مؤسسات عمومية ومحلات تجارية مسرح لأعمال تخريبية

تتعرض لوابل من الحجارة ويعلن أصحابها والمسؤولون عن تسييرها حالة استنفار في كل مناسبة لم يعد المغاربة يفرقون بين فرح وقرح، كل المناسبات بالنسبة إليهم غدت فرصة مواتية لإفراغ شحنات من العواطف الجياشة المصحوبة بالكثير من السلوكات العنيفة، فلا الفرح بفوز يستقيم دون وابل الحجارة التي تتطاير في الشوارع وتقصف كل جــــــــــــــمــــــاد يصــــــادف طريقها، لا يهم إن كان واجهة محل تجاري أو سيارة أجرة أو مؤسسة عمومية، بل حتى المارة لا يسلمون من عنف لفظي وجسدي، ولا الغضب أو الحزن يعلن عنه دون الأفعال التخريبية، وتعنيف كل ما تقع عليه أعين جحافل الغاضبين.هذا الوضع الآخذ في التطور يوما بعد آخر والذي صار ينتشر انتشار الفطر في المجتمع المغربي، ويطبق قواعده التي تؤمن بالسلوكات العنيفة عقيدة المواطن في الأفراح والأقراح، تجعل أصحاب الممتلكات والقائمين على المؤسسات العمومية يعلنون حالة استنفار، في كل مناسبة صار يتنبأ أنها ستكون حبلى بالأحداث «المخربة». فيضاعف المسيرون عدد رجال الأمن على جنبات المؤسسات العمومية التي صارت منتهكة الحرمة، ويحسب سائقو الحافلات وسيارات الأجرة ألف حساب للمسار الذي يتعين عليهم المرور به، إن هم رغبوا في إتمام يومهم بسلام، وتقرع أجراس الإنذار بقطارات البلاد، وسائل النقل الأكثر أمانا ومراقبة وانضباطا، خاصة إذا كان هذا اليوم موعدا لمباراة لكرة القدم تضم فريق المدينة حيث يقيمون، أو مسيرة مؤيدة لهذا القانون أو مطالبة بذاك الحق، فحتى التظاهرات التي يفترض فيها أنها سلمية ولا تستهدف التخريب ولا التعنيف بل إسماع صوت المحتج والدعوة إلى تلبية المطالب أو أحيانا كثيرة التنبيه إلى خلل يعتري المجتمع، صارت مسرحا لأفعال تخريب، لا يكون في الغالب الداعون إليها سبب المشكل، لكن لا أحد صار يدرك كيف نبتت نزعة العنف وتطورت في زمن قياسي لتنتقل إلى أفعال تخريبية لا يُدرك الداعي إليها.في أوج الفرح وقمة اليأس وخيبة الأمل، يخرج المغاربة، أو جزء كبير منهم على الأقل، إلى الشوارع للاحتجاج أو الاحتفال، الذي بدوره يأخذ شكلا من أشكال الغضب والاعتراض، وتنطلق مشاعر الغضب جياشة لتطوق واجهات المحلات التجارية التي لا ذنب لها سوى أنها قدر لها أن توجد في مسار جحافل المتجمهرين، وتغدو عربات المواطنين وسيلة مثلى للتعبير عن المشاعر، فهذا يرقص أو يقفز على أسقفها، وذاك يصوب حجارة يستمتع أكثر كلما حولت زجاج النوافذ إلى أجزاء صغيرة، وآخر ينتشي بصوت آلته الحادة وهي ترسم خرائط على فولاذ هذه العربة أو تلك، فيما ينشغل آخرون برشق حافلات النقل الحضري وسيارات الأجرة بالحجارة فقط لأنهم لم يسمعوا أصوات المنبهات التي ترفع منسوب الإثارة والحماس لديهم. أعمال التخريب تكبد السكك الحديدية مبالغ ضخمة تكاد لا تخلو أي مناسبة أو ندوة صحافية ينظمها المكتب الوطني للسكك الحديدية، من معطيات تعكس وضعية مثيرة للقلق، تخلفها خسائره بسبب الهجمات والسرقات التي تتعرض لها القطارات والخطوط السككية، على مدار السنة، وتجعل العديد من قطاراته في حالة مزرية، وقد ينجم عنها تعطيل الحركة السككية لساعات أو أيام، حسب حجم الضرر الناجم عن سرقة الأسلاك الكهربائية. آخر المعطيات الصادرة عن المكتب بخصوص هذا الموضوع، كشف عنها ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، صيف العام الماضي، أمام لجنة المالية والتجهيزات والتخطيط والتنمية الجهوية لمجلس المستشارين، إذ قال إن سنة 2011 أحصت 5000 نافذة مكسرة وخسائر قدرها بـ22 مليون درهم ناجمة فقط عن تكسير وسرقة الأسلاك الكهربائية. فيما خلفت الاعتداءات المباغتة على القطارات 86 جريحا من بينهم ركاب ومعاونون. وأدت هذه الحوادث، حسب المدير العام إلى تأخير 2000 قطار وحذف و43 قطارا آخر. ونجم عن ذلك نحو 3604 دقائق كمدة إجمالية للتأخير المتراكم. هجر المغلي

مؤسسات عمومية ومحلات تجارية مسرح لأعمال تخريبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العنف يهدد الأمن والسلم الاجتماعي

ارتفاع العنف في المدارس بـ 52 في المائة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات