معركة “الصياغة النهائية” للتوصية الأممية

اليازغي: على الدبلوماسية المغربية مواكبة الموقف الإيجابي لواشنطن بخصوص ملف الصحراء يواصل الدبلوماسيون المغاربة في نيويورك سباقا مع الزمن من أجل تنزيل الموقف الإيجابي لواشنطن على بنود توصية مجلس الأمن المتعلقة بالصحراء، والتي ينتظر أن يتم الانتهاء من صياغتها صبيحة اليوم (الخميس).وكشفت مصادر دبلوماسية مغربية لـ«الصباح» أن جهودا كبيرة تبذل من أجل أن تكون الصياغة النهائية للقرار المرتقب في صالح المغرب، في إشارة منها إلى تفاصيل أخرى لا تقل أهمية عن مسألة توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحد إلى الصحراء. في هذا السياق، نبه محمد اليازغي، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى ضرورة مواكبة الدبلوماسية المغربية للموقف الإيجابي لواشنطن بخصوص ملف الصحراء بسحبها للتوصية القاضية بتوسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء، مؤكدا أنه لم يحن الوقت بعد للكلام عن الإبطال التام للمسألة، مشددا على أهمية ترجمة هذا الموقف في صياغة التوصية النهائية لمجلس الأمن.واعتبر وزير الدولة الأسبق في تصريح لـ «الصباح» أنه لا يمكن الحديث في تفاصيل ما سيؤول إليه المطلب الأمريكي بخصوص مراقبة حقوق الإنسان خاصة أن هناك حديثا أمريكيا عن تكليف جهات مدنية مستقلة بهذه المسألة.وأوضح اليازغي أن المغرب حصل على الأهم في معركته الدبلوماسية الأخيرة بالحفاظ على إجماع دول مجموعة أصدقاء الصحراء حول مبدأ التوافق في معالجة كل جوانب الملف، بالإضافة إلى جمعه تسعة أصوات لصالحة من أصل 15 من الدول الأعضاء بمجلس الأمن سواء منها الدائمة أو غير الدائمة العضوية، لكن يبقى، بحسبه، على تمثيلية المغرب بمجلس الأمن أن تتعامل بالحرص المطلوب لكي لا يتضمن القرار، المنتظر اليوم (الخميس)، أي فقرة يمكن أن تمس بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. من جهته، أوضح إدريس لكريني، مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، أن الدرس الذي يجب على الدبلوماسية المغربية أن تستوعبه من تداعيات المقترح الأمريكي هو تعقد مسطرة اتخاذ القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر إلى تعدد المتدخلين فيه من جمعيات ولوبيات بالإضافة إلى التضارب أحيانا في المواقف بين أجهزة الإدارة الأمريكية.واستبعد أستاذ القانون العام بجامعة القاضي عياض أن تكون للمقترح الأمريكي أي خلفيات عدائية تجاه المغرب، مذكرا أن موقف واشنطن لم يكن معزولا، على اعتبار أنه جاء بناء على تقرير أممي في الموضوع، بالإضافة إلى تقرير مؤسسة «روبرت كينيدي» الذي أكد مدى الأهمية التي أصبحت تكتسيها منظمات المجتمع المدني في المجال الدبلوماسي، خاصة منها تلك العاملة في مجال حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة القطع مع المفهوم الكلاسيكي للدبلوماسي في التعامل مع الإدارة الأمريكية. كما عزا لكريني تراجع الإدارة الأمريكية عن مقترحها إلى دبلوماسية اللحظات الأخيرة من خلال تحرك مغربي مكثف في اتجاه عواصم الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، التي كان لها دور هام في تحويل مسار الموقف الأمريكي في اتجاه احترام سيادة المغرب على أراضيه، خاصة من جانب باريس التي أعلنت دعمها للرباط منذ الساعات الأولى للأزمة.واعتبر لكريني أن الجبهة الداخلية كان لها دورها الحاسم في التأكيد على أن مغربية الصحراء مطلب شعب بأكمله، وذلك بعد تحرك الأحزاب بكل أطيافها السياسية والجمعيات المدنية خاصة المنتمية إلى الأقاليم الجنوبية. كما أوضح لكريني أن المغرب نجح في التحسيس بمخاطر توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في منطقة تعج ببِؤر التوتر، خاصة في ظل التهديد الأمني الكبير لتنظيم القاعدة، الذي أظهرت قياداته نية واضحة للتمركز في منطقة الساحل والصحراء. ياسين قُطيب

معركة “الصياغة النهائية” للتوصية الأممية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فتاة ضمن عصابة بالبيضاء تستهدف سيارات النساء

تزوير توقيع قاض بسلا يكشف شبكة للتهجير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات