انقسامات في قيادة العدالة والتنمية بسبب الانتخابات

كشف مصدر مطلع لـ "الصباح" أن انقساما حصل داخل قيادة حزب العدالة والتنمية حول تاريخ إجراءات الانتخابات الجماعية المقبل، فبينما يتشبث تيار واسع داخل الأمانة العامة لحزب "المصباح" بإجرائها نهاية السنة الجارية، يرى التوجه الثاني بقيادة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة أن هذا التوقيت غير مناسب على الإطلاق.وطالب قياديون من حزب العدالة والتنمية خلال اجتماع الأمانة العامة المنعقد الأسبوع، التعجيل بإجراء الانتخابات الجماعية في آواخر سنة 2013 حتى تكون منسجمة مع المخطط التشريعي للسنة الجارية ، وحتى يتم القطع مع " العبث السياسي والبرلماني" الذي تنبعث روائحه الكريهة في كل مرة من مجلس المستشارين، يقول قيادي من "البيجيدي" ل" الصباح". فضلا عن استمرار مجالس جماعية كانت قد خضعت إلى عملية تحكم وتم فرض أسماء بعينها لتسييرها في إطار تحالفات هجينة ومخدومة لم تصمد طويلا، كما جاء على لسان عزيز قرماط، النائب البرلماني لحزب العدالة والتنمية وعضو لجنة الداخلية والبنيات الأساسية بمجلس النواب. وقالت مصادر " الصباح" من داخل قيادة حزب العدالة والتنمية، إن الأسباب التي جعلت الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران وبعض حكماء "المصباح" لا يستعجلون تنظيم الانتخابات الجماعية خلال سنة 2013، هو قطع الطريق على كل الأصوات التي ترتفع في كل حين، محذرة من اكتساح محتمل لحزب العدالة والتنمية لأغلب المدن الكبرى والمتوسطة وحتى الجماعات القروية، فضلا عن تقديم تبريرات أخرى تتلخص في رزنامة المشاريع القوانين التي تزاحم أجندة الانتخابات الجماعية، ومازالت تنتظر تأشيرة إخراجها إلى الوجود.وقال عبدالله بوانو، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، ردا على الذين يقولون إن حزب رئيس الحكومة يخاف من تنظيم انتخابات جماعية في نهاية السنة الجارية " نحن مستعدون وجاهزون لها". وأضاف قوله " نحن مستعدون لتقديم مرشح مشترك مع حلفائنا في الأغلبية". ويحمل تصريح بوانو رسائل مختلفة، أبرزها أن حزبه ليس همه الاساسي هو السيطرة على تسيير أغلبية الجماعات، كانت حضرية أو قروية، خصوصا في هذه الظرفية التي تشن على حزبه حروبا من أطراف مختلفة. ولم تستبعد مصادر مقربة من رئاسة الحكومة أن يقبل بنكيران إجراء تفاوض مسبق مع جهات معلومة يفضي إلى تقليص ترشيحات حزبه في الاستحقاقات الجماعية المقبلة، وذلك بهدف تجنب أي عملية اكتساح، خصوصا أن الانتخابات التشريعية الجزئية أظهرت للعيان عدم حصول تراجع في المردود الانتخابي لحزب العدالة والتنمية الذي مازال يحافظ على "رشاقته الانتخابية". ويسعى حزب بنكيران من خلال تلويحه بخوض غمار الانتخابات الجماعية بمرشح مشترك من داخل الأغلبية الحكومية، لترسيخ القناعة لدى الرأي العام الوطني أن هاجس المقاعد الانتخابية ليس كل اهتماماته، وأنه غير مهتم على الإطلاق بالاستحواذ على جل الرئاسات، ما يعني وفق تحليلات مختلفة، أنه يمقت في الظرف الراهن فكرة الاكتساح الانتخابي، وذلك حتى لا يلحق أضرارا بالتوازنات السياسية القائمة. ويرى محمد الساسي، المحلل السياسي المعروف، أن ذلك يعني أن "بنكيران ربما يريد ألا تعاتب حكومته غدا على تأخير موعد الانتخابات الجماعية، ويسعى إلى تسريع تاريخ إجرائها من خلال إزالة الحاجز النفسي المتمثل في الخوف من خطر الاكتساح الإسلامي، وذلك بواسطة اتفاق مسبق، كما وقع في مناسبات سابقة، على الاكتفاء بتغطية نسبة محدودة من الدوائر".عبد الله الكوزي

انقسامات في قيادة العدالة والتنمية بسبب الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حركات تصحيحية تخلخل الأحزاب

فضيحة جديدة تلاحق وزيرة الصحة السابقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات