عائلة مغربية عالقة بسوريا تستنجد بالملك

إصابة اثنين من أفرادها في هجوم والخارجية المغربية تقول إنها أجْلت 400 مغربي من سوريا كشفت مراسلة موجهة إلى الديوان الملكي معاناة تعيشها أسرة مغربية من سبعة أفراد عالقة بمدينة دوما السورية منذ حوالي شهرين. واستنجد باسل بن خضراء، وهو رب الأسرة المذكورة ومتزوج من مواطنة سورية، في الرسالة التي تتوفر الصباح على نسخة منها، بالملك محمد السادس إعطاء تعليماته الملكية لإجلائهم.وذكر بن خضراء أن حالة الحصار التي تعيشها عائلته تأتي في أعقاب إصابة اثنين من بناته بإصابات بليغة إثر سقوط قذائف صاروخية على البناء الذي كانوا يقيمون فيه بمدينة دوما، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب إجلائه رفقة أسرته إلى السفارة المغربية بدمشق «لكنه رُفض وقاموا بتحويلي إلى السفارة المغربية في بيروت، غير أنه لا يمكنني الانتقال إلى لبنان، لأني لا أملك مصاريف الانتقال رفقة عائلتي إلى هناك، فضلا عن خطورة الطريق من دمشق إلى بيروت».والتمس بن خضراء، في رسالته المؤرخة في 2 أبريل الجاري ومراسلة من إحدى مناطق ريف دمشق، من الملك أن «تمنحوني كرامة منكم بإحضاري وأبنائي وعائلتي إلى بلدي الأم المغرب، سائلا الله أن يتقبل منكم أعمالكم ويبقيكم ذخرا لكل المغاربة بالمغرب وخارجه». إلى ذلك، نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصدر دبلوماسي مغربي، قوله إنه تم «حتى الآن (نهاية شهر مارس الماضي) إجلاء نحو 400 من أفراد الجالية المغربية المقيمين في سوريا على نفقة الدولة، بسبب تفاقُم الوضع الأمني مع تصاعد الاشتباكات والعمليات العسكرية في هذا البلد». وأوضح المصدر الدبلوماسي في السفارة المغربية بدمشق، والذي يقيم مؤقتا في بيروت٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ «أن الدولة قامت حتى الآن بتحمل مصاريف إجلاء نحو 400 من المواطنين من سوريا إلى المغرب»٬ مشيرا إلى أن «آخر دُفعة وتتألف من 43 فردا تم إجلاؤهم قبل أسبوع وتحديدا في 23 مارس، من المناطق التي تشهد تفاقما للوضع الأمني كمحافظات دمشق وريفها وحلب والرقة وحمص وإدلب ودرعا وحماة واللاذقية ودير الزور».ويضيف المصدر ذاته٬ أن «نسبة الأُسر تشكل 96 في المائة من إجمالي المواطنين الذين تكفلت الدولة بصرف تذاكر الطائرة لهم وتوفير الإيواء المؤقت لبعضهم في فنادق٬ وخاصة للقادمين من المناطق البعيدة٬ إلى حين استكمال إجراءات السفر»٬ مشيرا إلى أنه «تم إعطاء الأولوية للفئات التي تضرَّرت مقرات سُكناها وللفئات المعوزة وللموجودين في مناطق «ساخنة».كما أن المصلحة القنصلية بالسفارة كانت قد قدرت العدد الإجمالي لأفراد الجالية المغربية في سوريا٬ قبل اندلاع الأزمة منذ عامين٬ بنحو 3000 شخص٬ أغلبهم يمارسون التجارة (وهم يصنفون ضمن الفئة الأكثر تموجا) وبعض الأطر التقنية٬ ومواطنات متزوجات من سوريين٬ وطلاب٬ بالإضافة إلى فلسطينيين يحملون الجنسية المغربية.وفي سياق متصل، التقت «الصباح» بإحدى العائلات التي أشرفت مصالح وزارة الخارجية على إجلاء أفرادها، وتحكي منى مهيب وهي مغربية متزوجة من سوري أنها تجرعت الكثير من المرارة وعانت كثيرا سواء في سوريا أو في المخيمات المنصوبة فوق التراب التركي. وقالت مهيب، التي أجليت رفقة بناتها الثلاث، وبقي زوجها رفقة والديه، إنها كانت تقيم بمنطقة تل رفعة بريف حلب، وأن منزلها تعرض لتدمير كامل بعد سقوط قذائف صاروخية عليه، ما اضطرها إلى قطع مئات الكيلومترات صوب الحدود التركية، وتقديم مبالغ مالية طائلة للمهربين من أجل تمكينها من عبور الحدود السورية التركية، رفقة بناتها الثلاث اللواتي التي لا يتعدى عمر أكبرهن 12 سنة.وأوضحت، خلال لقاء مع "الصباح" بمنزل أحد أقاربها بمدينة البيضاء، أن معاناتهم لم تتوقف بعد عبورهن إلى المخيمات التركية، بل إنها تفاقمت بسبب شح المواد الغذائية المقدمة للاجئين، والظروف المزرية التي كانوا يقيمون فيها، خاصة في فصل الشتاء الذي كانت تنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، علاوة على الحصار الذي كانت تضربه قوات الأمن التركية، خوفا من تسلل اللاجئين إلى الداخل التركي. وكشفت مهيب أن بناتها انقطعن عن الدراسة منذ قرابة عامين بسبب الاضطرابات، معبرة عن شكرها لمصالح وزارة الخارجية التي تكلفت بإجلائها رفقة عدد من الأسر المغربية. كما ناشدت المصالح الحكومية المعنية التدخل من أجل مساعدتها على إلحاق بناتها بإحدى المدارس المغربية وتوفير مسكن لهن، إذ أنها ستضطر إلى الانتقال إلى أكادير للإقامة رفقة إحدى شقيقاتها، والتي تقيم بدورها في منزل مُستأجر. محمد أرحمني

عائلة مغربية عالقة بسوريا تستنجد بالملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تضامن حقوقي مع "ضحايا" مستشفى آسفي

التحقيق في القروض الممنوحة لزبناء "السياش"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات