تأسيس فدرالية للقطع مع تشرذم اليسار

شكل الإعلان عن فدرالية اليسار الديمقراطي، أخيرا، خطوة لا تخلو من دلالات رمزية تعكس إرادة بعض قوى اليسار، في مقدمتها الاشتراكي الموحد في معالجة أحد أهم الاختلالات القائمة في الحق السياسي الوطني، المرتبط بتشتت اليسار المغربي. وأكدت قيادات الأحزاب المكونة للفدرالية أهمية هذه المبادرة باعتبارها لبنة من شأنها أن تقطع مع ظاهرة تشرذم اليسار التي أسهمت في إضعافه وتراجعه الانتخابي، وخدمت الخصوم السياسيين للقوى التقدمية والحداثية. واعتبرت هذه المبادرة خطوة في اتجاه إعادة بناء دينامية جديدة لليسار في أفق استعادت التوازن السياسي والثقافي لصالح قواه. ويضم» تحالف اليسار الديمقراطي»، أحزاب الاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي. ونضجت فكرة تأسيس التحالف بعد تشكل الوعي لدى قادة الأحزاب المعنية بخطورة تراجع الفكر التنويري التقدمي لصالح فكر محافظ انتكاسي، ما يهدد الحريات والحقوق المكتسبة التي ناضلت من أجلها قوى اليسار عقودا من الزمن.وتروم المبادرة الحد من زحف ثقافة رجعية ، مسنودة بظرفية ملائمة تتمثل في الربيع العربي، في الوقت الذي تراجع اليسار إلى الخلف، وهو ما يحتم قبل المعادلة لفائدة القوى التقدمية. وتهدف الفدرالية إلى تنمية وتعزيز الجهود الجماعية للأحزاب المشكلة لها وتطوير نشاطها المشترك وتجميع طاقاتها وتعبئة إمكاناتها، على طريق خدمة النضال من أجل مجتمع ديمقراطي اشتراكي.ويحتفظ كل حزب من الأحزاب العضو بشخصيته القانونية القائمة الذات وأنظمته الأساسية والداخلية وأجهزته المسيرة وبرامجه وأنشطته الخاصة، وذلك باستثناء القضايا المحددة،على وجه الحصر، في هذا النظام الأساسي والتي لا يجوز لأي مكون للفدرالية الانفراد بالتقرير فيها والانفراد في اختيار طرق ووسائل التنفيذ فيما قرر بشأنها من طرف الفدرالية.وتأتي خطوة تأسيس الفدرالية في وقت يتسم بخفوت مبادرات توحيد اليسار، بعد فشل أحد أهم المبادرات التي انطلقت في السنوات الأخيرة والمتعلقة بخمسة أحزاب مغربية، تنتمي إلى أسرته، التي انخرطت في تشكيل تحالف سياسي، لم يكتب له النجاح، ويتعلق الأمر بأحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، والحزب العمالي، والحزب الاشتراكي.

تأسيس فدرالية للقطع مع تشرذم اليسار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مثقفـون يطالبـون بإعـادة بنـاء اليسـار

مكونات الحكومة تعرض مقترحاتها للتصدي للأزمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات