ثلاثة أوراش لدعم الاقتصاد التضامني

نجيب ميكو مدير عام "مغرب تسويق" قال إن المؤسسة ستواصل فتح محلات تجارية خاصة بالتعاونيات وأطلقت أربعة مواقع للتجارة الإلكترونية استعرض نجيب ميكو، مدير عام «مغرب تسويق» في حوار مع «الصباح» الأوراش التي دشنها «مغرب تسويق» لفائدة التعاونيات في إطار الاقتصاد التضامني. ولخصها في ثلاث مبادرات كبرى تتعلق بتدعيم الإنتاج وتثمينه، من خلال التصديق عليه دوليا لتمكينها من ولوج الأسواق الخارجية، وإطلاق الشبكة التضامنية الافتراضية، وتهم المبادرة الثالثة الجانب التسويقي، إذ أطلق مغرب التسويق أربعة مواقع للتجارة الإلكترونية لتسويق منتوجات التعاونيات، كما سيعمل في هذا الباب ، على توسيع شبكة المحلات التجارية الخاصة بالاقتصاد التضامني. أعلن «مغرب تسويق» عددا من المبادرات لفائدة التعاونيات، ما طبيعتها؟ أطلقنا الخميس الماضي ثلاثة أوراش كبرى في ما يتعلق بالاقتصاد التضامني، يتعلق الورش الأول بتدعيم الإنتاج والتثمين، ويتضمن التصديق الدولي على منتوجات التعاونيات إضافة إلى البنيات التحتية للإنتاج، باعتبار أن هذا التصديق يعتبر تأشيرة من أجل ولوج الأسواق الخارجية، كما يمثل عنصر اطمئنان بالنسبة إلى المستهلك الوطني، خاصة أن الأمر يتعلق بمنتوجات تعاونيات صغيرة. وستواكب مكاتب وطنية ودولية هذه التعاونيات من أجل التصديق على منتوجاتهم. ويمول هذا المشروع كليا من طرف الدولة، من خلال اتفاقية شراكة وقعت ما بين «مغرب تسويق» ووزارة الاقتصاد والمالية، التي رصدت في المرحلة الأولى للمشروع غلافا ماليا في حدود 10 ملايين درهم لتمويل عملية التصديق على المنتوجات.ويهم الورش الثاني ما يمكن تسميته بالشبكة التضامنية الافتراضية، وسيهم عينة نموذجية من التعاونيات يصل عددها إلى 55 تعاونية من الجهات الست عشرة للمغرب، على أن تشمل العملية بعد نجاحها كافة التعاونيات التي تربطها علاقة شراكة مع «مغرب تسويق»، التي تجاوز عددها، حاليا، 500 تعاونية. وسنمد العينة النموذجية بأجهزة تلفزة كبيرة ونربطها بشبكة الأنترنت. ونسعى من خلال هذا المشروع تحقيق ثلاثة أهداف أساسية، تتمثل، أولا، في تحسين أداء هذه التعاونيات، إذ سيتم تأطير أعضائها عن بعد بواسطة الأنترنت عن طريق أجهزة التلفزيون التي أشرت إليها سابقا. وسيؤمن هذا التأطير 5 مهندسين، الذين سيؤطرون هذه التعاونيات ويواكبونها في طريقة الإنتاج والتحكم فيه وبرمجته وكيفية وشروط ضمان الجودة. ونهدف في المقام الثاني إلى مساعدة التعاونيات على تقليص تكلفتها، علما أنه سيوفر لها الربط الهاتفي مجانا، ومن خلاله ستتمكن من معرفة السعر الأمثل لاقتناء مستلزماتها من المواد الأولية، كما أن تمكينها من الربط عبر شبكة الأنترنت سيمكنها من وسائل الحكامة والتتبع، إذ بواسطة وسائل الاتصال وبعض البرامج المعلوماتية الخاصة بالمحاسبة، التي ستوفر لها، ستتمكن هذه التعاونيات من تدقيق حساباتها ومن احتساب تكلفة إنتاجها، وتعتبر سابقة في طريقة تدبير نشاط التعاونيات. ويتمثل الهدف الثالث في ضمان الشفافية والثقة في ما يتعلق بعلاقة هذه التعاونيات بمؤسسة «مغرب التسويق»، إذ ستنشأ بوابة إلكترونية خاصة بها، ستمكنها من تتبع المنتوجات التي ترسلها إلى «مغرب التسويق» والكميات التي سوقت منها والجهات التي اقتنت هذه المنتوجات وسعر البيع وتاريخ إتمام العمليات، كما يمكنها الاطلاع، بواسطة هذه البوابة على الكميات التي لم تسوق بعد، وبذلك ستواكب التعاونيات التعاملات التجارية والمالية التي ينجزها «مغرب التسويق» لفائدتها، ما سيضمن شفافية أكبر في التعاملات ويقوي الثقة بين الطرفين.ويهم المشروع المهيكل الثالث الجانب التسويقي، الذي يعتبر حجر الزاوية، إذ أن من بين المعيقات الأساسية التي تعترض التعاونيات، صعوبة تسويق منتوجاتها بأسعار منصفة. وهناك ثلاثة محاور عمل في هذا الباب. يتعلق المحور الأول بمنح منتوجات التعاونيات المنخرطة في برامج «مغرب تسويق» علامة تجارية، إذ ستحمل كل هذه المنتوجات علامة «أمور إينو» (كلمة أمازيغية تعني أرضي أو بلادي أو وطني). ويأتي اختيار هذا الاسم تشريفا للثقافة الوطنية ولنساء ورجال الأطلس، مضيفا إلى أنه تم تحفيظ هذه العلامة في المكتب المغربي للملكية الفكرية والصناعية، كما تتبع الإجراءات من أجل تحفيظها على المستوى الدولي. ويهم المحور الثاني توسيع شبكة المحلات التجارية التي تسوق منتوجات التعاونيات، إذ فتح «مغرب التسويق» حتى الآن أربعة محلات بالدار البيضاء والمحمدية والعرائش وفاس، على أن يفتح قريبا محلا خامسا بأكادير، يليه مباشرة محلات بكل من مكناس، وخريبكة، والجديدة، والرباط، ومراكش. و ستفتح هذه المحلات إما بالإمكانيات الذاتية لـ»مغرب تسويق» أو من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص. ويتعلق المحور الثالث بالتجارة الإلكترونية، إذ أطلقنا أربعة فضاءات للتجارة الإلكترونية، وذلك بعد أن تأكدت حيوية هذه الآلية، ففي ظل عمق الأزمة الاقتصادية والتجارية، تسجل التجارة الإلكترونية انتعاشا ملحوظا على المستوى الدولي، إذ تسجل معدل نمو سنوي يصل إلى 25 في المائة، وأمام الإمكانيات التي يتيحها هذا النمط التجاري الجديد لا يمكن أن يظل المغرب خارج هذا التحول ولا يستفيد من الفرص التي تتيحها هذه الآلية، علما أن التجارة الإلكترونية تعرف نموا هاما في المغرب أيضا.وقررنا تخصيص فضاءين من الفضاءات الأربعة للتجارة الخارجية، إذ سيخصصان، حصريا، للصادرات والتسويق الخارجي لمنتوجات التعاونيات، أحدهما أطلقنا عليه اسم «أوطونتيك ماروك بوان كوم»، أي المغرب الأصيل، وستسوق، من خلاله، المنتوجات الغذائية، في حين سيتم تسويق مواد التجميل في الفضاء الثاني، الذي يحمل اسم «كوسميتيك ماروك بوان كوم». ووقعنا اتفاقيات شراكة مع أحد أكبر الموزعين على المستوى الدولي، واعتمدنا جميع وسائل الأداء الدولي المحفظة والمحصنة من جميع أشكال التزوير. ستنشأ بوابة إلكترونية خاصة بها، ستمكنها من تتبع المنتوجات التي ترسلها إلى «مغرب التسويق» والكميات التي سوقت منها والجهات التي اقتنت هذه المنتوجات وسعر البيع وتاريخ إتمام العمليات، كما يمكنها الاطلاع، بواسطة هذه البوابة، على الكميات التي لم تسوق بعد، وبذلك ستواكب التعاونيات التعاملات التجارية والمالية التي ينجزها مغرب التسويق» لفائدتها، ما سيضمن شفافية أكبر في التعاملات ويدعم الثقة أكثر بين الطرفين. القطب الثاني من مبادرات مغرب التسويق يهم التسويق، وهناك ثلاث مشاريع في هذا الباب. يتعلق الأول بإطلاق علامة تجارية على منتوجات التعاونيات المنخرطة في البرنامج، إذ ستحمل كل منتوجات تعاونيات الاقتصاد التضامني التي يسوقها «مغرب التسويق علامة «أمور إنو» (وهي كلمة أمازيغية تعني بلادي)، وتم اختيار هذه الكلمة تشريفا للثقافة الوطنية ولرجال ونساء الأطلس، وقمنا بتحفيظها لدى المكتب المغربي للملكية الفكرية والتجارية، ونحن بصدد تحفيظها على المستوى الدولي. ويهم المشروع الثاني توسيع المحلات التجاري، إذ فتحنا، حاليا، أربع محلات تجارية في الدار البيضاء والمحمدية والعرائش وفاس، وسيفتح، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، محلا خامسا بأكادير، ومباشرة بعد ذلك سيليه محلات في مكناس وخريبكة والجديدة والرباط ومراكش، وستفتح هذه المحلات إما عن طريق الإمكانيات الذاتية لـ»مغرب التسويق» أو في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. أما على المستوى الوطني، فقد خصصنا موقعين إلكترونيين «بلاد لخير بوان إم أ» يعرض مختلف المنتوجات والمواد المنتجة من طرف التعاونيات، أي أكثر من 1500 منتوج و70 سلسلة إنتاج، ويعتبر أول فضاء إلكتروني بالمغرب لتسويق المواد الغذائية، في حين سيتخصص الموقع الثاني الموجه للسوق الداخلي للعروض التحفيزية وسيعلن من خلاله، خلال فترات من السنة وبتنسيق مع التعاونيات المعنية، على تخفيضات، وأطلق عليه اسم «صوليديل». وتجدر الإشارة إلى أن الموقعين الموجهين للأسواق الخارجية متاح الولوج إليها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، في حين يستخدم الموقعان الخاصان بالسوق الداخلي اللغتين الفرنسية والعربية. وما هي المدة الزمنية التي حددتم من أجل تفعيل هذه المشاريع؟ المشاريع المشار إليها سابقا ستفعل في الأجل القريب، إذ قدمنا طلب عروض في ما يتعلق بمشروع التصديق على المنتوجات وأنماط الإنتاج، و تم تحديد، بخصوص الشبكة التضامنية الافتراضية، التعاونيات الخمس والخمسين، التي ستشكل العينة النموذجية، كما حددت مصادر التمويل، ونحن بصدد إطلاق طلب عروض في ما يتعلق بهذا المشروع، كما أن العلامة التجارية جاهزة وتم تحفيظها.وبالنسبة إلى الفضاءات الإلكترونية أعطيت انطلاقتها الخميس الماضي. فالأمر لا يتعلق بطموحات أو تعهدات، بل مشاريع عملية لمؤسسة تستشرف المستقبل بأمان واطمئنان بإذن الله تعالى. ما هي الجهات الشريكة في المشاريع التي أشرتم إليها سابقا؟بالنسبة إلى الفضاءات الإلكترونية، أنجزت مجانا من طرف الفدرالية الوطنية للتجارة الإلكترونية، في إطار شراكة متميزة ومساهمة من الفدرالية في إنجاح سياسة «مغرب تسويق» في مجال الاقتصاد التضامني. وفي ما يتعلق بالتصديق، فإن وزارة المالية، كما أشرت سابقا خصصت غلافا ماليا لهذا الغرض. أما الشبكة التضامنية الافتراضية فقد أنجزت بالموارد المالية الذاتية لمؤسسة «مغرب تسويق»، كما وقع «مغرب تسويق» الخميس الماضي اتفاقية شراكة مع أكبر محرك للتجارة الإكترونية بالمغرب، ويتعلق الأمر بالموقع التجاري الإلكتروني «جوميا بوان إم أ»، من أجل تسويق المنتوجات الغذائية والتجميلية للتعاونيات، وتنص الاتفاقية على عدم تسويق منتوجات أخرى مماثلة غير المنتجة من طرف التعاونيات المنخرطة في برنامج «مغرب تسويق». القطاع الخاص شريك في فتح محلات تجارية لمنتوجات العاونيات تربط مؤسسة «مغرب تسويق» علاقة شراكة متميزة مع القطاع الخاص، إذ شارك في فتح وتجهيز بعض المحلات التجارية الخاصة بتسويق منتوجات التعاونيات، فهناك محلات أنشئت، من ضمن أربعة محلات التي فتحت حتى الآن، بالوسائل الخاصة لـ»مغرب تسويق»، في حين ساهم القطاع الخاص في فتح محل بالعرائش وفاس، كما سيفتح، أيضا، محلين في الرباط ومراكش، وسيفتح «مغرب تسويق» قريبا بوسائله الذاتية محلا بأكادير. أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي

ثلاثة أوراش لدعم الاقتصاد التضامني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يرسم طريق الشراكة الإستراتيجية مع الدول الإفريقية

24 ألف رضيع يصابون سنويا بإعاقات

مقالات ذات صلة