ويستمر مسلسل إهانة الصحافة

وكالة القمار تحولت إلى ثكنة تستوجب الحصول على ترخيص وشرطي يجهل الواجب الصحافي يبدو أن تنظير المسؤولين حول حرية الصحافة ومجالات اشتغالها في نقل الخبر والغوص في مستنقعات المجتمع للجهر بالفساد ووضع الأصبع على العيوب، وغير ذلك من مهمات الصحافي، مجرد كلام عابر ولعبة للمزايدات السياسية، فممتهنو السلطة الرابعة، كتب عليهم أن يقبعوا ببطاقاتهم الوزيرية في أسفل الهرم، يعانون للوصول إلى المعلومة ويطاردون بالشكايات المباشرة، وقد يصل الأمر إلى التهديد بالانتقام. ما جرى لصحافية «الصباح»، ضحى زين الدين، في قلعة قمار بامتياز، تبيع الوهم للضحايا وتخضعهم لرهاناتها الخاسرة، صورة أخرى من الصور الكثيرة للقمع والترهيب وتكميم الأفواه، والأغرب من كل هذا أن حماة القانون عوض أن يتعاملوا بحياد مع الواقعة وينتزعوا الصحافية من مخالب ميليشيات صاحب وكالة القمار الذي استمر، رغم حضورهم، في إصدار أوامره بالاعتداء على امرأة عزلاء، إن بهتك العرض عبر الجر واللمس وغير ذلك، أو بالتفوه بالألفاظ المستقاة من الحقل الذي تعشش فيه هذه النماذج البشرية.رجل الأمن الذي وصل رفقة زميله الدراج، رغم أنه لم يحترم أمام تلك الميليشيات التي استمرت تأتمر بأوامر مدير الوكالة وتعتدي على الصحافية، وعوض أن يبقى محايدا ويخبر فقط رؤساءه بالواقعة حتى يتبين له ما العمل، انطلق بدوره في طرح أسئلة غريبة على الصحافية وكأنها المذنبة أو كأنها من كانت تكيل الضرب والإهانة وهتك العرض لتلك الميليشيات كثيرة الأفراد التي عاين محاصرتها لها. تكلم ويا ليته لم يتكلم، بما لا ينم إلا عن جهل بدور الصحافة وواجبها وقال للصحافية «واش عندك رخصة باش تجي هنا»!رحماك يا رب، فحتى دور القمار أصبحت تقتضي الحصول على ترخيص مسبق، كأنها ثكنة عسكرية على رأسها جنرال وتحوي أسرار الدولة ومخططاتها الحربية لحماية الحدود والبلاد.نسي الشرطي أنه بنفسه لا يحمل ترخيصا، ولا يمكن أن ينتظر الحصول عليه لمطاردة المجرمين وإيقاف المخالفين، فعمله وتدخلاته أرقى من أن يضيقها ترخيص، إنه الواجب الذي يؤطر مهامه، وهو نفسه الذي يؤطر مهمات الصحافي. واجب الصحافي أن ينقل الخبر وأن يقوم بالمهام المنوطة به في هذا المجال وفق ضوابط، ما أعتقد أن الصحافية ضحى الحاصلة على جائزة محمد السادس للصحافة في نسختها الأولى، قبل 10 سنوات، قد تجاوزت حدودها أو أساءت استعمال واجبها. الغريب في الأمر أن هذا يقع قبل أيام قليلة من الاحتفال بعيد المرأة، ومن خلالها نحيي النساء سواء منهن العاملات المتفوقات أو ربات البيوت. إنها صورة النظرة الدونية إلى المرأة التي مازالت تحكم بعض العقول، فكيف برجل أن يبرز عضوه التناسلي في وجه الصحافية وكيف بآخر يجرها من أماكن حساسة وكيف بالمدير يعربد ويرغي ويشهر بطاقاته البيضاء، متوعدا بحزب ووو.قدر الصحافي والصحافة أن يبقيا رهيني سياسة تحاول جاهدة إبعادهما عن المجتمع والغوص خارجه، وواجبهما أن يستمرا في التزاماتهما بالتنوير والإخبار رغم الإكراهات والضغوطات. المصطفى صفر

ويستمر مسلسل إهانة الصحافة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزراء بنكيران يهيمنون على سلطة للبرلمان

الحكومة "تغش" في الامتحان التشريعي

مقالات ذات صلة