوم". (يحاول) المتدخل المصري أن يخفف من هول المذابح التي تتعرض لها حقوق النساء في تونس، ليقول "الوضع أكثر سوداوية في مصر"، ويضيف مبررا "الأمية أكثر ارتفاعا والجهل أكثر انتشارا، وجاءت دولة الشريعة لتجهز على مكتسبات المصريات القليلة أصلا". وبما يشبه الغضب الصامت، يسترسل البحيري أن الإخوان المسلمين في مصر لجؤوا إلى التدليس لإقناع الشعب، "قالوا إن من ينتخبهم فهو ينتخب الله، ومن ينتخب غيرهم فهو ينتخب أعداء الله"، و"الفتوى هي القانون الوحيد الآن في مصر، بل أكثر من ذلك إن المرأة كانت أول المتضررين مما سمي بالثورة، الغريب أن ذلك بدأ من ساحة التحرير". البدء في دولة الشريعة كان بإلغاء قوانين سوزان (عقيلة مبارك)، وهي كل ما يتعلق بحقوق المرأة، بدءا من قانون كان يمنع ختان البنات، فصرخ الإخوان أن كل امرأة لم تخضع لعملية ختان، هي راغبة في ممارسة الجنس، في محاولة لتشويه سمعتها، خاصة أن مسألة الشرف قائمة بقوة في المجتمع المصري القروي على وجه الخصوص. وإن كانت نساء تونس يقاومن ولبس ذات حركة احتجاجية لباسا أبيض لمواجهة مد النقاب الأسود، وواجهت إحداهن سلفيين كانوا بصدد إنزال علم تونس ليرفرف مكانه علم القاعدة، فإنهن في مصر صدقن كذبة انتخاب الله، "كتبت لا تنتخبوا الله لأنه لم يدخل أي انتخابات"، لكن يضيف المصري، الإسلاميون لا يعتمدون على فكر معين لنواجههم بنخبتنا الفكرية، بل إنهم يلجؤون إلى عموميات، وإذا استمروا في مسك رقابنا فإننا في أكتوبر المقبل سنصل إلى النموذج الإيراني. وضع الليبيات أشبه كثيرا بما مرت به نساء أفغانستان، إذ أول أمر وجه إليهن بعد الثورة التي شاركن فيها ب"الروح والدم"، هو إلزامهن بارتداء النقاب، وتهديدهن بالقتل رجما، بل رميا بالرصاص. الصورة المظلمة كما رسمها المتدخلون المستنجدون، وضعت غريقات الحركة النسائية المغربية ومعهن السياسيون والباحثون الذين حضروا بكثافة اللقاء، أمام مسؤولية أكبر تتعدى مجرد "التفكير في استراتيجية إقليمية للدفاع عن حقوق النساء". ضحى زين الدين

إسلاميون صنفوا النساء بين سافرات ومحجبات ومنقبات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يربح "حرب الصياغة" بمجلس الأمن

متابعة رئيس جماعة بالإخلال بالاحترام الواجب للموتى

مقالات ذات صلة