ضغوط على بوليساريو لوقف مفاوضاتها مع المغرب

اتهام الجبهة بالتخلي عن المتهمين في "اكديم إيزيك" بعد توريطهم في الأحداث الإجرامية وضعت الأحكام الصادرة في حق المتهمين في أحداث «اكديم إزيك»، جبهة بوليساريو في موقف حرج، بسبب ما ولدته هذه الأحكام من ضغوطات داخلية على قيادة الجبهة، ومطالب بالعودة إلى حمل السلاح، وتجميد مفاوضاتها مع المغرب بشأن الوضع النهائي في الصحراء. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الصباح»، أن عددا من قيادات الجبهة اختفت عن المخيمات منذ انتشار خبر الأحكام الصادرة في حق المتهمين في أحداث تفكيك المخيم بضواحي العيون، مشيرة إلى أن عناصر المخابرات الجزائرية تراقب المخيمات، وتمنع تنقل الأفراد، خاصة فئة الشباب منهم، إلا بتصريح من قوات الأمن الجزائرية، مضيفة أن هذا الحصار زاد في تأزيم الوضع. بالمقابل، طالبت ألوية شبابية تابعة لتنظيمات جبهة بوليساريو، زعيم الجبهة، باتخاذ مواقف أكثر شجاعة، وعدم الاكتفاء بالتنديد وبعث بيانات إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة. وتضغط هذه الهيآت على بوليساريو، من أجل الوقف الفوري لأي اتصال مع المغرب وتجميد مسار المفاوضات وتبادل الزيارات العائلية، وذلك ردا على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية بالرباط، والتي تراوحت بين المؤبد و20 سنة في حق 24 متهما في الأحداث الأليمة التي شهدتها العيون.ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن شباب المخيمات وراء تحريك هذه الهيآت للضغط على قيادة بوليساريو، مشيرة إلى أن عناصر من الأمن العسكري الجزائري، تجري اتصالات داخل المخيمات من أجل تضييق الخناق على قيادة بوليساريو، وحملها على نسف المفاوضات مع المغرب، حول قضية الصحراء، سيما أن السلطات الجزائرية كانت تدفع، منذ انطلاق مسلسل المفاوضات، في اتجاه عرقلة المسار الأممي، تارة بالضغط على الوفد المفاوض وتارة أخرى بتغيير رئيسه. وقالت مصادر «الصباح»، إن الصحراويين داخل المخيمات يتهمون قيادة بوليساريو بالعجز عن توفير مخرج للمتهمين في أحداث «اكديم إزيك»، مشيرة إلى أن الاتفاق بين قياديين في الجبهة وعناصر من «بوليساريو الداخل»، وهو الاتفاق لذي سبق المحاكمة، يقضي بأن يقود المتهمون حملة تسييس ملفهم أمام القضاء، بالمقابل تتكلف جهات داخل الجزائر وبوليساريو بتدويل هذه القضية، غير أن بوليساريو تخلت عن التزاماتها.وأفادت المصادر نفسها أن بوليساريو كانت ترمي من وراء القضية، إثارة ملف مراقبة وضع حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، واستغلال هذه المحاكمة لدى هيآت الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف، فيما لم تتعد مبادرتها حيال الأحكام الصادر في حق المتهمين الـ24، إصدار البيانات والتنديد وتحريك بعض الهيآت الحقوقية التي تستأجرها وتمولها لأجل هذا الغرض. ووفق المصادر ذاتها، فإن التقارير المتوازنة التي أصدرتها منظمات حقوقية أوربية تابعت أطوار المحاكمة، أربكت حسابات الجبهة، وقلصت حجم التأييد الدولي الذي كانت تسعى إليه.وسجلت التقارير التي تلت الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية، في حق المتهمين، «أن المحاكمة مرت في أجواء عادية، واتسمت على وجه العموم بسلامة الإجراءات، فخلفت بذلك ارتياحا لدى المتهمين الذين بادر العديد منهم عند الاستماع إليهم إلى التعبير عن شكرهم لرئيس الهيأة». واعتبر تقرير المركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات، أن الأحكام «تتناسب مع طبيعة الأدلة التي عرضتها النيابة العامة، التي تثبت تورط المتهمين بتكوين عصابات تهدد أمن البلاد، وأدت إلى وقوع ضحايا في صفوف قوات الأمن». إحسان الحافظي

ضغوط على بوليساريو لوقف مفاوضاتها مع المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متربصين بالملك في شوارع الرباط

الحاضي يقتل تسعة أطفال ويصبح آلة انتقام بالسجون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات