نقابات بتاونات تكشف فضيحة استغلال سيارات الدولة

طالبت بالتحقيق ورصدت وضعا كارثيا في قطاع الصحة كشفت نقابة للصحة بتاونات، فضيحة جديدة لاستعمال سيارات الدولة لأغراض شخصية، بعدما ضبطت سيارة غابت في ظروف غامضة عن مستودع السيارات التابع للصحة، مخبأة بمحل للمطالة بالمدينة، استعدادا لإصلاحها بعدما تعرضت إلى خسائر مادية جسيمة في حادثة سير يجهل توقيت ومكان ارتكابها.ويتعلق الأمر بسيارة مصلحة من نوع "بوجو بارتنير" تابعة للمركز الاستشفائي الإقليمي، عثر عليها نحو السادسة مساء الأحد 12 فبراير، مركونة بمحل المطالة بحي الدشيار، بعدما أزيحت لوحة ترقيمها وثبتت أوراق جرائد وطنية على زجاجها ونوافذها تمهيدا لصباغتها، ما "يؤكد أنها تعرضت إلى حادثة سير أريد التستر عليها". وبلغ إلى علم مسؤولين في نقابتين قطاعيتين، الخبر وانتقلوا إلى المحل لمعاينة السيارة ميدانيا، وتأكدوا من وجودها على تلك الحالة، بل لاحظوا وجود بقايا الوحل في أسفل الإطار وبجانب العجلات، ما يرجح فرضية أن السيارة عبرت مسلكا ترابيا قد تكون سقطت فيه ضحية حادثة سير مجهولة. وتحدث مسؤولون نقابيون عن ملاحظتهم إصلاحات لم تكتمل في الجهة اليسرى لإطار السيارة التي برأيهم "غابت عن حظيرة السيارات للمركز الاستشفائي المذكور، منذ الجمعة 8 فبراير الجاري"، مطالبين بفتح تحقيق جدي في الموضوع وتطبيق القانون فيما يخص الاستعمال غير القانوني لسيارات الدولة. وراسل المكتبان الإقليميان للنقابة الوطنية للصحة (ك. د. ش) والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتاونات، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، في موضوع هذه الفضيحة و"تعرض سيارة المصلحة إلى حادثة سير"، مطالبين بفتح تحقيق في الموضوع، ومعاقبة كل من ثبت تورطه في استغلال واستعمال سيارة الدولة لحسابه الشخصي.وأكدت النقابتان سرية إصلاح السيارة خارج المساطر المعمول بها، مع الإشارة إلى الاستعمال المفرط لسيارات الدولة للأغراض الشخصية خاصة في التسوق والتنزه، فيما وجه المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة (إ. و. ش) بتاونات، أصابع اتهامه للمندوب الإقليمي باستعمال سيارات المصلحة لأغراض شخصية. وأقرت النقابة المقربة من العدالة والتنمية، في بيان لها أن الاستغلال يتم خارج أوقات العمل ومن قبل المحسوبين عليه، متحدثة عن عدم تحمل المندوب الإقليمي لمسؤولياته وواجباتها المهنية في السهر على توفير عرض صحي مقبول وملائم لسكان الإقليم ب"تفريطه وعدم الحرص على الكفاءات والإمكانيات المخصصة له".من جانبه، نال مندوب الصحة بتاونات حصة الأسد من الاتهامات التي وجهتها هذه النقابة، بما في ذلك التشكيك في تفانيه في الدفاع عن مصالح الإقليم واكتفائه بالخوض في أمور هامشية "لا تسمن ولا تغني من جوع"، متحدثة عن تمتيع بعض المحظوظين دون غيرهم بالتكوين المستمر، وإسناد المسؤوليات والمهام دون احترام القانون.وأكد بيان أصدرته نقابة الصحة ل"إ. و. ش"، غض الطرف عن توزيع الأدوية على الأصدقاء والمقربين والجيران وفي الحملات الانتخابية المبكرة وبيعها إلى المواطنين، ما يحرم المعوزين منها، واعتماد مبدأ الريع الإداري كخيار ومنهج للتسيير، متحدثا عن الاستهزاء المتواصل للعمل النقابي.واتهم البيان المندوب بالتملص من إيجاد الحلول الممكنة لعدة ملفات عالقة من شهور، كملف المتصرفين وإحداث لجنة إقليمية لمراقبة الأدوية والإنشاءات، ما يكبد الإقليم خسائر لا حصر لها في إهدار الكفاءات والمال العام، و"تهربه من الحوار وإشراك النقابة في اتخاذ القرارات وحجب المعلومات عنها وعدم الرد على مراسلاتها".وتحدث عن أوضاع كارثية وغير مسبوقة يشهدها قطاع الصحة بالإقليم، و"استعمال المندوب الإقليمي أسلوب التعسف والتهديد في حق الموظفين وإثارة جو من الفتنة والبلبلة بينهم، ما اضطر البعض منهم خاصة الأطباء للتفكير في تقديم طلبات الاستقالة، مؤكدا حرمان الشغيلة من الإدلاء بالشاهدات الطبية. وتحدثت مصادر نقابية عن حيف يطول تاونات من حيث الموارد البشرية مقارنة مع باقي أقاليم الجهة لأسباب "لا يعلمها إلا المدير الجهوي"، إذ تظل المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بدون طبيب للمداومة في بعض الأحيان، ما اضطر المسؤولين المحليين إلى نهج سياسة "الترقيع" وحرمان مستوصفات من أطباء. ولا يتوفر الإقليم إلا على طبيب في الجراحة العامة، فيما يتوفر إقليم الحسيمة على 4 جراحين، 3 منهم بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة وجراح بالمستشفى الإقليمي بكرسيف، ما يثير تساؤلات النقابة المذكورة، حول المعايير المعتمدة في توزيع الموارد البشرية على أقاليم الجهة ومبدأ تكافؤ الفرص. حميد الأبيض (فاس)

نقابات بتاونات تكشف فضيحة استغلال سيارات الدولة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أشرطة مصورة تجر مسؤولين إلى التحقيق

ستراوس كان في كتاب جديد مثير للجدل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات