3 أسئلة: السلوكات الشاذة مرتبطة بتلاشي الطابع الديني

لماذا ترتبط بعض المواسم بممارسات من قبيل الدعارة؟المواسم في المجتمع المغربي مرتبطة بالتصوف، كانت تقام كمناسبات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتربوية في الوقت ذاته. من خلالها يقبل العديد من مريدي الزوايا أو الذين ينتسبون إلى السلالة التي غالبا ما تكون سلالة شريفة، ليس فقط للتعبد والتبرك، ولكن أيضا للتبادل التجاري الذي يكون في أوجه، علاوة على التبادل الثقافي والسياسي، حيث تكون أرضية للتواصل بشكل عام بكل أنواعه.ما يقع هو أن هذا الطابع الثقافي أو الديني للمواسم بصفة عامة في المجتمع المغربي، تغير شيئا ما، وبدأ يختفي الجانب الديني فيها، إلا من بعض الطقوس كالذبائح، في الوقت الذي يغلب الطابع السياحي والتجاري، إلى درجة أن العديد من المواسم، إذا ما قارنا ماضيها بحاضرها، انتفت صفتها الدينية أو الصوفية أو المرتبطة بالزاوية عنها بالمطلق، وتحولت إلى سلوكات شاذة، وإن كان ذلك ليس عاما ويقتصر على بعض المواسم، إذ بدأنا نسمع عن ظهور شذوذ جنسي ودعارة وبعض الأنشطة التي لا علاقة لها بالشعارات التي رفعت من قبل اللجنة التنظيمية، حتى أصبحت توصم بموسم "فلان" للشواذ وكذا للدعارة وذاك للتجارة. هل يعتبر ذلك امتدادا لممارسات مماثلة في إطار ما دأب عليه بعض المشعوذين والدجالين؟في اعتقادي، لا يمكن أن نعتبر هذه الظواهر مرتبطة أو استمرارا لسلوكات ماضية، على اعتبار أن الأسماء التي تكون في هذه المواسم هي أسماء لعلماء وفقهاء أو أولياء أو شرفاء، لهم حضورهم الهام في الجانب العلمي والجانب الديني ويشهد لهم بالاستقامة والاجتهاد، غير أن بعض من تولوا الأمور بعدهم ربما لا علاقة لهم بالدين او بالعلم أو بالأخلاق، وهم المتزلفون والانتهازيون، الذين يمارسون هذه السلوكات الشاذة حيثما وجدوا ويستغلون هذه المناسبات التي يكون بها الزوار كثرا وقادمين من مناطق مختلفة، وتكون الظروف مواتية لإمكانية ممارسة شذوذهم أو انحرافهم، دون أن تكشف هوياتهم أو يلقى عليهم القبض، وكل ذلك يتم تحت غطاء الموسم.هذا أمر كاد أن يكون طبيعيا ليس فقط في المواسم الدينية، بل في كل المناسبات كلما كان التجمهر والزوار كثر تنتهز الفرصة لهذه الأمور. هل يستغل البعض هالة القداسة والخضوع المستمدة من الأولياء الصالحين لإجبار الزوار على ممارسات مماثلة؟هؤلاء الانتهازيون كما سبق أن أشرت إلى ذلك، هم الذين ليست لهم علاقة روحية متينة بالزاوية أو الموسم، يستغلون سذاجة وعدم وعي الكثيرين لممارسة شذوذهم تحت أي غطاء، وكلما سمحت لهم الفرصة لذلك. هؤلاء ينحرفون سواء في الموسم أو غيره. الذي يجرؤ على خرق قواعد أخلاقية ينتهز أي فرصة تتاح له، ومنها هذه المواسم.وهناك أيضا من يتعمدون تحفيز زوار الموسم أو الزاوية للمشاركة في ممارساتهم الشاذة، بداعي أن هذه الطريقة أو الممارسة هي السبيل الوحيد للحصول على بركات الشيخ أو الولي. أجرت الحوار: هجر المغليابراهيم الحمداوي, أستاذ باحث في علم الاجتماع

3 أسئلة: السلوكات الشاذة مرتبطة بتلاشي الطابع الديني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المواسم...تجارة مربحة

للا عائشة وللا يطو ومولاي بوشعيب بأزمور فضاء المتعة بامتياز

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات