“ماروك” صدمة سينمائية بلمسة أنثوية

الشريط من إخراج ليلى المراكشي وبطولة مرجانة العلوي أثار فيلم «ماروك» للمخرجة المغربية ذات الجنسية الفرنسية ليلى مراكشي، لحظة نزوله إلى القاعات السينمائية سنة 2006، جدلا كبيرا وصل إلى قبة البرلمان ليفتح نقاش حول مضامينه الأخلاقية والدينية.وتناول فيلم «ماروك»، للمرة الأولى في تاريخ السينما المغربية، قصة جريئة تتمحور حول حب يجمع فتاة مسلمة وشابا يهوديا بمشاهد فيها كثير من الإيحاءات الجنسية وتتضارب فيها كثير من المبادئ. وواجه «ماروك» مجموعة من العراقيل لعرضه في المغرب، ما حدا بمخرجته إلى عرضه، خلال فعاليات مهرجان «كان السينمائي» سنة 2005، قبل أن يتم عرضه بفعاليات مهرجان طنجة السينمائي في دجنبر من السنة ذاتها.ولعل أكثر مشاهد الفيلم إثارة، يتجلى في اللقطة التي تكون فيها الشابة المسلمة والشاب اليهودي على وشك ممارسة جنسية، وتنظر إلى القلادة التي يضعها في عنقه وتتوسطها نجمة داوود، لتسأله قائلة، «هل صحيح أن اليهود يسعون إلى انتهاك بكارة المسلمات؟» ليجيبها بوضع القلادة حول عنقها قائلا إنها بذلك ستتوقف عن النظر إليها.وتباينت الآراء بخصوص المشهد ذاته، إذ منها ما اعتبر أن له حمولة أخلاقية وجنسية أكثر منها إبداعية أو ذات صلة بالإخراج السينمائي، وأكثر من ذلك منهم من قال إنه من إنتاج صهيوني من أجل إيصال رسائل معينة.ويشكل «ماروك» واحدا من الأفلام الصادمة في المشهد السينمائي المغربي على المستوى الأخلاقي نظرا لعدم انسجامه مع المبادئ الإسلامية والقيم داخل المجتمع المغربي.وكان فيلم ليلى مراكشي موضع انتقاد في صفوف السينمائيين والنقاد وكل فعاليات المجتمع الذين أجمعوا على أنه مخالف لما هو متعارف عليه، حتى وإن لم يشاهده بعضهم، إذ كانت قصة حب بين فتاة مسلمة وشاب يهودي بمثابة صدمة لشعور المسلمين وانتهاكا لكرامتهم.وفي قراءة لقصة الفيلم، ركزت ليلى على تصوير أغلب المشاهد ليلا ما أعطى إيحاء بأن العلاقة القائمة بين الفتاة المسلمة «غيثة» واليهودي «يوري» لا يمكن أن تنمو في الضوء ويتم الإعلان عنها نظرا لتعارض مجموعة من القيم.ومن بين الأمور المثيرة للجدل في الفيلم ذاته، اختيار المراكشي أن تدور قصته، خلال شهر رمضان، وتركيزها على تصوير أجواء الشهر بنوع من الكآبة وإظهار عنصر اللامبالاة بما يحمله من معان سامية لدى كثير من شخصيات الفيلم مثلا والد ليلى الذي يرغب في أن ينتهي الشهر الفضيل في أقرب وقت و»غيثة» التي تستغل انشغال الجميع بوجبة الإفطار بعد آذان المغرب لتلتقي عشيقها.ومن الانتقادات التي أثارها فيلم «ماروك» أن مخرجته جردت كثيرا من المعالم الإسلامية من دورها الرئيسي، مثلا الاستعانة بمشاهد لا أخلاقية وبث مقاطع صوتية للآذان.وبدت «غيثة» في الفيلم من الشخصيات التي لا تعير الإسلام أي اهتمام لأنها لا تتوانى عن نعت عائلتها، أنها تعتنق إسلاما من باب النفاق فقط، ما جعلها تبدو ثائرة على الأعراف والتقاليد ولا تجعل أي مجال لوازع ديني أو أخلاقي للسيطرة على تفكيرها أو توجيه اختياراتها.واتضح، خلال مشاهد الفيلم، طبيعة شخصيتي «غيثة» و»يوري» ففي الوقت الذي تغيب فيه قيمها الأخلاقية وتعيش نوعا من التوتر، يبدو الشاب اليهودي منسجما مع أفكاره ومتشبثا بقيمه ودينه.وأجمع النقاد أن الفيلم صنف ضعيفا من الناحية الفنية لكن ما ساهم في انتشاره هو الجدل الذي أثاره على المستويين الأخلاقي والديني، من خلال الاعتماد على أقليات للتعبير عن مجتمع بأكمله وذلك لأنها تعيش مشاكل أسرية تجعلها تقضي معظم أوقاتها بالملاهي الليلية.ونتيجة هذا التفكك الأسري، قررت «غيثة» الهجرة إلى لندن لأنها كانت تعيش نوعا من الغربة الداخلية ما جعلها تتخلص من كل القيود التي كانت تحاصرها أثناء وجودها في المغرب وتجعل حاجزا بينها وبين كل ما هو نابع عن خطاب ديني أو أخلاقي.وبالنظر إلى كل الحوارات التي جرت بين شخصيات الفيلم بدت فيها قصة الحب بين اليهودي والمسلمة مرفوضة بشكل تام داخل المجتمع المغربي ما جعل المخرجة تسعى إلى إيجاد نهاية للقصة، غير مرغوب فيها لأن عناصرها غير متكافئة، عن طريق تعرض «يوري» إلى حادثة سير مادام الزواج بين الطرفين أمرا مستحيلا، وذلك بلجوئها إلى الاشتغال على الحبكة الدرامية. الصباح

“ماروك” صدمة سينمائية بلمسة أنثوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نماذج متباينة للمرأة في السينما المغربية

هناك من أسس لـ"سينما الارتزاق" باسم المرأة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات