الجريمة شبح يجالس الأسرة على المائدة

أبناء قتلوا أمهاتهم وآباءهم وآخرون صفوا أشقاءهم نتيجة خلافات بسيطة "مقتل أم على يد ابنها"، "ابن ينهال على والده بسيف"، "شاب يقتل شقيقته خنقا"، "شخص يطعن شقيقه"...كثيرة هي العناوين المشابهة التي أصبحت تؤثث الصفحات الأولى للجرائد، بعدما كان الحديث عن الجريمة ضد الأصول أو الأشقاء موضوع يفتقر إلى الحالات، بل إنه كان موضوعا شاذا ولا يصل إلى درجة الظاهرة ، قبل أن يصبح الشغل الشاغل للمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس. وبالوتيرة التي ترتفع بها جرائم القتل والعنف ضد الآخر عامة، ترتفع جرائم الاعتداء والقتل المرتكبة ضد الآباء والأمهات والأشقاء، أغلبها ترتكب عن سبق إصرار وترصد. ورغم أنه لا يوجد سبب يدعو إلى سلب الآخر حياته، كان من كان، إلا أن متورطين في قتل أمهاتهم وآبائهم لم يكونوا محتاجين إلا إلى أتفه هذه الأسباب ليجهزوا على حياتهم، فمنهم من قتل والدته للاستيلاء على دريهمات يقتني بها مخدرا، ومنهم من سلب والده حياته لأنه لم يوافقه الرأي في موضوع ما. لم يكتف الملقب ب"الظلمي" بأزمور، بتعنيف والدته المسنة للحصول على المال، والسعي وراء المخدرات، بل إن الشاب خطط فبراير الماضي لقتلها وسلبها مالها، قبل أن يفتعل مرة أخرى نزاعات لسلبها ما تملكه، وحين اعترضت وجه إليها عدة طعنات بسكين. ولم يشفع للأم المسنة سقوطها أرضا مضرجة في دمائها ليسترد الابن إنسانيته وينقل والدته إلى المستشفى، بل إنه بحث عن عصا ليجهز بها على رأسها، وهي الضربة التي أودت بحياتها. وحاول الابن بمساعدة شقيقته أن يخفيا جثة أمهما الطاعنة في السن، وإتلاف الأدلة من خلال إحراق ملابسها الملطخة بالدماء وتغييرها بأخرى نظيفة، في محاولة منهما للتملص من الجريمة. وفي الشهر نفسه كانت مدينة خريبكة على موعد مع جريمة طعن أم بسكين، كادت تودي بحياتها، لو أنها لم تتلق المساعدة الطبية اللازمة في الوقت المناسب، إذ خضعت إلى عمليتين جراحيتين في البطن واليد. وكان الابن في نزاع مع زوجته، قبل أن تتدخل والدته لفضه، إلا أن الشاب الذي كان مخمورا لم يتردد في توجيه طعنة بسكين إلى أمه في البطن واليد.في الدار البيضاء أودت طعنة في الظهر بحياة أم، تدخلت هي الأخرى لفض نزاع عنيف بين ابنيها القاصرين، إذ أشهر أحدهما سكينا في وجه الآخر، وحاولت الأم تجنيب ابنها الأصغر طعنة لتتلقاها عنه في الظهر، كما لم يسلم أب دخل في نزاع مع ابنه نتيجة إدمان الأخير على المخدرات ليوجه إليه ابنه طعنات أودت بحياته. وفي آسفي اهتز سكان جماعة الخوالقة على خبر جريمة قتل راح ضحيتها أب في السبعين من العمر، بعد أن وجه إليه ابنه عدة طعنات قاتلة ليفر ويتركه مضرجا في دمائه. وتبين بعد الجريمة أن الضحية سبق أن وضع عدة شكايات ضد ابنه الذي كان يعنفه ويعتدي عليه قبل أن يرتكب في حقه جريمة شنعاء.شاب آخر بالدار البيضاء اختار قتل شقيقته موجها إليها عدة طعنات، بعد مشاكل نجمت عن تقسيم الإرث بينهما. إذ كان الشاب، حديث الزواج، على خلاف دائم مع شقيقته حول منزل ورثاه معا، وفي الوقت الذي رفضت بيعه وتقسيم ثمن البيع بينهما، أصر على ذلك لحل مشاكله المالية، لتنشب بينهما نزاعات انتهت بجريمة قتل.ضحى زين الدين

الجريمة شبح يجالس الأسرة على المائدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستعانة بالعصابات لأفعال انتقامية

3 أسئلة :علي شعباني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات