الدفاع الجديدي… 60 سنة “تنشيط”

الفريق يصرف أكثر من ثلاثة ملايير سنويا دون أن يفوز بأي لقب منذ تاريخ اندماجه مع فريق الحسنية سنة 1955، وطيلة 58 سنة لم يحقق الدفاع الحسني الجديدي أي لقب. ورغم أن الفريق ساهم في تطعيم المنتخب الوطني بلاعبين متميزين كالمرحوم محمد معاوية المعروف ب"الصمام" في الستينات، ومحمد المعروفي في السبعينات، مرورا بكل من أحمد مكروح (بابا) ومصطفى فتوي (الشريف) ومصطفى يغشى والجيلالي الحسني وعز الدين أمان الله وعبد اللطيف يقضاني ورضا الرياحي ، فإنه لم يتمكن من الفوز بأي لقب للبطولة أو كأس العرش، ليبقى أحسن إنجازاته هو فوزه بلقب بطولة الخريف الفخرية ولعبه نهاية كأس العرش ثلاث مرات، سنوات 1977 أمام الرجاء، و1985 و1986 أمام الجيش الملكي.ويبقى السؤال المؤرق لجمهور الدفاع الجديدي، مطروحا دون جواب، ترى ماذا ينقص الدفاع الحسني الجديدي لتحقيق الألقاب؟ هل المال أم الرجال أم هما معا؟ المال لم يعد مشكلة فرضية المال لم تعد مطروحة، بحكم أن ميزانية الفريق انتقلت من 140 مليونا سنة 2000 إلى ثلاثة ملايير و200 مليون سنتيم سنة 2012. ويبقى تصريح المدرب محمد المعروفي في بداية الألفية الثالثة حاضرا بقوة، والذي أكد فيه أن المكاتب المتعاقبة على تسيير الدفاع الحسني الجديدي، كانت تلعب دوما من أجل الحفاظ على مكانة الفريق ضمن حظيرة فرق الصفوة، واليوم أصبحت تلعب من أجل تنشيط البطولة. ويرى عبد الله فاقور، أحد المنخرطين بالدفاع الجديدي، أن غياب الطموح لدى المكاتب المسيرة المتعاقبة على تسيير الفريق من جهة، وغياب رؤية وإستراتيجية واضحة من جهة ثانية، حرم الفريق طيلة مساره الرياضي من تأثيث خزينته بلقب. وأشار فاقور إلى أنه لا بد من فصل السياسة عن الرياضة، وأن تتوفر في المسير شروط معينة، من أهمها القدرة على التسيير والتدبير واحترام مؤسسة المنخرط وإشراكه في تدبير الملفات الكبرى والاستشارة معه على الأقل. ولا بد للراغب في تسيير الفريق، يضيف فاقور، من توفره على برنامج واضح المعالم، يحدد الأهداف، كما شجب كثرة تغيير المدربين التي لا تخدم مصلحة الفريق، بل تؤثر على السير العام كما حدث خلال فترات سابقة، على عهد عبد الرحيم طالب وجمال السلامي وجواد الميلاني وقبلهم أحمد نجاح. ظروف العمل أثيرا أخيرا، غياب ظروف الاشتغال، كما أكد المدرب حسن مومن، وتتمثل في غياب أبسط شروط العمل كالكرات مثلا وملاعب للتدريب، إضافة إلى معيقات ترتبط بالتكوين والتأطير، إذ تجد الفئات الصغرى صعوبة بالغة في إيجاد فضاء قار للتدريب. وتساءل أحد اللاعبين السابقين عن سبب غياب مدير تقني للفريق الجديدي، إذ تعاني الفئات الصغرى إهمالا وتقصيرا واضحين للعيان، فمنذ التخلي عن المدير التقني امبارك بيهي، ظل الفريق الدكالي بدون مدير تقني، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام. ومن المعيقات الأخرى، غياب الجمهور، فرغم أن هناك جمعيات للمحبين والمدعمين، منها جمعية العشاق والجمعية الحسنية وإلتر كاب صولاي وفرس دكالة والأخضر والأبيض ودفاعي وربي كبير وعشاق أسود الأطلس، فإن غياب التأطير يجعل تأثيرها محدودا. وتساءلت الحاجة فاطمة لعويسي، المرأة التي ارتبط اسمها بفريق الدفاع الحسني الجديدي منذ 1965، وظلت تؤثث بلباسها الحامل للون الفريق الدكالي، مدرجات ملعب ابن امحمد العبدي والملاعب الوطنية التي يحل بها الفريق الجديدي، عن عدم تحقيق ولو لقب واحد منذ ستة عقود. وترى الحاجة فاطمة لعويسي، بدورها، أن المشكل يرتبط أشد الارتباط بالتسيير الذي يعتبر المشكل الكبير في المنظومة الرياضية ككل. 9 مـدربـيـن فـي سـنـتـيـن ونـصـف من الأسباب التي تؤثر سلبا على مسيرة الفريق تغيير المدربين، فمنذ بداية موسم 2010 /2011، أي في ظرف زمني لا يتعدى سنتين ونصف سنة، تم التعاقد مع ثمانية مدربين. فبعد التعاقد مع الأرجنتيني أوسكار فيلوني وتوقيعه عقد مبدئيا، تم التعاقد في "رمشة عين" مع المدرب فتحي جمال، الذي بدأ برنامجه بتنظيم معسكر بأعالي أوكيمدن في غياب ملعب لإجراء التداريب. وبعد فشله في تحقيق نتائج إيجابية، انسحب فتحي جمال وترك المسؤولية لمساعده محمد عبد المنعم الذي حقق نتائج إيجابية في منافسات كأس العرش وفي مباريات البطولة بأول فوز على شباب المسيرة، والعودة بتعادل ثمين من ميدان الرجاء، قبل أن يتم التعاقد مع خالد كرامة، الذي فشل هو الآخر في إخراج الفريق من دوامة النتائج السلبية، وانسحب بدوره، ليعوضه مصطفى فتوي (الشريف) بمساعدة عصمان، قبل أن يتم الاستنجاد بمدرب فريق الأمل محمد معروفي الذي قاد الفريق في مباراتين، ثم التعاقد في نهايـــة المطاف مع محمد جواد الميلانـــي، الذي تمـكن من إنقاذ الفريق وتم توقيع العقد معه لمدة سنتين ونصف سنة. وخلال الموسم الجاري، وبعد أزمة النتائج، تعرض الميلاني لانتقادات لاذعة مما دفعه إلى تقديم استقالته، مرتين قبل أن يغادر الفريق الجديدي، وتم تعويضه مؤقتا بمصطفى الشريف ثم حسن مومن. إنجاز: أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

الدفاع الجديدي… 60 سنة “تنشيط”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برزوق: الدفاع يفتقد إستراتيجية واضحة

الجيش يواجه النصر الليبي والفتح دوالا الكامروني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات