واشنطن تبلغ الملك تراجعها عن مقترحها حول الصحراء

التطور في الموقف الأمريكي وراءه الموقف الحازم لجلالة الملك علمت «الصباح»، من مصادر مطلعة، أن لقاء جمع مستشارا للملك مع قادة الأحزاب السياسية، أمس (الثلاثاء)، أبلغهم فيه أن مسؤولين بالإدارة الأمريكية اتصلوا بجلالة الملك محمد السادس، لإبلاغه قرار واشنطن التراجع رسميا عن موقفها بشأن مشروع توصيتها إلى مجلس الأمن حول توسيع صلاحيات بعثة «مينورسو» في الصحراء المغربية.وكشفت المصادر ذاتها أن الولايات المتحدة الأمريكية، بقرارها هذا، تكون قد غلبت منطق الصداقة التي تجمع بين البلدين على أي اعتبارات أخرى. وأرجعت المصادر ذاتها التطور الإيجابي في الموقف الأمريكي إلى الموقف الحازم لجلالة الملك وكافة مكونات الشعب المغربي في رفض أي تعديل في مهام البعثة الأممية وكذا إلى الإجماع الوطني الثابت بخصوص الوحدة الترابية.وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية لـ«الصباح» أن السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن اطلعت على مواقف دول أصدقاء الصحراء، التي أجمعت على رفض المشروع الأمريكي. ووفق المصادر نفسها، فإن أعضاء في «دول أصدقاء الصحراء»، أخبروا واشنطن أن المقترح يتعارض مع القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2044، والذي أشاد فيه بأهمية إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان وخلق مجالس جهوية له في الصحراء، علاوة على إشادة القرار نفسه باستقبال الرباط مقررين دوليين في مجال حقوق الإنسان.وأكدت المصادر نفسها أن توصية مجلس الأمن تخضع لمراحل قبل بلورتها نهائيا، وبالتالي «فإن المجلس الذي أشاد في قراره الأخير بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال حقوق الإنسان، لا يمكن أن يتبنى المسودة الأمريكية، لأنها تتعارض مع القرار نفسه». واستبعدت المصادر نفسها وجود موقف مسبق حيال قضية توسيع مهام «مينورسو» في الصحراء. أشارت المصادر إلى أن كل القرارات التي صدرت بشأن قضية الصحراء كانت بمقتضى إجماع وليس بالتصويت، بالنظر إلى أن أعضاء المجلس يعتبرون أن النزاع في الصحراء لا يمس الأمن والسلم العالميين.وحسب معلومات حصلت عليها "الصباح"، فإن المسودة الأمريكية تتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين المغرب و"بوليساريو" في نهاية دجنبر 1991، ذلك أن هذا الاتفاق يشير إلى وقف إطلاق النار وتشكيل بعثة أممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء، ما يفيد أن مهمة البعثة محصورة بموجبه، في حين أن تطورات الأحداث أفرزت فك الارتباط بين الجانب السياسي والعسكري للبعثة الأممية، إذ تكلفت الأخيرة بمراقبة احترام وقف إطلاق النار، بينما تكلف وسيط أممي بالمسار السياسي، من خلال الإشراف على مفاوضات مباشرة، بعد أن اتضحت استحالة مباشرة الاستفتاء.ووفق المصادر نفسها، فإن دول أصدقاء الصحراء، نبهت خلال اطلاعها على مسودة المشروع إلى ضرورة إعادة صياغة القرار، حتى يتسنى تمريره بالإجماع عوض الخوض في مسطرة التصويت، مشيرة إلى أن تزامن المسودة مع الإحاطة التي قدمها الوسيط الأممي، كريستوفر روس، إلى مجلس الأمن أول أمس (الاثنين)، وأشاد فيها بالتقدم الحاصل في المنطقة الجنوبية بعد زيارته إلى المنطقة والاطلاع على منجزاتها، شكل ورقة ضغط إضافية رابحة لصالح المغرب. إحسان الحافظي

واشنطن تبلغ الملك تراجعها عن مقترحها حول الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشاكل التوزيع تغيب "الصباح" عن الأكشاك

"البيجيدي" يضيق الخناق على مجلس جطو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات