“بوزبال” وآخرون نقلوا النكات إلى العالم الافتراضي

شقير: كل مجتمع يخلق شخصياته و"بوزبال" هو جحا وحديدان في وقت سابق "بوزبال"، "قريقيبة"، "كيليميني" و"امي الشعبية" وآخرون حققوا شهرة أوسع من شهرة رئيس الحكومة، وشدوا اهتمام الملايين بـ"منتوجهم" الفكاهي اليومي، كما أعدوا للمغاربة بيوتا افتراضية يأوون إليها لانتقاد أوضاعهم ومعيشهم اليومي وتناول مكبوتهم بدون حظر، وينفسون فيها عن هموم تثقل كاهلهم. شخصيات افتراضية تعد يوميا "سندويتشات" فكاهية يتناولها بسرعة رواد المواقع الاجتماعية خاصة "الفيسبوك"، قبل أن يعودوا إلى واقعهم اليومي، حيث يفرض الكبت والممنوع سلطتهما. "قبل أن نتحدث عن هذه الشخصيات الفيسبوكية، يجب أن نؤكد أولا أن الأمر ليس جديدا على المغاربة، لأنهم شعب يحب النكت والسخرية"، يقول محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية وصاحب دراسة "السخرية والسلطة بالمغرب: من المأسسة إلى التجريم"، قبل أن يضيف أن النكتة حاضرة بقوة في الثقافة المغربية و"ما حضور هذه الشخصيات الفايسبوكية إلا انتقال من المجال الواقعي حيث تفرض النكتة نفسها في أي جماعة، إلى المجال الافتراضي وبشكل أكثر جرأة".وقال شقير إن عالم الأنترنيت أعطى لشرائح اجتماعية، خاصة الشباب، الفرصة للتعامل مع الواقع بشكل مختلف ونقل همومهم وقضاياهم اليومية إلى المواقع الاجتماعية والتعبير عن مواقف واضحة من مشاكلهم وقضاياهم. ولا تفترض الطريقة التي تقدم بها هذه الشخصيات أن تكون رسائلها وانتقاداتها واضحة، حسب شقير، مؤكدا أنه "يمكن أن تكون الرسائل مباشرة أو غير مباشرة، فهي نوع من الانتقاد لأوضاع معينة ولقضايا يومية نعيشها، وتتناول المكبوت الذي لا نستطيع التحدث عنه في الواقع، وتتناول ظواهر اجتماعية غير سوية".ويرى الباحث في العلوم السياسية أن شخصية "بوزبال" الواسعة الانتشار هي نفسها شخصية جحا وحديدان، معتبرا أن المجتمع هو من يخلق هذه الشخصيات، ولكل جيل حاجياته من هذه الشخصيات "يجب ألا ننسى شخصيات مثل جحا وحديدان والآن "بوزبال" الذي يوجد بيننا في المجال الواقعي، وهو دائما الشخص غير المرغوب فيه، لأنه غير طبيعي، وكل ما فعله هؤلاء الشباب هو نقل "بوزبال" من الواقع إلى "الفيسبوك"، وخلق موضوع للنقاش وتبادل أطراف الحديث والتنكيت. مضيفا أن السخرية السياسية حاضرة في هذه الشخصيات، "لا يجب أن نثير مثلا اسم بنكيران ليكون الموضوع المطروح سياسيا، بل الرسالة هي التي تحدد المضمون السياسي، إذ أن الكيفية التي يتم تناول المواضيع بها تختلف وتحدد منسوب السياسة فيها".خلق شخصيات فيسبوكية للتنكيت السياسي ونقل صور يعيشها المجتمع في المجال الواقعي هو تجلي واضح للازدواجية التي يعيشها المغاربة، حسب الباحث نفسه، إذ يقول "نعيش في مجتمع واقعي وفي آخر افتراضي يتحرك بالموازاة معه".واعتبر الباحث في العلوم السياسية، أن كثرة وتنوع الشخصيات "الفيسبوكية" جاء أيضا لملء الفراغ الذي خلفه غياب فكاهيين حقيقيين، "لم يعرف مجال الفكاهة في المغرب أي تطور، وارتبطت هذه الأخيرة بشهر رمضان مع أن مضمونها لم يتحسن وأصبح مبتذلا، لذلك لقيت هذه الشخصيات إقبالا كبيرا ونجحت في ملء فراغ كبير، كما نجحت في التعبير عن هواجس مكبوتة في المجتمع المغربي". ضحى زين الدين

“بوزبال” وآخرون نقلوا النكات إلى العالم الافتراضي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قائد نجل جنرال يعتدي على نقابي في "البيجيدي"

تحطم طائرة سياحية ينهي أحلام أسرة مالك "كولورادو"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات