الموقف الجزائري غير مبرر

قال إدريس لكريني، مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، إن طول الحدود الفاصلة بين الجزائر ومالي يصل حوالي 1300 كيلومتر، وهو ما يفسر اهتمامها بتطور الأوضاع في مالي، مشيرا إلى أن هناك تدفّق كبير للاجئين على حدودها كما أن ذلك سمح بتحرك أعضاء الجماعات المسلحة داخل التراب الجزائري واستهدافها بعملية كبيرة في الآونة الأخيرة... وأوضح لكريني، أن الجزائر قد تظل مصرّة على أهمية وضرورة التعاطي بسبل دبلوماسية مع الأزمة دون اللجوء إلى العمل العسكري، قبل أن تغيّر موقفها من ذلك نتيجة للضغوطات الفرنسية وللتحولات الميدانية داخل مالي، "الغريب في الأمر أن الجزائر التي اكتوت بنار "الإرهاب" على امتداد العقود الثلاثة الأخيرة، اعتادت التعاطي مع ظاهرة "الإرهاب" بمقاربة انفرادية، كما أنها سعت في كثير من المناسبات إلى إقصاء المغرب من أي تنسيق إقليمي في هذا الصدد".وأضاف المتحدث ذاته أن الأمر يعكس قدرا من عدم استيعاب التحديات التي يطرحها الموضوع.. ذلك أن التعاطي الفعال مع قضايا الأمن والبيئة والجريمة المنظمة والتهريب والهجرة.. "لا يتأتّى بفعالية دون الدخول في تنسيقات وتعاون إقليمي ودولي، من خلال تبادل المعلومات وتوحيد الرؤى والجهود، بحيث لم يعد هناك شيء اسمه "الإرهاب" الداخلي، وحتى العملية الأخيرة التي استهدفت مصنعا للغاز بالجزائر التي دبرتها بشكل متسرع أفرز عددا من الضحايا تبين ضلوع عدد من الأشخاص من جنسيات مختلفة فيه".وأقر مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بأن فشل دول المنطقة، خاصة منها الجزائر والمغرب بالنظر لوزنهما، في بلورة تصور موحد كفيل للتعاطي مع المشكلة بكفاءة ونجاعة في إطار من التنسيق هو الذي فتح الباب أمام فرنسا وأطراف خارجية أخرى لتلعب دورا محوريا في الأزمة حاليا، مسترسلا "أعتقد أن الموقف الجزائري في هذا الصدد غير مبرر على اعتبار أن استمرار التوتر في مالي يشكل تهديدا حقيقيا لدول المنطقة، فالممارسة الميدانية تشير إلى أن مناطق التوتر وضعف الدولة المركزية يشكل مشتلا لانتعاش الحركات المسلحة".إ. ر

الموقف الجزائري غير مبرر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تداعيات الحرب على المغرب

لكريني: تحركات المغرب لم تصل إلى الانخراط في حرب مباشرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات