“الصنارة” والبحر عشق مبدعين مغاربة

عبد الهادي بلخياط وإبراهيم العلمي والراشدي مارسوا الصيد بالقصبة "القصيبة عندي وسيلة.. ننسي بيها كل ما فات.. ننسى بيها سنين طويلة من قدامي ومشات…" لم يكن محض صدفة أن يتغنى المطرب عبد الهادي بلخياط بأغنية "الصنارة" التي نظم كلماتها فتح الله المغاري وصاغ لحنها محمد بنعبد السلام، وتمحور موضوعها حول علاقة حميمة لصاحبها مع البحر والصيد بالقصبة بما يرمز إليه البحر بأنه ملاذ المكلومين أو الراغبين في التوحد مع الذات والمطلق. تيمة البحر تكررت أكثر من مرة في أغاني عبد الهادي بلخياط الذي كثيرا ما كان يفتتن بأي نص غنائي يرد فيه ذكره، يكفي استحضار أغاني أخرى للمطرب المغربي منها، على سبيل المثال، أغنية "لمحارة" وهي أيضا من ألحان بنعبد السلام والتي يقول مقطعها "قالوا لي الناس رجع صياد.. تنسى الفراق وهم البعاد..وقصدت البحر بلا ميعاد.. والبحر قريب وعليّ بعاد"، أو رائعة "الشاطئ" وهي من شعر مصطفى عبد الرحمان وألحان الراحل عبد السلام عامر أو المقطع القوي في أغنية "الأمس القريب" والتي يقول فيها "ذكريه يا رمال الشط بالأمس القريب" وغيرها.هذا الحضور الطاغي للبحر في العديد من نصوص الأغاني التي تغنى بها عبد الهادي بلخياط مؤشر على مدى تعلق هذا المطرب به، ويكشف أيضا على جانب آخر من شخصيته وهواياته الخاصة التي تتمثل في الدرجة الأولى في صيد السمك بالقصبة، وهي الهواية التي جعلت بلخياط، منذ بداياته الفنية إلى يومنا هذا، يرتاد العديد من الشواطئ الهادئة البعيدة عن صخب المدن، و"القصيبة عشيرتو ف إيديه" على حد غنائه في رائعة "الصنارة".ولم تكن هواية الصيد هي الوحيدة التي مارسها عبد الهادي بلخياط إذ سبق أن زاول هوايات أخرى، حسب ما صرح في استجوابات سابقة، وهي هوايات كانت في مجملها متصلة بعالم الرياضات إذ قال إنه مارس، في شبابه، كرة المضرب والجمباز والكرة الطائرة وكرة السلة علما أنه كان في السابق يشتغل بوزارة الشبيبة والرياضة قبل أن يلج عالم الطرب والغناء ويحترفه.ولم يكن عبد الهادي بلخياط الفنان الوحيد الذي كان مولعا بالصيد بالقصبة، فهذه الهواية تقاسمها معه مبدعون آخرون من رواد أغنية الزمن الجميل منهم الراحل إبراهيم العلمي الذي يحكي بعض المقربين منه، أنه كان يقضي وقت فراغه مغازلا قصبة الصيد على الشاطئ، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الموسيقار الراحل عبد القادر الراشدي.أما الراحل عبد الرحيم السقاط فكان يهوى جمع الساعات والراديوهات وأجهزة التسجيل، فيما لم تقل هوايات الراحل عبد السلام عامر طرافة، إذ رغم أنه كان كفيفا، فإنه مارس السباحة وركوب الدراجات الهوائية، تحت مراقبة مرافق له، إذ كان الموسيقار الراحل يعشق التحدي ويرفض الاستكانة لإعاقته. عزيز المجدوب

“الصنارة” والبحر عشق مبدعين مغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يونس ميكري... السباحة وركوب الخيل

الخياري يعتبر "الصيدا نزاهة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات