“طوائف” المغرب “تجذب” في حضرة الشيخ الكامل

عشرات الطوائف ومئات من عيساوة وآلاف الزوار في موسم يختلط فيه الدين بالدجل والشعوذة بالدعارة والشذوذ الأرواح التائهة الباحثة عن الخلاص تتشبث بأي شيء وبكل شيء سعيا وراء منفذ أو مفر من هموم الدنيا الفانية. أعضاء الطوائف من كلا الجنسين ومن كل الفئات العمرية... بعضهم تحمل عناء طول المسافة وأعباء السفر، وآخرون تحدوا المرض والإعاقات وكبر السن، وجاؤوا لينخرطوا في جذبات عيساوية، علّها تخفف عنهم وطأة المعاناة وحدة الحرمان، ويحملون في قرابهم قرابين وهدايا يتزلفون بها إلى شيخ يرقد تحت ربوة مطلة على العاصمة الإسماعيلية منذ 501 سنة، راجين منه الشفاعة لدى خالق الكون من أجل الصحة والعافية والمال والبنين... هذه مشاهد تنقلها "الصباح" من حضرة الشيخ الكامل بمكناس في هذا الروبرتاج:"باب جْديد" تحول، يوم أول أمس (الخميس)، الموافق لذكرى مولد نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، إلى ساحة تلتقي فيها "طوائف" من أتباع ومريدي الطريقة العيساوية. الأتباع والمريدون والزوار حولوا الفضاء المحيط بضريح الشيخ الكامل، المؤسس والأب الروحي للطريقة العيساوية، إلى حلقة تمور بالكائنات والأرواح البشرية. بعض هذه الأرواح جاء يلتمس بهذا الضريح، الواقع فوق رابية تطل على وسط مدينة مكناس، السكينة والصفاء الذهني والخلاص الروحي، أما أرواح أخرى فجاءت تبحث عن الإعراج إلى عوالم أولياء الله الصالحين، والتماس قليل من بركاتهم وكراماتهم. أرواح تائهةالأرواح التائهة الباحثة عن الخلاص تتشبث بأي شيء وبكل شيء سعيا وراء منفذ أو مفر من هموم الدنيا الفانية. أعضاء الطوائف من كلا الجنسين ومن كل الفئات العمرية. منهم الشيوخ والأطفال وبينهم النساء والرجال والفتيات والشباب، كلهم يعتمرون ومتشحون بأزياء بيضاء أو فاتحة اللون. بعضهم تحمل عناء طول المسافة وأعباء السفر، وآخرون تحدوا المرض والإعاقات وكبر السن وجاؤوا لينخرطوا في جذبات عيساوية، علّها تخفف عنهم وطأة المعاناة وحدة الحرمان، ويحملون في قرابهم قرابين وهدايا يتزلفون بها إلى شيخ يرقد تحت ربوة مطلة على العاصمة الإسماعيلية منذ 501 سنة، راجين منه الشفاعة لدى خالق الكون من أجل الصحة والعافية والمال والبنين.إدريس الناقوب واحد من أولئك الذين لا يألون جهدا في سبيل حضور موسم الشيخ الكامل. ذلك دأبه وعادته منذ أكثر من عشرين عاما. كلما اقترب يوم ثاني عشر ربيع الأول يشرع في حزم ما تيسر من أغراض تساعده على قضاء إقامة من سبعة أو عشرة أيام بجوار قبر الإمام الهادي بن عيسى مؤسس الطريقة الصوفية العيساوية. الناقوب، ذو الخمسين سنة والقادم من منطقة تيسة ضواحي مدينة تاونات، يأتي إلى "موسم الشيخ الكامل"، كما درج كثيرون من عامة الناس على تسمية إحياء الطريقة العيساوية لذكر مولد النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، مهما كلفه الأمر. طوائف من كل حدب "وخا نسلف خاصني نجي هنا"، يصرح الرجل ل"الصباح" وهو يتمشى وسط أمواج من البشر تقطع الطريق التي تربط بين ضريح الإمام الهادي بن عيسى والحلقة حيث تنطلق طقوس الطوائف مصحوبة بأهازيج غنائية شعبية."الطايفة" (وتُجمع على الطايفات) هم مجموعة أشخاص يجمعهم الولاء والتبعية للطريقة العيساوية وينتمون إلى منطقة جغرافية معينة، أي يمثلون واحدة من القبائل المنتشرة على طول وعرض منطقة الغرب الشراردة بني اسحن ومنطقة زعير غربا، إلى الناظور وتطوان وطنجة والفنيدق شمالا مرورا بالعرائش وتاونات والقصرين الكبير والصغير، إلى الجنوب بضواحي زاكورة ومنطقة تافيلالت.ينتظم أفراد "الطايفة" في مجموعة تضم ما بين 30 و70 شخصا، وأكثر أحيانا، يشدون الرحال كل سنة إلى ضريح الشيخ الكامل. لكل واحد منهم غرض من وراء هذه الرحلة. بعضهم يبحث فقط عن راحة البال والسكينة التي افتقدها في دوامة الحياة وهمومها ومشاكلها، وفئة أخرى تقصد الشيخ ليكون لها شفيعا عند رب السماوات لتحقيق بعض المآرب الذنيوية، وفئة ثالثة يعوزها الوعي أو المال، أو كلاهما، جاءت تنشده الصحة في الأبدان أو البركة في الأرزاق، وتلك حال أقوام شبت على إضفاء بعض صفات الإله الواحد على بعض البشر، الصالحين منهم أو الدجالين والمتنطعين أدعياء البركات والكرامات.بعض الطوائف يصل ثلاثة أيام أو سبعة قبل حلول ذكرى المولد النبوي، فيتخذون من بهو الضريح فضاء يتجمعون فيه. ينشرون أغطيتهم وأفرشتهم ووسائدهم، ويضعون بجانبها أوانيهم وقنينات غاز متوسطة الحجم ليطهوا عليها وجباتهم الغذائية. الإناث يجتمعن مع بعضهن والذكور يفعلون الشيء نفسه. الذين يضيق بهم الضريح يتوجهون إلى بعض دور الضيافة التي يجعلها أحفاد الشيخ و"شرفاء" الضريح رهن إشارتهم للإقامة بها طيلة فترة مقامهم بمكناس، أو أنهم يكترون منازل يقيمون فيها خلال الفترة التي يقضونها إلى جوار ضريح الشيخ الكامل.عندما حلت ذكرى المولد النبوي تدفق أتباع الطوائف، التي قدر عددها مصدر أمني بما يناهز 50 طائفة، إلى ساحة، عبارة عن طريق يمر بجوار مقبرة الهادي بن عيسى وغير بعيد عن "باب جْديد" أو "تلت فحول" كما يحلو لبعض المكناسيين أن يطلقوا عليه، حيث يبدأ الأتباع والمريدون في التجمع على شكل حلقيات أو صفوف بشرية وهم يكبرون أو يرددون اسم الجلالة "الله، الله، الله...". الضربات التي يوجهونها إلى صدورهم بشكل متناسق ومتتابع تُعطي زخما أقوى لتكبير الأتباع وتضفي على نشاطهم هالة من السوريالية، توحي بأن أرواحهم هجرت العالم المادي وانتقلت إلى عوالم روحانية غير يسيرة المنال. سباق الأمتار الأخيرة بمجرد أن يصير أعضاؤها قبالة مدخل الضريح يزداد هياج أتباع الطوائف فيهرعون إلى داخل قبة الشيخ الكامل، وهم يعدون بأقصى سرعة تقدر عليها سيقانهم.وفي غمرة أذكارهم وطقوسهم القروسطية وتدافعهم يحدث أن يتعرض عدد من المريدين لحالات إغماء، كما يحدث أن يتعرض بعضهم لإصابات بدنية خطيرة، مثل الكسر الذي أصيب به رجل وامرأة خلال اشتداد جذوة الحال عليهم وازدياد التدافع بينهم، إذ أصيب الرجل بكسر في الكتف، بينما أصيبت المرأة بكسر في الساعد، وفقا لتصريح رشيد أهلال، منسق الصحة المجتمعية بالهلال المغربي فرع مكناس.أهلال، وهو واحد من عشرات العناصر التابعة للهلال المغربي المرابطة أمام مقر الضريح على أهبة الاستعداد للتدخل لتقديم الإسعافات الأولى ل"ضحايا" هذه الطقوس العيساوية، قال ل"الصباح"، إنهم استقبلوا عدة حالات إغماء صباح الخميس الماضي، أغشي على أصحابها من كثرة تفاعلهم والجهد الذي بذلوه خلال الجذبات.وإزاء الآلاف من الزوار والمئات من أفراد الطوائف عرف محيط ضريح الهادي بن عيسى إنزالا أمنيا كثيفا، إذ عاينت الصباح قرابة عشرين سيارة تابعة للقوات المساعدة وقوات التدخل السريع والشرطة، علاوة على حافلتين جاءت على متنهما تعزيزات أمنية من الأقاليم المجاورة. وعملت عناصر الأمن على تنظيم مسيرات الطوائف وتحصين المسار الذي تتخذه إلى ضريح الشيخ الكامل، وكذلك تنظيم تدفق الزوار ومغادرتهم للضريح نفسه. وكما يجد الساعون وراء السكينة والطمأنينة والخلاص من أعباء الدنيا ضالتهم في موسم الشيخ الكامل، فإن فئة أخرى؛ من الباحثين عن اللذة، ستجد أيضا مآربها في هذا الموسم. إذ يعج الحضور بالكثير من بائعات الهوى اللائي يتخذن من هذا الجمع الغفير مناسبة لاقتناص زبون يرغب في إشباع حب وغريزة آخرين. كما يعرف عن هذا الموسم وموسم سيدي سعيد، الذي يمثل تتمة للأول، أنهما يشكلان وجهة أثيرة للشواذ؛ السلبيين منهم والإيجابيين... نوبات عيساويةأغلب أفراد الطوائف تحدوا الجو البارد صباح الخميس الماضي بمكناس وانخرطوا في "نوبات" و"جذبات" وهم حفاة، أو اكتفوا فقط بجوارب مهلهلة أو مثقوبة، معطين الانطباع أن شدة برودة الجو والأرض لا تؤثر فيهم أو أنهم، من شدة انفعالهم واندماجهم في نوباتهم العيساوية، لا يشعرون بها.الزوار والباحثون عن الفرجة والتسلية، وكذلك الفضوليون يملؤون جنبات الطريق التي اتخذتها الطوائف ساحة وحلقة لمراسيم احتفالاتها، وكثيرون منهم دنوا من الطوائف حتى شكلوا حلقات حولها، مشدودين بقوة إلى ما يرون وما يسمعون من أهازيج و"جذبات"، و"تاهلالت"، أي الصيحات والصرخات والكلام الذي يردده أفراد الطوائف من أتباع الزاوية العيساوية.أغلبية المتفرجين يأتون بشكل جماعي إلى هذا الموسم. فهناك عائلات كاملة تأتي، في هذا العيد، لترفه عن نفسها وتتسلى بالحركات البهلوانية والطقوس الخرافية والشبيهة بما يحدث بعض عند الشعوب الوثنية أو التي تعيش على بقايا القرون الوسطية. من جملة هؤلاء التقينا بالتهامي الشبلي، الذي يصطحب كل سنة أبناءه وبعض أقاربه في زيارة إلى موسم الشيخ الكامل. الشبلي يتحدر من أصول مكناسية لكنه رأى النور في منطقة الغرب، وبالضبط بالقنيطرة، ويعتبر أن زيارة الموسم "واجب وضرورة وجودية بالنسبة إلي"، ثم يضيف "أنا إلا ما جيتش للموسم كان نحس شي حاجة خايبة غادي تطرا ليا". وهذا على ما يبدو هو الدافع الذي جعله يداوم على حضور موسم الشيخ الكامل منذ ست وأربعين سنة. يخلف، خلال فترة انعقاد الموسم، كل شيء وراءه ويصطحب عائلته وأبناءه ليزوروا ضريح الهادي بن عيسى خشية أن يناله مكروه جراء تخلفه عن هذه العادة التي دأب عليها مذ كان شابا يافعا.بعض الزوار، وأغلبهم أطفال وشباب يافعون، اختاروا أن يصعدوا فوق السور الذي يحيط بمقبرة الهادي بن عيسى من أجل أن يكونوا في موقع يتيح لهم متابعة احتفالات الطوائف البدوية بذكرى المولد النبوي في حضرة الشيخ الكامل. بعضهم يصدر صيحات قوية يبغي من ورائها تأجيج نفوس الأتباع والمريدين المنخرطين في نوبات روحانية، ربما تكون انتقلت بهم إلى عوالم بعيدة عن أديم الأرض. من المريدين والأتباع من ترك عنه النوبات والجذبات وشرع في استقبال هدايا و"باروك" بعض الساعين والساعيات وراء دعوات صالحة إلى الله، يكون فيها الشيخ الكامل وسيطا، طلبا لرفع ضر أو رغبة في شفاء أو زيادة في الثراء أو عودة ابن أو ابنة أو أب أو أم متغيبة، أو، أو، أو... وغيرها من الأماني التي يظن بعضهم أن بضعة دريهمات يمدها لمريدة أو مريد قد تحققها بعد دعوات وابتهالات مرسلة إلى السماء...اقتربت عقارب الساعة هنا بمكناس من الحادية عشرة صباحا. الزوار مازالوا يتوافدون، وكذلك الطوائف. الطريق التي يتجمع فيها أتباع الزاوية العيساوية أصبحت غاصة بالزوار والمتفرجين، وكذلك سور مقبرة الهادي بن عيسى، الذي لم يعد أي شبر منه شاغرا. عندما تُنهي الطوائف طقوس إحيائها للمولد النبوي في ساحة "باب جْديد" يبدأ أعضاؤها في المسير صوب مقر الضريح، على إيقاعات أنغام المزامير ودقات الطبول التي تؤجج جدوة الجذبة لدى الكثير من المريدين الذين يُغشى على بعضهم من شدة الاندماج والتفاعل مع نغمات المزمار ودقات الطبل "المُحيّرة".. إحدى الطوائف القادمة من نواحي القنيطرة أحيت هذا العام واحدا من الطقوس التي اشتهر بها بعض الأتباع العيساويون. افتراس جدي حي. مشهد سوريالي، لكنه حقيقي، إذ بعد أن يقدم أحد المتعطافين أو مريد هدية عبارة عن خروف أو جدي أو عنزة، يتقاذفها أفراد الطائفة بينهم حتى يتمكنوا من بقر بطنها، دون حاجة إلى أداة حادة. ينزعون كبدها وقلبها ورئتيها ويلتهمونها. أما الدماء التي لُطّخت بها أيديهم، فإنهم يمسحونها على صدور وجوانب أزيائهم البيضاء والفاتحة الألوان. العيساوي: هذه طقوس دخيلة على الطريقة اعتبر الحاج إدريس بن محجوب العيساوي، وهو أحد أحفاد الإمام الهادي بن عيسى، أن الطقوس والسلوكات التي تمارسها بعض الطوائف "دخيلة على الطريقة العيساوية ولا تمت لها بصلة"، مضيفا، في تصريح ل"الصباح"، أنهم يحاولون بكل ما في وسعهم منع مثل هذه الطقوس ومنع المشعوذين من الدخول إلى حرم الضريح، "ذلك لأن الشيخ الكامل بنى الطريقة العيساوية على كتاب الله وسنة رسوله وبهما كان يحتفل بمولد النبي (ص)". حسب قوله.وأشار إلى أنه يوم عيد المولد النبوي يكون خاصا بالطوائف القادمة من بوادي الجهات المشاركة في إحياء هذه الذكرى، أما الطوائف الأتية من المدن، والتي وصفها ب"الأكثر تحضرا"، فإنها تحضر في اليوم الثاني وتستمر في تخليد هذه الذكرى إلى اليوم السابع بتلاوة القرآن الكريم والأمداح، إذ يتم استدعاء مسمعين من مدينتي فاس ومكناس لإحياء ليلة الختم، مشددا على أن الهادي بن عيسى كان رجل علم ودين، وليس خرافات وشعوذة ودجل، "وأي سلوك خلاف لهذا نحن براء منه".. " يا لابسا للأسود لا تقترب ولا تدنو" زوار وأتباع ومريدو الشيخ الكامل، الذين أتوا تقريبا من كل حدب وصوب يتجنبون، أو على الأقل تفعل الغالبية العظمى منهم، ارتداء زي داكن، خاصة الأزياء السوداء اللون. لماذا يا ترى؟ لأن اللون الداكن عموما والأسود خصوصا "يستفز عيساوة ويزعج أبصارهم ويشوش تركيزهم"، يشرح لـ"الصباح" أحد الزوار الأوفياء لهذا الموسم. ولهذا لا تستغرب إن بادر أحدهم، حتى ولو كان طفلا صغيرا، إلى تحذيرك من خطر استمرارك في ارتداء سترة أو معطف أو قميص أو سروال أسود. أما دوافع كل هذه التحذيرات فتفسرها بعض الحكايات الأسطورية التي يتناقلها الكبار والصغار من زوار الموسم. ومن جملة ما يرويه هؤلاء أن أتباع الطوائف العيساوية، وفي جذوة هيجانهم وجذبتهم، يفقدون "السيطرة بشكل تام عن كل أفعالهم، وقد يقدمون على أفعال لا تخطر على بال". مثل ماذا؟ "كأن ينقضوا على مرتدي الزي الأسود ويلتهموه وكأنه خروف أو جدي"، يجيب الشيخ الذي شرح لـ"الصباح" بعضا من هذه الطقوس والممارسات العيساوية. وهذا ما يبرر حالة التدافع والانفلات التي تحدث بمجرد أن ينطلق موكب أي طائفة متوجهة إلى مقر الضريح، إذ يبدأ الحضور والمتفرجون في التدافع خشية أن تمتد إليهم قبضة أحد "المتحيرين"، أو أسنانه أو أنيابه.ويحكي بعض الزوار أنه في السنوات القليلة الماضية كان عيساوة يهاجمون كل شيء حتى عناصر الأمن ذوي البزات الداكنة أو السوداء الذين يرابطون بجوار الضريح، وعلى طول المسار الذي يتخذه عيساوة في طريقهم إلى ضريح الهادي بنعيسى، كما كانوا يهشمون زجاج كل سيارة سوداء اللون.. إنجاز: محمد أرحمني

“طوائف” المغرب “تجذب” في حضرة الشيخ الكامل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فشل في تقريب وجهات النظر بين بنكيران وشباط

المواسم...تجارة مربحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات