الحق في المعلومة بين طنجة وبوسطن

مسؤولونا ينفون أشياء وقعت أمام الشهود ويؤكدون أشياء لم تقع قط لا شك أن المتصفح للجرائد الوطنية، خلال نهاية الأسبوع الذي ودعناه، وخاصة الخبر المتعلق بالعثور على حقيبة قرب ولاية طنجة قالت مصادر متصلة بالأمن إنها تحوي متفجرات، ستلتبس عليه العديد من الأمور، وسيقرأ معلومات متناقضة عن خبر واحد وقع في مكان وبلد واحد، وقد يصل إلى قناعة مفادها أن الصحف في هذا البلد «كتكتب لي بغات» ، خاصة أن بعضها تحدث عن العثور على حقيبة مليئة بالمتفجرات، في حين أن جرائد أخرى نفت العثور على الحقيبة أو على الأقل على المتفجرات.مقابل هذا اللبس في التوصل بالمعلومة الصحيحة، تابع المواطن نفسه تفجيرات بوسطن التي هزت الولايات المتحدة، إذ كان يطل، بين الفينة والأخرى، مسؤول على المواطنين أو الصحافيين، ليخبرهم عن عدد الضحايا ومجريات التحقيقات وهويات بعض المشتبه فيهم.وبثت العديد من القنوات شريط فيديو وثق العملية من بدايتها إلى نهايتها بعد أن توصلت به من المحققين، بل إن قنوات نقلت بشكل مباشر مطاردة عناصر الأمن للمشتبه فيهما، وإطلاق النار على أحدهما ومحاصرة الثاني.حادث بوسطن كبير، بالنظر إلى عدد القتلى والجرحى، لكن تواصل المسؤولين وتقديم معلومات للمواطن الأمريكي خفف من حدته وأشعر الأمريكيين أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وأن أمريكا قادرة على مواجهة الإرهاب مهما كان حجمه، كما أن نقل الوقائع ونشر الفيديوهات قوى المواطن الأمريكي وجعله قادرا على تحمل الحدث وأحداث أخرى مرتقبة، ولكن الأهم من هذا احتواء الموضوع ووقف الإشاعات.بالمقابل، فإن ما وقع في طنجة، حادث عاد في ظل الحديث عن الانفجارات الإرهابية التي تهز العديد من الأماكن في العالم وتخلف جرحى وقتلى، فكل ما في الأمر أن شخصا ما وضع حقيبة قيل إن بها متفجرات أمام ولاية طنجة واكتشفتها عناصر الأمن وستجرى أبحاث للتوصل إلى الشخص الذي وضعها.هذا السيناريو هو الأخطر مقاربة مع باقي السيناريوهات الأخرى مادام أن الانفجار لم يقع، ولم يترتب عنه ضحايا، لكن تكتم المسؤولين وعدم تواصلهم جعل منهم حديث سكان المدينة ومدن أخرى، وبدأت الإشاعات تتحدث عن تنظيم إرهابي، وعن وجود حقائب في أماكن أخرى كان يعتزم واضعوها تفجيرها عن بعد، ما أدخل المواطن في حالة رعب أشد من تلك التي عاشها المواطن الأمريكي.المشكلة في كل هذا الأمر أن الحق في المعلومة عندنا حق دستوري، في حين أنه لا يرقى إلى ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك ما زال المسؤولون يتكتمون عن الأخبار، بل الأكثر من هذا، قد ينفون أشياء وقعت بالفعل ويوجد شهود عليها، ويؤكدون أشياء لم تقع يوما، لغرض في نفس يعقوب كما يقال. لقد ألف المسؤولون التكتم عن المعلومة، معتقدين أن إيصالها إلى المواطن من شأنه أن يخلق زعزعة لاستقرار البلد، وهو اعتقاد خاطئ على اعتبار أن العديد من الأشياء تبدلت وأن الوضوح يجب أن يسود العلاقة بين المواطن والمسؤول.فتواصلوا يرحمكم الله... الصديق بوكزول

الحق في المعلومة بين طنجة وبوسطن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موسكو تعارض المقترح الأمريكي بمجلس الأمن

اعتقال سارق هاتف مسؤول أممي بفندق بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات