قاضي استئنافية الجديدة استدرج داخل مسكنه

أظهرت سوابق الأشرطة المصورة الفاضحة للفساد التي خرجت إلى العلن، أنها صورت في غفلة من أبطالها، الذين عادة ما يكونون مسؤولين في قطاعات مختلفة، ارتكبوا أخطاء أو تستروا عليها أو كانوا شهودا عليها.ويركب الضحية مغامرات لاستدراج بطل الشريط، إلى المكان الذي يعتبره آمنا وتجري فيه عملية تصوير الشريط، والذي يبقى في الأساس وسيلة استئناس يمكن بواسطتها الوصول إلى الحقيقة، إذ لا تحظى تلك الأشرطة بالقوة الثبوتية التي تمكن من الاعتماد عليها مائة في المائة، للقول بصحة مضمونها، بل ذلك منوط بجهات مختلفة، من بينها المسؤولون الذين يراد إيصال الرسائل إليهم، والذين قد يعتمدون على خبرة فنية للتحقق من الشريط.شريط قاضي استنئافية الجديدة، الذي نال حيزا مهما من الاهتمام داخل الجديدة وأيضا خارجها، واحد من هذه الأشرطة التي خرجت لتطرح تساؤلات كبيرة، سواء في ما يتعلق بمضامين الحوار الذي دار بين القاضي والمتقاضي الذي يعتبر نفسها مظلوما، وأيضا في ما يخص العلاقة التي تجمع بين قاض ومتقاض، وتركيز حديثهما على ما يروج داخل المحكمة نفسها التي يشتغل بها القاضي.نتائج الأبحاث التي أسفر عنها تقديم الشريط إلى وزارة العدل مرفوقا بشكاية المعني بالأمر، لم تخرج إلى العلن بعد، لكن الشريط في حد ذاته حمل صورة جديدة من صور التشكي، التي قد يلجأ إليها المواطن مستعينا بأبسط الأدوات لفضح ما يعتبره خروقات تطوله وتمنعه من الوصول إلى حقوقه.في لقاء ببوشعيب ياسين، المتحدر من مدينة سيدي بنور، وبالضبط من دوار مسناوة، أوضح أنه بالفعل عانى الأمرين، وتحدث عن طريقة التفكير في العثور على حل للمشاكل التي تعوقه وأيضا إلى الوسائل التي يعتمدها خصومه للزج به وبأمه في السجن، ومحاولة انتزاع عقار ورثه وأسرته من والده أبا عن جد.وشرح بوشعيب، الذي قدم الشريط ل «الصباح» أنه فكر كثيرا قبل أن يقدم على هذه الخطوة، أما عن سؤال حول علاقته بالقاضي وكيف تحولت إلى علاقة صداقة، إذ أنه زاره في منزله يوم تصوير الشريط، فقد آثر بوشعيب أن لا يتحدث عنها، واكتفى بالقول إنه التقاه ذات مرة في سيدي بنور ومن تم وقع التعارف بينهما، رغم أنه القاضي نفسه سبق أن كان ضمن هيأة أصدرت حكما ضده.يروي بوشعيب أنه في اليوم الذي دعي فيه للحضور إلى منزل القاضي، كان يعرف جيدا أن الأخير لن ينفعه، ففطن إلى حيلة يمكن بواسطتها إيصال صوته إلى المسؤولين وفضح ما يتعرض له من خروقات، ومن أبسطها رفض إجراء معاينة والانتقال إلى المنزل موضوع النزاع للتبين والتأكد من موضوع الدعوى، إذ تم رفض إجراء المعاينة مرات ما عرضه لأحكام وصفها بالجائرة، وحول أنظاره عن ملفه الشخصي، ليحاول لفت الانتباه إلى ما يقع في محكمة الاستئناف سالفة الذكر حسب قوله.في يوم زيارة القاضي، شرع بوشعيب في التصوير بهاتفه المحمول قبل أن يصل إلى بوابة المنزل، إذ رصد الطريق المؤدية إليه ولون الباب وغيرها من النباتات، قبل أن يفتح له الباب من قبل القاضي نفسه ثم يدخله إلى صالون، إذ هناك جلس في زاوية منه وتركه القاضي ثم دلف إلى الداخل، في تلك الفترة وضع بوشعيب هاتفه المحمول في الزاوية المقابلة للمكان الذي يجلس فيه وشغل كاميرا الهاتف.بعد ذلك جاء القاضي من جديد وجلس بالقرب من بوشعيب، ليشرعا في الحديث مباشرة، وتناولا مختلف مراحل التقاضي، كما جر بوشعيب ياسين القاضي إلى الحديث في مواضيع أخرى تتعلق ببعض زملائه، وبين الفينة والأخرى يتحرك بوشعيب فتظهر الصورة جلية ويبدو معها القاضي منهمكا في توجيه السب أو في توزيع اتهامات، وفي فترات أخرى كان يقرأ الملف الذي تسلمه من بوشعيب ويفتي عليه فتاوى المساطر التي ينبغي أن يسلكها للوصول إلى حقوقه. المصطفى صفر

قاضي استئنافية الجديدة استدرج داخل مسكنه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أشرطة مصورة تجر مسؤولين إلى التحقيق

ستراوس كان في كتاب جديد مثير للجدل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات