بوطيب: غياب الثقافة ينعش الظلاميين

الرئيس المؤسس لمركز الذاكرة المشتركة كشف تفاصيل مهرجان دولي للسينما يتحدى كورونا كشفت إدارة "المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور"، أنها ستنظم الدورة التاسعة لهذه التظاهرة الفنية بين 30 نونبر و6 دجنبر المقبل. وأفادت إدارة المهرجان، بأن هذه الدورة، التي تنظم بشعار "المغرب وأمريكا اللاتينية: السينما والذاكرة المشتركة زمن كورونا"، تأتي في "ظرف صعب يتميز بانتشار واسع لفيروس كورونا المستجد، الذي أثر على كل مناحي الحياة في العالم، لكنه لم يستطع إلى الآن هزم الإنسانية، مما يتطلب تحديه، ليس صحيا فقط، بل كذلك ثقافيا وحقوقيا، والتعايش معه إلى حد القضاء عليه بإيجاد دواء له أو لقاح ضده". في الحوار التالي يعرض عبد السلام بوطيب، الرئيس المؤسس لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، الأسباب التي دفعت المنظمين إلى تنظيم المهرجان، في ظل انتشار الوباء. أجرى الحوار: خالد العطاوي > ما دلالة تنظيم الدورة التاسعة للمهرجان السينما رغم انتشار كورونا؟ > إنه مساهمة من الفاعل الثقافي في كسر الخوف بعقلانية، وفي دعم جهود الدولة، والفاعلين المنخرطين بوطنية عالية لحماية المغاربة من هذه الجائحة، ومساهمة منا في العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا، لأننا سوف لن نعقد الدورة كما عقدنا الدورات السابقة، بل سنعقد دورة تستحضر عاليا، أننا في " حرب" ،لذا فكل خطواتنا ستخضع للتوجيهات وللتوصيات الدقيقة للمؤسسات الصحية والأمنية المتتبعة لهذا الموضوع. من هذا المنطلق اخترنا أن تكون دورتنا هذه السنة داخل الكلية المتعددة الاختصاصات بالناظور، وأن يكون الحضور بالشكل الذي قررته الكلية لتدريس الطلبة، فالكلية ستستقبل بدورها الأفلام التي سنبثها من مؤسسة الثقافات الثلاث من اشبيلية الاسبانية، كما ستستقبل الندوات الثلاث التي ستكون في محور الدورة التاسعة من الجامعة الحرة لمكسيكو، حيث سيشارك من هناك أساتذة مغاربة وأمريكيون لاتينيون، وسيساهم الحضور المحدود في أحد مدرجات الكلية في التدخل والنقاش. > وهل ستعقدون حفلي الافتتاح والاختتام الذي توزع فيه الجوائز؟ > بطبيعة الحال، سوف لن نتخلى عن أي فقرة من فقرات المهرجانات "العادية"، فحفل الافتتاح سيكون بالكلية بحضور عدد محدود من المدعوين من العالم الأكاديمي ومن عالم الفن وحقوق الإنسان والسياسة، وسيخصص أساسا لتكريم أولئك الذين خرجوا منذ اليوم الأول لمواجهة هذا الفيروس الجبان، من هنا فقد راسلنا وزير الداخلية و ووزير الصحة و المجلس الوطني للصحافة ليقترحوا علينا اسما من الأسماء التي سنكرمها باسم كل هؤلاء جميعا. > ما هو محور هذه السنة، و هل كان للجائحة دور في تحديده؟ > لقد أصبح للجائحة دور، حتى في طريقة تنفسنا وبالأحرى في اختيار محور لمهرجان دولي معروف على المستوي الوطني والدولي، لذا فمحور هذه الدورة سيكون"المغرب وأمريكا اللاتينية: الذاكرة و السينما في زمن كورونا". وأنت تعلم، باعتبار تتبعك لمهرجاننا مند دوراته الأولى،أننا نخصص المسابقة في صنف الأفلام الوثائقية لموضوع الدورة، وباقي المنافسات يكون موضوعها مفتوحا، إلا أننا نفرض الجودة والأفلام الحديثة التصوير، لأننا نعتبر أن عقد مهرجاننا هو الفرصة الوحيدة لسكان الناظور ليتابعوا، لأسبوع واحد، ما استجد في عالم السينما، ولكي يعيشوا مباشرة مع صناعها. > وهل ستعولون على مدعميكم "التقليديين" في هذه الدورة؟ > لدينا منذ الدورة الأولى مدعمون وشركاء أذكياء، فنحن لا يمكن لناأن نخدع ثقتهم، وهم لا يمكن لهم أن يتركونا وحدنا في هذه الدورة. لذا من المؤكد أنهم سيدعموننا هذه السنة في هذه "المغامرة" الجميلة، المغامرة من أجل رد البسمة للناس، ذلك أن الحياة بدون ثقافة، وبدون سينما وبدون موسيقى خطأ فادح. هل تعرف لماذا خطأ فادح؟لأن غياب الثقافة والفعل الثقافي مجال خصب لانتعاش طيور الظلام. كما أن القنوط والملل اللذين أصابا الناس من جراء غياب الأنشطة الثقافية لهما تأثير مباشر على الاقتصاد والإنتاجية، و على إبداع صيغ المساهمة في القضاء على هذه الجائحة، إذ لا يمكن للبشرية أن تبقى "مكممة" تنتظر الدواء و اللقاح إلى تاريخ لا يعلمه أحد. من بين أبرز مدعمينا، المركز السينمائي المغربي، لذا نوجه دعوة خاصة إلى وزير الثقافة ليرافقنا في هذه المغامرة من أجل استمرار الحياة، لأن توقف الفعل الثقافي له الدور نفسه لتوقف المولود الجديد عن التنفس لبضع دقائق، و حتىإن استرجع المولود الجديدتنفسه، فسيبقى طيلة حياته يصارع ما نتج عن هذا التوقف القصير. > وإذا ارتفع نشاط الفيروس؟ > أملنا كبير في أن يتراجع عدد المصابين إلى حدود يوم الافتتاح، خاصة إذا التزم المواطنون بما توصيهم به السلطات القائمة على الموضوع من ضرورة التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامات والنظافة المستمرة والتعقيم، وإذا لم يتراجع الوباء، فسنضطر إلى اعتماد البث الالكتروني لجميع الأنشطة. في سطور - رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم. - ولدفي 20 نونبر 1961 بالحسيمة - تابع دراسته بجامعة محمد الأول بوجدة وحصل على الإجازة في التاريخ وثانية بجامعة نانت الفرنسية - نال شهادة عليا في أخلاقيات حقوق الإنسان والحقوق الأساسية وترأس مجموعة من التنظيمات الجمعوية والحقوقية

بوطيب: غياب الثقافة ينعش الظلاميين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معرض الشارقة في دورة افتراضية

رؤساء جماعات يرفضون التأشير على نفقاتهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات